محطة جديدة من جولات «الجزيرة» في حدود وطننا الحبيب.. نصل بكم وتصلون معنا إلى وسط الجزيرة العربية، وبالتحديد في أقصى جنوب نجد، نحدثكم من أرض الآثار التي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام ومن أرض التراث العريق، أرض الحضارات التليدة.. والحاضر الزاهر.. من الأرض الخصبة.. والمياه العذبة الرقراقة من وادي الدواسر.. الذي طالما تغيرت نظرات زائريه إعجاباً وإكباراً.. جغرافية الوادي أول ما يخطر ببال من يسمع بوادي الدواسر ولم يره يظنه وادياً بين جبلين تشقه السيول كما هو في تعريف الوادي جغرافياً، بينما الواقع هو خلاف ذلك كلياً.. فهو أرض منبسطة تحفه الرمال الذهبية.. وتحيط به الصحاري من جميع الجهات، وقد كان وادي الدواسر تجري به السيول منحدرة من الغرب إلى الشرق حيث جريان وادي تثليث ووادي رنية ووادي بيشة، أما في الوقت الحاضر فالصحيح أن تسميته بالوادي تعتبر مجازاً لسببين رئيسين، أولهما أن الرمال غرب وادي الدواسر حجبت عنه الأودية التي كانت تمده بالجريان خاصة إذا ما علمنا أن آخر مرة سال فيها الوادي عام 1917م، ومع مرور هذا الزمن الطويل غيرت الكثبان الرملية اتجاهات مسارات الأودية التي كانت تمده بالجريان، بما نعرفه في الوقت الحاضر بموقع يسمى بالمختمية «الهجلة» الواقعة غرب وادي الدواسر. والسبب الثاني هو إنشاء تلك السدود العملاقة في تلك الأودية مما قلل من اندفاع السيول عبرها إلى وادي الدواسر. أما في الوقت الماضي البعيد فنورد ما قاله «بطليموس» حيث ذكر نهراً عظيماً سماه «لار» زعم أنه ينبع من منطقة نجران أي من الجانب الشرقي من السلسلة الجبلية ثم يسير نحو الجهة الشمالية الشرقية مخترقاً بلاد العرب حيث يصب في الخليج العربي.. ولا يعرف من أمر هذا النهر شيء في الزمن الحاضر ولعله كان وادياً من الأودية التي كانت تسيل فيها المياه في أغلب المواسم أو كان بقايا نهر أثرت في مياهه عوامل الجفاف.. كما يروي «مورتيس»: إن هذا النهر الذي أشار إليه بطليموس هو وادي الدواسر الذي يمس حافة الربع الخالي عند نقطة تبعد زهاء 50 ميلاً من جنوب شرقي السليل وتمده بعض الأودية من سلاسل جبال اليمن بمياه السيول وتغيض مياهه في الرمال في مواضع عديدة فتكون بعض الواحات التي يستقى منها ويزرع عليها.. ويلاحظ وجود مياه غزيرة في واديه في مواضع لا تبعد كثيرا عن القشرة الأرضية تحت سطح الوادي وأنه كان في يوم «ما» نهراً من الأنهار الجارية.. سبب التسمية: أما سبب تسميته بالوادي فتعود كما أسلفنا الى أنه كان أحد الأودية الجارية بالجزيرة العربية، أما سبب تسميته بوادي الدواسر فنسبة إلى أهله وسكانه أبناء قبيلة الدواسر، والدواسر مفردها دوسري ولعل سبب هذه التسمية يعود إلى أسباب منها: يقال إن الدواسر جمع «دوسر» بمعنى الصلب وفي تعابير العسكريين هو الجيش إذا بلغ اثني عشر ألفاً وكان لملك الحيرة النعمان بن المنذر فرقة كاملة من الجيش يطلق عليها «الدوسر» واسمها مأخوذ من الطعن والدفع. والدواسر والدواسري والدوسراني الجمل الضخم الشديد وفي الرجال أطولهم وأشدهم قوة فسموا بالدواسر تشبيهاً لهم بالفحول من الجمال. يقول شاعرهم الأمير محمد بن أحمد السديري في ملحمته الزايدية: دواسر كنيوا على دوسر الفحل واسم على فعل يبين قداه أسماء وادي الدواسر في التاريخ: كان وادي الدواسر يعرف باسم: * العقيق. * وعقيق بن عقيل. * و عقيق تمرة. ومن المعروف أن العقيق في اللغة العربية هو الوادي الذي يعق سيله الأرض أي يحفرها. يقول الشاعر مروان بن أبي حفصة: والعيس قد علت الدبيل وخلفت بطن العقيق بنا وحسي كباب الموقع: يقع وادي الدواسر في جنوب نجد على بعد حوالي 650 كيلو متراً جنوب العاصمة الرياض ويحده من الشمال الخاصرة والقويعية ومن الشرق الأفلاج والسليل ومن الجنوب منطقة نجران ومنطقة