* تصوير: حسين الدوسري ومحمد الشهري من وقت لآخر يظهر في عالم الاختراع والإبداع أحد أبناء هذا الوطن الناهض الشامخ ليضيف المزيد من لبنات البناء والتطور على طريق نماء وازدهار هذا الكيان المتفرد الذي استطاع خلال سنوات قليلة أن يحقق إنجازات أشبه بالمعجزة لم تستطع أية دولة أن تحققها قديماً أو حديثاً. ونموذجنا في النبوغ اليوم أحد أبناء الوطن وهو فهد بن عبدالعزيز عبد الله الصنع الله المدير التنفيذي لشركة خالد عبدالعزيز عبدالله الدبيكل وشركاه للتجارة فكان ل (الجزيرة) هذا اللقاء ليحدثنا عن اختراعاته التي اختص بها قطاع الدفاع المدني والنتائج المبهرة التي حققتها لهذا الجهاز الحيوي فإلى التفاصيل: اختراع آلة الإخلاء السريع * في البدء نرجو أن تحدثنا عن التوصل لهذا الاختراع الهام والأول من نوعه من حيث الفكرة ومراحل التنفيذ؟ - بحكم تواجدي في مدينة الأرطاوية الإشرافي على بعض مشاريع الشركة هناك وبحكم علاقتي مع الدوائر الحكومية المتعلقة بهذه المشاريع ومن ضمنها الدفاع المدني لاحظت وجود بعض المشاكل لدى الدفاع المدني التي تواجههم أثناء تأدية واجبهم وكانت من ضمن هذه المشاكل عدم توفر كرين (رافعة) في كل مركز وذلك لتكلفته العالية على الدفاع المدني واستحالة تعميمه على جميع مراكز الدفاع المدني المنتشرة في أنحاء المملكة.وكذلك ثقل حركة الكرينات العملاقة وبطء حركتها. من هذا المنطلق وبحكم خبرتي الطويلة في مجال تركيب كرين على صهريج المياه في مجال المعدات الثقيلة اقترحت على مدير مركز الدفاع المدني بالأرطاوية تركيب كرين على صهريج المياه كتجربة بحيث يستطيع رجال الدفاع المدني استخدامه في رفع السيارات عن الطريق وحمل الأوزان الثقيلة، ومن هنا أتت فكرة تركيب الكرين على الصهريج. وفي أثناء إعدادي للتصاميم الأولية وجدت أنه من الممكن تحويل الصهريج إلى آلة متكاملة وبتكلفة إجمالية لا تضاهي جهازاً واحداً من أجهزة الدفاع المدني ومن هنا بدأت في وضع رسوماتي لتطوير الصهريج إلى آلة متكاملة للإنقاذ. فكرة الاختراع وبالنسبة لآلة الإخلاء السريع فقد وجدت الفكرة أثناء مشاهدتي للأطفال وهم يلعبون بالزحليقات فخطرت لي فكرة تصميم مزلقة لإخلاء المصابين من الأدوار العالية بسرعة فائقة وأمان تام، وأثناء تصميم المزلقة وجدت من الضرورة تركيب سلالم مريحة وآمنة على جوانب المزلقة وهذا ما قمت به وتوصلت إليه بفضل من الله. ولاحظت بعد ذلك حاجة رجال الدفاع المدني إلى قاعدة ليتمركزوا عليها في عملهم في الأماكن العالية وتوصلت إلى وضع سلة معدنية تتسع لثلاثة أشخاص مزودة بإنارة قوية وقاذفات مياه. وإمكانية تركيب أجهزة فك وقص الحديد عليها وجهاز شفط الدخان لتكون هذه السلة بمثابة غرفة عمليات لرجال الدفاع المدني في الأماكن المرتفعة وأيضاً تسهل دخول الأشخاص إلى المزلقة والسلالم بأمان تام. وأثناء التركيب والتصميم كانت تواجهني بعض العيوب ونقوم أنا وأخي خالد بتعديلها وكنا في كل مرة نخرج من التعديل بإضافة ميزة جديدة إلى أن توصلنا إلى الشكل النهائي للآلة. وقد