تم إعلان المشاريع الفائزة بجائزة الاغاخان للعمارة الاسلامية لدورتها الثامنة للعام 2001م منذ انطلاقتها عام 1980 م، والتي تعقد وتمنح كل ثلاث سنوات وتبلغ قيمة جوائزها نصف مليون دولار امريكي. وتتعدى اهمية الجائزة التقدير المادي انما تكمن في المضمون والمحتوى الذي تجسده المشاريع الفائزة، حيث تبتغي اللجنة المنظمة للجائزة البحث حول المضامين التي تخدم العمارة العربية الاسلامية كمشاريع التطوير الحضري، او الاسكان، او الحفاظ المعماري التي تهتم بالتراث، او اية مشاريع تخطيطية او حضرية ضمن العالم الاسلامي ذات مضامين اجتماعية او ثقافية حضارية. كذلك يدخل ضمن نطاق هذه المشاريع ما يطرح استعمالات تكنولوجيا بناء معاصرة، او حماية وتقنين البيئة والطاقة الطبيعية، او طروحات فلسفية مبتكرة في معالجة مفهوم المسكن والايواء للكثافات السكانية العالية بالعالم الاسلامي، او اعادة توظيف مفاهيم تصميم حضري لخدمة العامة. وغيرها مما يوسع دائرة البحث والتفكير المعماري. وتاليا لترشيح المشاريع، يتم الانتخاب من قبل لجنة الجائزة والتي تضم متخصصين من العالم الاسلامي في مختلف المجالات التي تهم العمارة او التخطيط او الفلسفة او الفكر المعماري العربي الاسلامي.و تضع المعايير للتقييم وتوزيع مخصصات الجائزة حسب طبيعة المشروع، وبذا فقد يتم توزيع الجائزة على المعماري المصمم او البناء، الخ. وقد تشكلت اللجنة المحكمة لهذه الدورة من سمو الامير صدر الدين آغاخان، والدكتورة سلمى الراضي - خبيرة آثار عراقية-، والمعماري الهندي المعروف شارلز كوريا،والمعماري والمخطط السعودي علي الشعيبي احد مؤ سسي مكتب البيئة، والبروفسور كنث فرامبتون - مؤرخ ومعماري بريطاني-، والمعماري الكندي فرانك جري، والمعمارية العراقية زها حديد، والمؤرخ وعالم الاثار الاسباني لويس مونريال، والبروفسور آزم نانجي من كينيا. أما المشاريع الفائزة لهذه الدورة، فقد بلغ عددها تسعة مشاريع تراوحت بين التصميم والتخطيط الحضري، والتنسيق المعماري، والحفاظ البيئي، وهذه المشاريع هي: مشروع يتضمن تطوير اكثر من ثلاثين موقعا باحدى وعشرين مدينة بايران، حيث تمت اعادة حفاظ وتأهيل مباني تقليدية وادخال خدمات البنية التحتية اليها لخدمة المجتمع المحلي. اما المشروع الآخر الفائز من ايران فكان متنزها طبيعيا عولج بطريقة بارعة تتماشى مع الطبيعة ويخدم قطاع العامة. ومشروع بالمغرب يجسد طرحا جديدا في معالجة وتطوير الحفاظ البيئي ووسائل المعيشة للمجتمع الريفي. المشروع الآخر كان بالهند حيث تضمن مخططا شاملا لتطوير الريف الفقير يتم تطبيقه من خلال المجتمع ذاته. المشروع الفائز من كينيا كان يجسد حلا معماريا لمدرسة تربية دواجن يتضمن مبنى تلتف مرافقه حول فناء ويقبع وسط بيئة ريفية طبيعية. اما المشروع الآخر فكان من مصر وهو عبارة عن متحف نوبي من اسوان للحفاظ على ثقافة النوبة وتضمن المتحف مناطق عرض خارجية لاستعمال المجتمع. اما من الاردن ففاز مشروع المعماري جعفر طوقان - وهو ابن الشاعر ابراهيم طوقان وعمته الشاعرة فدوى طوقان - وهو عبارة عن قرية للاطفال بمدينة العقبة، المشروع جاء منسجما ومتناغما مع طبيعة المدينة الجبلية. ومن تركيا فاز مركز للخدمات الاجتماعية بالجائزة، وهو عبارة عن مجموعة من المباني المتصلة للطلبة والاساتذة ومناطق مفتوحة للعامة. اما من ماليزيا ففاز بالجائزة فندقا يقع ضمن 750 هكتار ويتضمن شاطئا وغابة استوائىة محمية. أما جائزة الرئيس لهذه الدورة فكانت تقديرا لاعمال جفري باوا، حيث تمثل عمارته مزيجا من التراث والحداثة، وبين الرسمي والتعبيري، كذلك توصف بانها تكسر حدة الفصل بين الداخل وبين الخارج، وكذلك بين المبنى والطبيعة. وتضمنت الجائزة تقدير اعماله لما يفوق اربعين عاما حيث كانت مثار استلهام للمعماريين والطلبة والمهنيين والاكاديميين. وهكذا جسدت جائزة الآغاخان لهذه الدورة مشاريع سمتها الغالبة الحفاظ البيئي والتفاعل مع الطبيعة والمجتمعات المحلية وغالبيتها ذات طبيعة ريفية.