لقد كرم الله سبحانه وتعالى ابن آدم واعطاه حقوقه وألزمه بواجباته ولكن يأتي اليه في لحظة من يسلبه حقه لا بل قد يكون سبباً في فقده لعزيز عليه أو لجزء من جسده تحت مسمى الاحتراز الطبي أو الصحي.. عزيزتي.. تعددت المسميات والخسارة فاجعة ويأبى د. محمد الصالح.. في رؤيته الاقتصادية يوم السبت 10/5/1423ه إلا أن يجدد الالم ويفتح الذاكرة على صور جارحة للروح ابت أن تزول وآثرت الاستكانة في ثنايا النفس.. د. محمد متى كان المريض سيداً في المشفى وهو صاحب الحاجة ومن لديه القدرة في هذا المشفى لم ينس سيادته ولكن تناسى مهمته الانسانية وتعامل مع هذا الجسد المسجى على السرير كما يتعامل النجار أو السباك مع قطعة خشب أو انبوبة ماء سهل انكسارها سهل تعويضها سهل نسيانها.. فلمَ لا يكون الجانب المادي الذي له تأثيره الاقتصادي هو محور الاهتمام وليس الانسان..!!! اتدري يا د. محمد لماذا؟ لأن المردود المادي سريع ويرفع المعدلات الايجابية أما الانسان فبطيء العطاء قليل المربح .. اين وجه المقارنة يا د. محمد؟ عزيزتي .. اخبري الجميع أن مآسينا مع الاخطاء المهنية عند الاطباء ليست وليدة اليوم ولا تقدر بمال ولا حتى بتوجيه عقابي للمخطئ.. بل جميع من في المشفى يلفح وجهك لهاث انفاسهم لازالة أو اخفاء أي دليل في الملف الخاص بالمريض قد يرشد ويدل على الخطأ.. والمتسبب فيه. فما قولكم في مريضة ادخلت مستشفى عاماً لاجراء عملية استئصال المرارة بالمنظار وفجأة تدخل المرأة في غيبوبة وتحول إلى مستشفى آخر ليكتشف أن من أجرى العملية خدش الكبد وتسبب في الاذى الجسدي والنفسي للمريضة وما لا يعلمه إلا الله.. وما زالت تنتظر عملية اخرى.. من هو الفاعل؟؟ وماذا سيجرى له؟؟؟.. عزيزتي الجزيرة... لعل من يقرأ ذلك يقول رتوش ومبالغة.. ولكن ما بالك في حالة أُخيّة لنا حقيقة المعرفة بها تجمعنا وفيما طرأ في حياتها من انقلاب رأسي على عقب بسبب خطأ واهمال طبيبة.. جعلتها تئن من آلام المخاض ساعات وساعات تحت يد ممرضات لا حول لاهن ولا قوة وهي الطبيبة الاختصاصية تقراً كتاباً في مدخل قسم التوليد تتسابق دموع الممرضات المشرفات اشفاقاً وتعاطفاً معها وهي تردد اريد ان ابقى لاطفالي.. اين الطبيبة؟ وتغيب عن وعيها لتستعيده والوضع يسوء.. بعد ساعات تفتح عينيها لتجد رحمها في زجاجة يعرض بكل قسوة امامها .. هذه الشابة العشرينية.. ما ذنبها ان تتعرض لعملية قيصرية فاشلة بليها عملية استئصال للرحم كل هذا لا يفصله إلا غمضة عين وانتباهتها.. ولولا رحمة من ربك لكانت من المذكورين ونترحم عليها.. اتدرين عزيزتي.. ماذا فعلت.. حبست دموعها وحملت ملفها لطبيب مواطن استشاري وعرضت الملف عليه.. فقال.. اخيتي.. لقد ضاع كل شيء لك في هذا الملف وبقي لهم كل شيء.. فهم الابطال وانت الضحية عوضك الله حمدت الله على سلامتها وسلامة طفلها وفجأة.. فتحت عينيها على هدية هذا المشفى لها شعرت بثقلها حتى انها لتعجز عن السجود والنهوض تتساءلون ماهي هذه الهدية؟ للاسف تضخمت الكبد بسبب نقل دم ملوث بفيروس التهاب الكبد اثناء العملية.. ما عسى أن تكون حالتها لو كان هذا الدم ملوثاً بفيروس الايدز أو غيره؟؟؟ د. محمد الصالح.. بربك من هي الجهة المختصة التي تحفظ حق المريض الشرعي والقانوني ولديها تفرغ لاعطائه هذا الحق؟؟ كثير غيري يتساءلون؟ وما دام الوضع كما هو فالقافلة لن تقف.