عسير ومن الغرب منطقة عسير ومنطقة مكةالمكرمة. المناخ: مناخ وادي الدواسر مناخ قاري «صحراوي» حار صيفاً بارد شتاء حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أكثر من 45 درجة مئوية وفي فصل الشتاء تصل درجة الحرارة الصغرى إلى أقل من 5 درجات مئوية. وهنا يلاحظ السعة الحرارية الكبيرة جداً بين الليل والنهار خلال الصيف والشتاء، كما تتأثر الرياح صيفاً بالضغط المنخفض الأفريقي مما يؤدي إلى هبوب الرياح الجنوبية الغربية التي تخف بعد عبورها مرتفعات عسير وأحياناً تتأثر بالرياح الشمالية الشرقية والشمالية الغربية أما في فصل الشتاء فتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية وهي رياح باردة وجافة تتأثر بأعاصير البحر الأبيض المتوسط التي تسبب هبوب رياح شمالية غربية وغربية بشكل عام والتي تؤدي إلى سقوط الأمطار، والأمطار قليلة بشكل عام وتتصف بأنها فجائية وإذا حدثت فهي غزيرة وخلال وقت قصير ثم تصفو السماء بعدها، وتتراوح كمية الأمطار ما بين 53 و 47 مم تقريباً. قرى وهجر وادي الدواسر تزيد التجمعات السكانية بوادي الدواسر عن ستين تجمعاً ما بين مدينة وهجرة وقرية، ولنبدأ جولتنا في وادي الدواسر من غربه نزولاً باتجاه الشرق وأول ما نجد قرية أبو هيا ثم الخالدية فالفرعة العليا «السراجي» وهي قرية قديمة وأثرية واسمها قديما «الثليما» وبها البئر التي عناها الشاعر في قوله: ليلة وردنا العد عد آل زايد عد إلى حرك جمامه زاد وما تزال بئر الثليما المعنية بالبيت قائمة عليها النخيل والمزارع. ثم الفرعة فرعة «آل ناهش» ففرعة «آل عويمر» ففرعة «آل عريمة وآل معني» والأفرع المتقدمة سميت بهذا الاسم نسبة إلى موقعها في مفرع الوادي من الغرب «أعلى وادي الدواسر» وبمحاذاة الأفرع من الجنوب تأتي العزيزية، وهي إحدى الهجر الحديثة. ثم يأتي بعد ذلك قرية الولامين وهي قرية قديمة وكان يفصلها عن مشرف «قصر الخماسين» حائط يسمى الفرخ وجنوبها يقع بدع حويل المشهور «قلعة الرماية قديماً» وكانت تُسمَى الولامين «بصبحا» وهي الآن مدينة عصرية حديثة، ثم تأتي عاصمة الوادي حالياً الخماسين وهي من أكبر مدن الوادي ويوجد بها جميع المصالح والدوائر الحكومية وفيها مقر المحافظة. ثم نأتي إلى القاعدة السابقة لوادي الدواسر «اللدام» التي أخذت نصيباً من التطور والتقدم في هذا العصر الزاهر وهي أقدم قرى وادي الدواسر وبها أقدم الحصون والقصور الأثرية مثل قصر «الحصين» وقصر «أبو طوق» وقصر «بهجه». ويقع جنوباً منها الحديدية على بعد 5 كيلو مترات تقريباً. ثم يأتي مقابل وقرية العشاش «آل غانم» ثم نصل إلى منتصف وادي الدواسر المعتلا وهي من قرى الوادي التاريخية القديمة التي وقعت فيها الموقعة المعروفة في التاريخ «موقعة المعتلا» ويوجد بها قصر «ربيع» التاريخي، أمير وادي الدواسر في عصر الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود آل سعود والداعية ربيع أحد مناصري الدعوة السفلية في عصره، والمعتلا الآن تقف شامخة متباهية بكل مظاهر التقدم والحضارة في هذا العصر الزاهر. ثم نأتي إلى القويز ونزوى والصالحية والنويعمة والتي تضاهي بعمرانها وأسواقها وتطورها مدينة الخماسين ويوجد بها أغلب الدوائر الحكومية. ثم يأتي شرقاً منها قرية الحنابجة ذات المزارع والنخيل فالرويساء، ثم الشرافاء بنخيلها الباسقة ومروجها الخضراء وبيوتها العامرة لابسة أجمل حلل التطور العمراني وكانت تُسمَى قديماً بالثمامية، ويقع شرقاً منها بلاد الجوبة وهي قرى زراعية متناثرة تقع في وسطها بلدة كمدة، وهي بلدة قديمة يوجد به بعض الآثار القديمة وبها بعض من الخدمات وتحيط بها المزارع الحديثة كإحاطة السوار بالمعصم. ومن قرى بلاد الجوبة المصارير والحيازين وآل قرنين والحراقين والقنامين وآل مطرف وآل خليف. ويوجد ببلاد الجوبة اثنان من أكبر المشاريع بوادي الدواسر وهما مطار وادي الدواسر ومحطة شركة الكهرباء التي تغذي كافة أرجاء الوادي والسليل. آثار وادي الدواسر ما أروع التاريخ حين يعود ويستيقظ ويخرج من بطون الماضي نافضاً عن جسده غبار قرون طويلة.. وما أجمل تلك الصفحات التي ترويها الكنوز الأثرية والتاريخية من آثار وادي الدواسر ونحن نتجول وإياكم في ذلك الماضي ونتصفح تلك الصفحات وتلك الحضارات الغابرة. 