راعيت في اختياري صهريج المياه بالذات عدة أسباب وهي: أولاً: وجود الصهريج في كل مراكز الدفاع المدني. ثانياً: الاستفادة من ثقل الماء في عمل الكرين والآلة ليوفر الوزن اللازم لحفظ توازنها. ثالثاً: وجود مساحات كبيرة في الصهريج تسهل العمل عليه. رابعاً: خفة حركة الصهريج مقارنة بالآليات الأخرى. من هنا تم اختيار الصهريج لتركيب الآلة عليه. ويتلخص الاختراع بوجود ثلاثة سلالم مصممة بحيث تكون مثبتة للدرج العادي لتستخدم بسهولة ويسر أثناء الصعود أو النزول وتم تثبيت اثنين منها على جوانب المزلقة والثالث في أعلى المزلقة. والمزلقة صممت لتكون مغلقة بالكامل لتوفر الأمان التام لمستخدميها وروعي في تصميمها أن تكون سهلة الاستخدام ويتحكم مستخدموها بسرعة هبوطه. وصممنا في نهاية المزلقة قاعدة فسيحة مبطنة بالكامل بالإسفنج تمتص هبوط مستخدم المزلقة لتوفر الأمان له أثناء هبوطه وقد راعينا أعلى درجات السلامة والأمان في هذه الآلة. تحويل الصهريج إلى آلة متكاملة وتمكنا في النهاية من تحويل الصهريج من ناقل للمياه فقط إلى آلة دفاع مدني متكاملة تحل محل الكرين وقاذف المياه ومضخة المياه وسيارة السلم وحامل المياه إلى الأدوار العالية وكذا آلة أخرى. وأضفنا مشغل أجهزة قص وفك الحديد للآلة. كذلك قمنا بتجهيز الصهريج بجميع ما يحتاجه رجال الدفاع المدني لعملهم من أماكن حفظ أجهزتهم أو أي شيء آخر يحتاجون إليه وكذلك جهزنا الصهريج بشبكة كهربائية كاملة مستقلة عن شبكة الصهريج مما يمكن رجال الدفاع المدني من تشغيل أجهزتهم الكهربائية وكذلك تجهيز الصهريج بشبكة إضاءة متكاملة. وقد استفدت من رجال الدفاع المدني من خلال الاستماع إلى المشاكل التي تواجههم لأتجنبها في الآلة. وأخص بالشكر النقيب عبدالرحمن المدعج والرائد عبدالله الحسيني لما قاما به من تسهيلات ساعدتنا في تفادي العيوب والمشاكل. مشغل أجهزة قص وفك الحديد أما بالنسبة لمشغل أجهزة قص وفك الحديد. فقد أبدى النقيب عبدالرحمن المدعج استياءه من مولدات الكهرباء الخاصة بالأجهزة والمشاكل التي تواجههم من تعطل دائم للمولدات بالإضافة إلى عدم إمكانية العمل بها لمدة طويلة مما يسبب إحراجاً وخطراً حقيقياً على أرواح المواطنين التي يحتاج رجال الدفاع المدني إلى الدقيقة الواحدة لإنقاذ حياتهم بعد قدرة الله. من هنا فكرت في إيجاد مشغل بديل لمولدات الكهرباء وتوصلت إلى مشغل هيدروليكي لا يحتاج للمولد الكهربائي ويقوم بعمله بالكامل وقمنا بتطويره ليستطيع تشغيل أربعة أجهزة في وقت واحد مع مراعاة لانعدام الأعطال وعدم وجود مدة محدودة لعمله. وصممناه على سيارة الدفاع المدني بالأرطاوية وهو الآن يعمل بكل كفاءة. وأنتجنا ثلاثة موديلات من الجهاز وهي ثابت على سيارة الجيب ومتحرك على بطارية السيارة والثالث مثبت على آلة الإخلاء السريع. آلة شفط الدخان وبخصوص جهاز الشفط فقد شرح الرائد عبدالله الحسيني المشكلة التي تواجههم من الدخان أثناء عملهم، وكذلك عن ضعف أداء الجهاز الموجود حالياً. وبعد دراسة منا للمشكلة توصلنا