في خطوة رائدة أصدر الاشراف التربوي في الإدارة العامة للتعليم بجدة مجلة الاشراف التربوي باشراف نخبة تربوية ناضجة أرادت من هذا العمل ان تنقل نجاحات الميدان إلى القراء عموماً والقيادات التربوية خصوصاً في بادرة هي الأولى من نوعها حسب ما أعرف. والمجلة بحق حريّة بالإشادة والشكر للقائمين عليها، فهي ثرية بمادتها العلمية الدسمة وبأسلوب يسهل فهمه، ولعل مرد ذلك إلى أنها رصدت واقع الميدان التربوي من طرح فكري جديد وإبداع علمي اتسم بالابتكار من طلاب مازالوا على مقاعد الدراسة ما دون الجامعة. وهذا يبشر بخير لمستقبل طلابنا في ظل مناهجنا الرائدة والمؤطرة بإطار علمي وشرعي رصين والتي طالما طالها النقد الساذج من كتّاب ليسوا تربويين بل أغلبهم صحفيون يمكن وصفهم بالأمية في القضايا التربوية التي لها رجالها ومختصوها ،وان هذه المطبوعة بما حوته من مواضيع هي في غاية الأهمية لجديرة بان يستفيد منها الميدان التربوي في أنحاء المملكة، وهذا ما عناه المربي الفاضل الاستاذ محمد بن عبدالله الهويمل مدير عام التعليم في منطقة مكةالمكرمة بكلمته في إطلالة المجلة بقوله: (أما عن هذه المطبوعة الفتية التي تصدرها إدارة الإشراف التربوي بتعليم جدة فإنني لأرجو ان تكون إضافة إعلامية تربوية متميزة إلى فكرنا التربوي وإلى ميداننا التعليمي بعمومه وليس في جدة فقط ومنطقة مكةالمكرمة وحسب بل إنه ليحدوني الأمل والتفاؤل ان تعم فائدتها التعليم في جميع أرجاء وطننا العزيز، ومنبع هذا التفاؤل أسباب ثلاثة منها.. ان الحاجة قائمة وماسة لصدور مثل هذه المطبوعة المتخصصة التي تقوم على إصدارها جهة متخصصة..) انتهى، نعم نحن بحاجة ماسة إلى إصدار مطبوعة في كل إدارة تعليمية تصدر سنوياً مهمتها الأساسية ان تكون راصدة للبحوث التربوية التي يقوم بها المعلمون الذين هم في الميدان التربوي، وكذلك راصدة للتجارب العلمية التي يقوم بها الطلاب في المدارس ويبرز فيها عنصر الإبداع والابتكار. أعود لتلك المطبوعة لنرى المنهجية التي سارت عليها حيث أورد المشرف على المجلة طرفاً من ذلك فقال: (ومنذ بدأنا التخطيط للعمل ومناقشة الأهداف والسياسة التحريرية للمطبوعة كانت توجيهات سعادة المدير العام لنا بان يرتكز جهدنا على العمل الميداني وكيف نحصل على تغذية راجعة، وكيف تتحول هذه المجلة إلى وسيلة نقل الخبرة من الميدان إلى الميدان نفسه) نعم هناك في الميدان التربوي خبرات وخبرات جميلة ورائعة ولكنها تبقى حبيسة الجدران والأدراج ولا يلتفت إليها إلا القليل. ولقد تميزت هذه المطبوعة في عددها الأول برصد للبحوث والتجارب التربوية من المعلمين، كما تم رصد العديد من التجارب التي تستحق الوقوف عندها والإشادة بها والكتابة عنها والاستفادة منها (هذا ما جاء في ترويسة الفصل الخاص بتجارب من الميدان) والتي أبدعها طلاب مازالوا على مقاعد الدراسة الثانوية. ومسك الختام هنا هو ما قاله معالي وزير المعارف الاستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد في نفس المطبوعة حول مناهجنا حيث قال حفظه الله (في وزارة المعارف وكالة قائمة بذاتها مهمتها التطوير التربوي وهي مهمة مستمرة لا ترتبط بأحداث طارئة ولا تتحكم فيها سوى عوامل تربوية معينة ومعايير وأسس تقوم عليها فرق علمية من ذوي الكفاءات المتخصصة وليس معنى ذلك ان المملكة العربية السعودية تعيش في عزلة عن أحداث العالم كالتي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر وما بعدها ولكن المقصود هو ان المملكة تتمتع باستقلالية في الرأي والتوجيه ولها سيادتها الكاملة على مناهجها الدراسية والتطورات العالمية أياً كانت هي في موضع الاعتبار فنحن نعيش في قرية كونية ونريد ان يكون أبناؤنا على بينة مما يحدث حولهم ليفكروا عالمياً ويتصرفوا محليا وان حدث تغيير في مناهج التعليم فانه يحدث بمعزل عن تدخلات أية منظمات أو جهات خارجية ولايمس في الوقت نفسه الثوابت الإسلامية، وما عرضناه من تصورات حول المناهج بعد الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية يمثل وجهة نظر مقبولة ويتوافق مع توجيهات المنظمة التي ترى ان التعليم يتعلق بقضية سيادة تخص الدولة). ثم أورد معاليه المحرك الفاعل في العملية التربوية في الميدان والقلب النابض لها وهو المعلم حيث قال معاليه: (إن فلسفتنا التربوية في وزارة المعارف تقوم على إبراز دور المعلم، وعده أهم عناصر الاستراتيجية التربوية والتعليمية ثم أضاف معاليه وإنني في كل لقاءاتي بزملائي التربويين أجدني حريصاً على تأكيد دور المعلم وعلى التشديد بأن المستقبل الحقيقي للتعليم في بلادنا ينصب على كاهل صنّاع المستقبل وصنّاع الأجيال ألا وهم (المعلمون) ومن هنا فإن للمعلم مكانته المثلى في خططنا التربوية). نعم إن المعلم هو الركيزة الأساسية لهذه العملية فلذلك لابد من ان يعي كل معلم دوره في صناعة المستقبل. واختم بهذه الرؤى والمقترحات: 1- حبذا لو تم تغيير اسم المجلة إلى الميدان التربوي لشموليته بدلا من الاشراف التربوي. 2- أرى ان تقوم كل إدارة تعليمية باصدار مماثل لتلك المطبوعة حتى لو صدر عدد واحد كل عام دراسي. 3- اقترح ان تدعم هذه المطبوعة عن طريق الإعلان التجاري فهو أحرى بتخفيف العبء على الإدارة التعليمية. 4- انني اتطلع ان ترصد جوائز عينية ومادية لكل باحث ومبدع شارك في هذه المطبوعة ويكون توزيعها في احتفال تربوي عام. 5- أرى ان ترسل نسخ من هذه المجلة إلى كثير من الكتّاب الصحفيين لاطلاعهم على ناتج المناهج المتميزة ونضج الميدان التربوي وسلامة منهجه لتصحيح بعض الأفكار لدى البعض منهم. وختاماً أشكر لك أخي القارئ عناء القراءة وأرجو التسديد والله الموفق