1- قرية الفاو الأثرية: تبعد قرية الفاو الأثرية والتي كانت تسمى عند البادية «قرية» عن مركز وادي الدواسر حوالي 100 كيلو متر تقريباً من الجهة الجنوبيةالشرقية وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى «الفاو» والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزا لها عن باقي القرى المجاورة لها، وتشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي فهي بذلك تقع على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وشمالها الشرقي حيث كانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية الفاو ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقا إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام. تحدثنا قرية الفاو عن تلك الحضارة العريقة لمملكة «كندة» وامرئ القيس وملك قحطان وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تسجلها معابدهم القديمة، والتي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثمائة عام أو يزيد. وقد بدأت الأنظار تتجه نحو «قرية الفاو» كموقع أثري منذ عام 1940م حين نبه له أحد موظفي شركة أرامكو، ثم تلا ذلك رحلات واستطلاعات علمية قام بها «عبدالله فلبي» وبعض علماء الآثار الأجانب.. فما كتبوه عنها كان النواة الأولى بيد جامعة الملك سعود بالرياض لتبرزها في «قرية الفاو» عام 1971م وتورق لنا هذه الشجرة الحضارية التي أصبحنا نتظلل تحت أفيائها التي كانت حصيلة مجهودات علماء جامعة الملك سعود والآن فيما بذلوه لإنماء تلك الشجرة العريقة. وبنظرة إلى المساحة السكانية لقرية الفاو نجد أنها من أكبر المدن المعاصرة لها بل والمدن المعروفة سواء في الجزيرة العربية أو خارجها، فطول المدينة من الشمال إلى الجنوب يبلغ أكثر من كيلو مترين وعرضها من الغرب إلى الشرق يبلغ حوالي كيلو متر واحد دون الدخول في المنطقة الزراعية للقرية. وتشتمل آثارها الظاهرة على عدد وافر من التلال الأثرية المنتشرة والتي يصل بعضها في أقصى ارتفاع لها إلى ثمانية أمتار ولعل أبرز المباني هي الأبراج التي تنتشر في الناحية الشرقيةوالجنوبية على غير انتظام ولقد ثبت بعد فحصها أن بعضها نصب جنائزية فوق المقابر. والسوق بني على مقربة من الحافة الغربية للوادي الذي يفصل بين جبل طويق وبين حدود المدينة شرقي المنطقة السكنية ويبلغ طول السوق 30 ،75 م من الغرب إلى الشرق، و 25 ،20م من الشمال إلى الجنوب، ويحيط بالسوق سور مكون من ثلاثة أسوار متوالية ومتلاصقة أوسطها من الحجر الجيري أما الداخلي والخارجي فمن اللبن. وللسوق باب واحد ضيق يقع في النصف الجنوبي من الضلع الغربي ويحيط بالسوق سبعة أبراج الوسطى منها مربعة الشكل أما الركنية فمستطيلة. وبداخل السوق مساحة يصطف على جانبيها دكاكين من الناحيتين الشمالية والجنوبية ودكان واحد من الناحية الشرقية وآخر من الناحية الغربية وواجهات الدكاكين مبنية بالحجارة وأبوابها واسعة تنتهي بعتبة علوية نصف دائرية وتفصل بين مجموعة وأخرى من الدكاكين ممرات تؤدي إلى مخازن خلفية، كما يوجد أدوار عليا استخدمت كمخازن أيضاً. ويوجد في وسط السوق بئر عميقة حفرت حتى عمق خمسة أمتار وتلتصق بها قناة بسعة 20 سم تنقل المياه إلى خارج السوق، ويقع غرب السوق مباشرة تل كبير ضمن التلال التي تم التنقيب عنها ويظهر في هذا التل الحي السكني الذي يظهر تفاصيل المباني والمعابد التي أظهرت تاريخها الديني الوثني. وعرفت «قرية الفاو» فناً معمارياً متميزاً ما زالت هندسته معروفة وقائمة إلى اليوم في كثير من مناطق نجد والجزيرة العربية من حيث مواد البناء وهندسة العمارة وتبليط المباني وزخرفتها من الداخل والخارج وذلك فيما اكتشف من عمارة السوق والقصر والمعابد والأحياء السكنية بالقرية. 