إلى آلة مطورة لشفط الدخان بكفاءة عالية تمتاز بإمكانية نقلها يدوياً وكذلك إمكانية تثبيتها على آلة الإخلاء السريع لتكون قريبة من مصدر الدخان في الأدوار العالية. وكان ل «الجزيرة» لقاء ثانٍ مع الأستاذ خالد عبدالعزيز عبدالله الدبيكل المدير العام للشركة لإلقاء المزيد من الضوء على هذا الإختراع الذي يسهم بفعالية مقدرة في تحقيق المزيد من النهوض لهذا الوطن الغالي.. فكانت هذه الحصيلة: الشركة وفكرة الاختراع * من أين جاءت فكرة هذا الحدث الهام؟ قامت الشركة ممثلة بالسيد فهد عبدالعزيز الصنع الله عضو مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للشركة بإيجاد فكرة آلة الإخلاء السريع وابتكارها ووضع الرسومات المبدئية للآلة وبحكم وجود بعض المشاريع للشركة في منطقة الأرطاوية والتي تستوجب وجود السيد فهد بكثرة في منطقة الأرطاوية، لذا قمنا بتاريخ 22/3/2002م بمخاطبة مركز الدفاع المدني في الأرطاوية ممثلاً برئيس المركز النقيب عبدالرحمن بن محمد المدعج طالبين منهم إعطاءنا صهريج المياه التابع للدفاع المدني بمركز الأرطاوية لنقوم بتركيب آلة الإخلاء السريع عليه وقد قام النقيب عبدالرحمن مشكوراً بالتعاون معنا بهذا الخصوص وسلم لنا صهريج المياه حيث قمنا بدورنا بتركيب آلة الإخلاء السريع عليه وكذلك قمنا بتصميم مشغل أجهزة قص وفك الحديد الذي يعمل بالهيدروليك مثبت على آلة الإخلاء السريع وكذلك قمنا بتطوير الصهريج ليكون آلية إنقاذ متكاملة وبتكلفة أقل بكثير من الأجهزة الأجنبية وقد تم تجهيز الصهريج والإنتهاء من تطويره خلال ستة أسابيع كأول نموذج لآلة الإخلاء السريع قامت شركتنا بتصنيعها وتم تسليم الصهريج إلى الدفاع المدني بتاريخ 8/3/1423ه والموافق 20/5/2002م ليتم تجربته وعرضه على سعادة مدير عام الدفاع المدني بالمملكة وقد تم ولله الحمد هذا العرض بنجاح أمام سعادة اللواء سعد بن عبدالله التويجري يوم الاثنين 6/4/1423ه الموافق 17/6/2002م بحضور مدراء الدفاع المدني بالمملكة. والجدير بالذكر أننا عملنا على تصنيع هذه الآلة بثلاثة أحجام (أحجام مختلفة وتكلفة أقل) لتلبي احتياجات جميع مناطق المملكة فقد صممنا الحجم الصغير الذي يصل ارتفاعه إلى أربعة أدوار ليلبي احتياجات القرى والمدن الصغيرة في المملكة وقمنا بتصميم الحجم المتوسط ليصل إلى ارتفاع 15 دوراً ليخدم المدن الكبيرة في المملكة وقمنا بتصميم الحجم الكبير الذي هو طور التصنيع الآن ليصل إلى إرتفاع 25 دوراً وكان الغرض من تصميم الأحجام الثلاثة لتمكين الآليات من تلبية حاجة جميع محافظات ومناطق المملكة وقد روعيت الناحية الاقتصادية في هذا الاختراع بحيث لا يكون ذا تكلفة عالية على الدولة ولا يقارن بأسعار الآلات الأجنبية التي هي أقل منه كفاءة وأداء. إهداء أول آلة إخلاء سريع وقد تشرفت شركة خالد عبدالعزيز الدبيكل وشركاه للتجارة بإهداء أول آلة إخلاء سريع قمنا باختراعها وتصنيعها للدفاع المدني بمحافظة المجمعة مركز الأرطاوية وذلك تقديراً منا لما قاموا به مشكورين لتسهيل عملنا والتعاون