الخطاب التشكيلي السعودي تقدم في السنوات الأخيرة بخطوات واثقة وجريئة نحو الأفضل خاصة فيما يتعلق بالأداء التقني والتكنيكي وسلامة الطرح من التشويش الفكري.. كل ذلك يتم بفضل الله أولاً ثم بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة لكافة القطاعات بما فيها قطاع الشباب والثقافة مما انعكس بدوره وبشكل واضح على المستويات المدهشة التي يقدمها فنانونا وفناناتنا في المشهد التشكيلي وبالتالي فقد أصبح لدينا شريحة كبيرة من الفنانين والفنانات التشكيليين وصلوا بأعمالهم الفنية وعطاءاتهم إلى مستويات رائعة وحضور إبداعي جميل، بل ان معظم الأعمال التي تقدم أو تطرح من قبل هؤلاء تميزت بالأصالة والمعاصرة معاً وفق تقنيات متمكنة وأداء إبداعي جميل إضافة إلى احتواء هذه الأعمال على أفكار ومضامين هادفة تتيح للمتلقي او المشاهد ان يتعايش معها ويخلق حوارات جمالية وفكرية رائعة. والفنان التشكيلي أيضاً كغيره من المبدعين يدفع ويعطي ويبذل جهودا مادية وجسمانية وفكرية للوصول إلى لحظات الادهاش والمتعة والإبداع وهو بذلك يكون بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي ولا يتم ذلك إلا من خلال اقتناء أعماله وشرائها سواء من قبل الشركات أو المؤسسات أو رجال الأعمال أو الأفراد لأنه وبكل أسف وكما سمعت من بعض الفنانين ان المقتني المحلي يتجاهل الفنان التشكيلي المحلي ويضعه في خانة الهامش ويقوم بتأمين واقتناء أعمال لفنانين غير سعوديين وكأن الفنان التشكيلي السعودي بحضوره وابداعه لم يصل إلى المستوى الذي يقنع هؤلاء لأنه يحدث ان تقوم شركة من الشركات أو مؤسسة من المؤسسات أو بعض الأفراد بتجديد مقراتها وتأثيثها مما يتطلب الأمرالاهتمام بالنواحي الجمالية والديكورية ولا يتم ذلك إلا بالاستعانة باللوحات التشكيلية لتضفي على المكان لحظة الإبداع والجمال إلا انه وكما أسلفت يقوم هؤلاء بالاتجاه إلى الفنانين غير السعوديين والذين يطالبون عادة بمبالغ مادية كبيرة مع العلم بأن الفنان التشكيلي السعودي غير مبال اطلاقا في الماديات ويكفيه فخرا ان تقتنى أعماله في بلاده أولاً إلا ان ما يحدث يدعو للأسف وهو امر واقع وقد سمعته مرارا من بعض فنانينا تصوروا ان يطلب شخص من فنان تشكيلي سعودي معروف ان يقوم بتأمين لوحات فنية لأسماء سعودية معروفة ولامعة بمبلغ زهيد جداً وقد حدث ان طلب رجل أعمال لوحات فنية «50» لوحة بمبلغ أربعين ألف ريال فقط!! إنها دعوة لأصحاب شركاتنا ومؤسساتنا ورجال الأعمال والأفراد بالتوجه إلى الفنان التشكيلي المحلي وتشجيعه ودعمه مادياً مقابل اقتناء أعماله وبأسعار معقولة ومرضية للطرفين وان يبادروا إلى تطبيق المثل الشعبي «المحلي» «حطوا سمنكم في دقيقكم».