2- قرية «الجو الأثرية»: وتقع شمال الفرعة بحوالي 5 كيلو مترات يقول أحد المواطنين المسنين من وادي الدواسر إنه في عام 1360ه خرج ومعه نفر لهذه القرية التي سمع عنها أخبارا وأحاديث أسطورية، وعندما وصلوها وحفروا وجدوا «كف آدمي» به حلي مما يدل على أنها امرأة ولون هذه الحلي أصفر، كما عثروا على «نواء أسود» و «أديم شاة» في حجرة حفروها يعتقد أنها المطبخ.وقد قامت وزارة المعارف بوضع سياج حديدي على هذه القرية كواحدة من المناطق الأثرية بالمحافظة إلا أنه لم يتم التنقيب أو الكشف عما تخفيه من تراث عريق. 3- قصر الملك عبدالعزيز التاريخي: يعتبر قصر الملك عبدالعزيز وهو ما يُعرف بقصر الإمارة من أهم المعالم التقليدية في وادي الدواسر ويتكون من خمسة أجزاء هي مسكن العائلة ومنطقة الإمارة ومنطقة الضيافة ومنطقة الماشية ومنطقة الخدمات التي تتوسط الأجزاء الأربعة الأخرى وتشكل المساحات والغرف الخاصة بالضيوف نسبة كبيرة من المساحة الكلية، وتبلغ مساحة حدود المجمع 5220 م2. وقد أمر ببنائه الملك عبدالعزيز رحمه الله ليكون مقراً للحاكم الإداري في وادي الدواسر، وهو أحد القصور التاريخية التي تزخر بعبق التاريخ المجيد، وقد بُني عام 1329ه على مساحة 1522 مترا مربعاً وبقي صامداً أعواما عديدة إلا أن الزمن جار عليه فتهدمت أجزاء كبيرة منه ووقع بعض جدرانه وأسواره المحيطة به وأبراجه الشاهقة، حتى أصبح حطاماً دون معرفة واضحة لبعض معالمه التاريخية.. وذلك دون متابعة أوعناية أو ترميم.. واندثاره يعني نسيان حقبة من تاريخ المحافظة وتاريخ نجد على وجه العموم. ويرى بعض المهتمين بالآثار أنه يمكن تحويله إلى متحف أثري للمحافظة وذلك لاشتماله على الكثير من المقومات التاريخية والمساحة الشاسعة.. والأمل معقود بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام لهيئة السياحة بالنظر في ترميمه وتحويله إلى حلم طالما راود أهالي المحافظة وهو أن يكون متحفاً أثرياً.. علماً أنه ضمن المعالم الأثرية التابعة لوزارة المعارف. وقد سجل الشاعر الشعبي عبدالله بن حمير السابر آثار الوادي في قصيدة جميلة نقتطف منها ما نختتم به هذه الحلقة: الآثار تاريخه لها ماضي وأطوار تعبر عن الماضي وتحفظ سجلاته تنبيك عن ماضي الأمم كلها بأدوار وتعطيك صورة واضحة عن حضاراته لها بالدواسر مركز شامخ وأسرار وفعل على البرهان نروي حكاياته منها «الفاو» يروي ماضي بالحضارة صار مضى له بعصره وقت مركز بناياته وبرزان قصر كأنه المصمك الجبار قوي المعالم شاهقات مناراته إلى أن قال: و «جو» فني لا شك له بالنفود آثار على شكل قرية بينات علاماته وغيره وغيره من محاكم لها تذكار حصيلة زمان ما جحدنا معاناته مع صنعة الباري بفنٍ يشد أنظار بدت في الطبيعة والله أبدع بصنعاته معالم لها ببلادنا معدن وأخبار تبين حضارة والمعالم شهاداته لها صدق التاريخ ومضى لها بسطار قديم الحضارة سجله في مساراته تميز بها الوادي وجاء له بها مشوار دليله الآثار القائمة من حضاراته بلد طيِّب المعدن وخصب الثرا مخضار رسم له عوايد طيبة من مزاياته إلى أن قال: آثار الدواسر جاء لها صوله وأذكار سلوا نجد عنها يوم يروي رواياته ولا ننسى البلاد الغالية والنبأ المعطار جميع المناطق رافع فوق راياته بها مجد وآثار وكرم وطيب إجوار وكل على منشاه يمشي بسيراته ترى العز واحد والفخر للجميع أكبار بظل أسرة يبنون لنا المجد وآياته