شهدت قاعة ماديسون سكوير غاردن التاريخية في نيويورك، محمد علي كلاي وهو يقضي على مواطنه الأمريكي الزنجي رورا فولي بعد دقيقة و48 ثانية من الجولة السابعة، ويحتفظ ببطولة ملاكمي العالم «للوزن الثقيل» التي أحرزها في 25 شباط 1964م ، عقب تفوقه على مواطنه الزنجي «سوني ليستون» بالضربة القاضية الفنية في الجولة السابعة. الانتصار التاسع لكلاي دافع كلاي عن عرش بطولة العالم، منذ اعتلائه حتى مباراته الأخيرة 9 مرات، وكان النجاح حليفه في المرات التسع كما يلي: 1965 تغلب على ليستون في مباراة الثأر التي جرت بينهما في 25 أيار، بضربة قاضية في دقيقة واحدة. 1966 فاز كلاي على جورج شوفالو الكندي بالنقاط في 29 آذار، وعلى هنري كوبر البريطاني في 21 أيار بالضربة القاضية في لندن وذلك في الجولة السادسة، وعلى بريان لندن البريطاني في 6 آب بعد 7 دقائق و40 ثانية، وتفوق كلاي على كارل ملانبرجر الألماني بطل أوروبا في 10 أيلول في فرانكفورت بالضربة القاضية الفنية في منتصف الجولة الثانية عشرة، وعلى مواطنه الزنجي كليفلاند وليامز في 14 تشرين الثاني في مدينة هوستون الأمريكي بالضربة الفنية القاضية بعد 7 دقائق و8 ثوانٍ. 1967م تغلب كلاي على مواطنه الأمريكي ليتريل، بطل العالم بعرف اتحاد الملاكمة للمحترفين، في 6 شباط بالنقاط، وبعد 44 يوماً تغلب على مواطنه الزنجي زورافولي بالضربة القاضية الفنية في منتصف الجولة السابعة. فولي هو المتحدي رقم واحد لبطولة العالم للوزن الثقيل حسب لائحة الاتحاد الدولي الأخيرة، ولعب محترفا خلال 14 سنة 85 مباراة، خسر سبعا فقط، وتعادل في ثلاث وربح 75 مباراة، ولكن نقطة الضعف عنده انه أكبر سناً من كلاي بتسع سنوات، كما ان كلاي يمتاز على جميع منافسيه إما بفتوته «عمره الآن 25 سنة» أو بحسن استعداده الجسماني خصوصاً سرعته الفائقة ونَفَسُهُ الطويل. المباراة منذ أن قرع الجرس معلنا بدء المباراة، ظهر واضحاً أن هناك تفاوتا ملحوظا بين كلاي وفولي في السرعة وقوة الضربات، كما لوحظ أن البطل ترك خصمه يهاجمه في الجولات الثلاث الأولى بينما اكتفى هو بالرقص حول الحلبة. ولكن كلاي بدأ يلعب جديا في الجولة الرابعة فطرح «فولي» أرضا بضربتين باليمين واليسار إلى فكه، وعدّ الحكم ل «فولي» حتى 6 قبل أن ينهض على قدمه، وبدا ان كلاي واثق من قدرته على القضاء على «فولي» ساعة يشاء. وفي الجولة الخامسة ظهر تورم خفيف تحت عين فولي، ورغم ذلك تابع بقوة، ووجه ضربتين يساريتين شديدتين إلى صدر كلاي ثم تحول إلى جسمه، وأصابه فوق الكلية غير أن البطل استعان بقبضته اليسرى كسلاح سريع الطلقات، ووجه ست ضربات منها على التوالي إلى وجه فولي فأضعف مقاومته في الجولة السادسة، حيث كان الدم يسيل من أنفه تحت تأثير الضربات القليلة، ولكن الضربة القوية التي وجهها إليه كلاي الذي بقي سليمان من أية ضربة، وحافظ على الرقص حول خصمه «كأن ساقيه عجلتا دراجة».. وفي الجولة السابعة تحدث كلاي إلى خصمه للمرة الأولى خلال المباراة، فقال له: «اقترب مني اقترب». ورد فولي بالاندفاع حول البطل وتوجيه ضربة بيمينه هزته، ولكن كلاي رد بضربة خاطفة من قبضته اليسرى أتبعها بضربة قصيرة بقبضته اليمنى فانكفأ بولي على وجهه. وحاول النهوض عندما عد الحكم حتى 7، ولكنه لم يكن قد وقف على قدميه، عندها واصل الحكم في العد إلى العشرة. حصة كلاي من مباراته مع فولي حضر مباراة كلاي وفولي 12 ألفا و708 متفرجين دفعوا 224 ألفا و471 دولارا فحطموا بذلك الرقم السابق لقاعة حديثة ماديسون سكوير وقدره 239 ألفا و909 دولاراً. بلغت حصة كلاي من المباراة 260 ألف دولار وهي 50 بالمائة دخل القاعة، و150 ألف دولار من أجور التلفزة والإذاعة والسينما. وسيستلم فولي حوالي 58 ألف دولار، وهو أكبر مبلغ يتلقاه عن مباراة في حياته ، وقد حصل على 15 بالمائة من دخل القاعة و25 ألف دولار من العائدات الأخرى. فولي: كلاي أفضل مني وأصغر عمراً !! قال فولي للصحافيين عقب أن انتهت المباراة ردا على أسئلتهم «لقد لعبت المباراة بمهارة حتى الضربة القاضية، لقد أصبته مرة أو مرتين، وكانت طريقتي أن أتحرك إلى اليمين لأجعله يوجه ضربات يسارية ولكن الذي حدث أنني تحركت كثيرا إلى اليمين ، واضطررت بعد ذلك إلى تخفيف حركتي. ومضى يقول: «إنني لست فخوراً .. فقد خسرت ولست مخجولا، فقد قدمت كل ما عندي ، ولكنه ملاكم أفضل مني وأصغر عمرا». حول المباراة كانت المراهنات ترجح كلاي للاحتفاظ بلقبه بنسبة 6 إلى 1. قاد المباراة الحكم جوني لوبيانكو، وساهم معه في حكمها القاضيان فرنك فوربيس وطوني كاستيلانو. كان وزن كلاي عند بدء المباراة 96 كيلوغراماً ووزن فولي 92 كلغ. ستكون مباراة كلاي المقبلة في 27 أيار في طوكيو ضد الأرجنتيني أوسكار بونافينو إذا تمكن كلاي من التخلص من التجنيد المقرر في 11 نيسان المقبل.