معنا في طرح بعض المشاكل التي يواجهونها أثناء عملهم. هذا بخصوص آلة الإخلاء السريع. أجهزة قص ومن جهة ثانية قامت شركتنا بتصميم مشغل أجهزة قص وفك الحديد بالاستغناء عن مولدات الكهرباء التي تعمل بوقود البنزين وهذا لتفادي العيوب الموجودة في هذه المولدات والتي تعيق عمل وكفاءة أجهزة قص وفك الحديد وقد قام مركز الدفاع المدني بالأرطاوية بتوجيه خطاب لشركتنا برقم 13/14/33/12/د ف، بتاريخ 2/1/1423ه لإيجاد حلول بديلة لمولد الهورست والمشاكل التي تواجههم منه وما يسببه من أعطال وقد قام مهندسونا وعلى رأسهم السيد فهد عبدالعزيز الصنع الله باختراع مشغل أجهزة قص وفك الحديد بالاستغناء تماماً عن مولدات الكهرباء سابقة الذكر وقمنا بتثبيت هذا المشغل على السيارة لمركز الدفاع المدني بالأرطاوية ويمتاز هذا المشغل بقدرته على تشغيل أربعة أجهزة في وقت واحد دون التعرض لأي مشاكل وعلى مدار 24 ساعة وقد صممناه بثلاثة أشكال أحدها ثابت على سيارة الجيب بالخاصة بالدفاع المدني والثاني مثبت على صهريج المياه في آلة الإخلاء السريع والثالث متنقل يعمل على بطارية السيارة وقد تم تجربته من قبل الدفاع المدني وكانت النتائج باهرة حيث أنه جعل أجهزة قص وفك الحديد تعمل بسرعة أكبر وكفاءة أعلى وكذلك تتشرف شركة خالد عبدالعزيز الدبيكل وشركاه للتجارة بإهداء هذه النماذج التي قمنا باختراعها وتصميمها إلى الدفاع المدني بمحافظة المجمعة مركز الأرطاوية ليقوم بدراستها والتأكد من جودتها وقوتها. هذا ما يخص أجهز قص وفك الحديد. آلة شفط الدخان وكذلك قامت شركتنا بتصميم آلة لشفط الدخان وإخراجه خارج مكان الحريق وقد روعي في التصميم بأن يكون أداء هذه الآلة فعالاً جداً وخفيف الوزن ليسهل حمله ونقله ليخدم رجال الدفاع المدني بأداء عملهم وإنقاذ أرواح المواطنين بعد عناية الله. الشكر للدفاع المدني لا يفوتني أن أتقدم بالشكر إلى الرائد عبدالله الحسيني مدير الدفاع المدني بمحافظة المجمعة والنقيب عبدالرحمن المدعج مدير مركز الدفاع المدني بالأرطاوية لما قاموا به من جهود في تسهيل عملنا. وما قمنا به ما هو إلا رد جزء بسيط من الدين لهذا الوطن الغالي الذي لم ولن يبخل في يوم في توفير الأمن والسلامة لمواطنيه. راجين من الله أن يحوز ما قمنا به على استحسان المسؤولين الذين لم يدخروا جهداً في دعم المواطن والصناعة الوطنية أملين أن نوفق في خدمة هذا الوطن الغالي. معلومات عن الجهاز * تم تسجيل الإختراع في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برقم 02230116 بتاريخ 8/3/1423ه. * حمولة الجهاز 42 طناً وتكلفته التقريبية بين 500 و800 ألف ريال. * الجهاز يوحد أعمال الدفاع المدني في سيارة واحدة ويشتمل على: - ونش + وايت ماء + سلالم + غرفة العمليات + أجهزة عمليات إنقاذ + إنارة دورة كهربائية كاملة للسيارة + قاذفات ماء في أعلى السيارة + ثلاجة إسعافات أولية سعة 5 ،1 X 80 سم + أدراج جانبية لتجهيزات الدفاع المدني المستخدمة + استخدام المقصات الهدرولوكية في الأدوار الأعلى.