التشكيلية فاطمة الداوود فنانة سعودية متميزة في مجال الرسم بلون واحد وهو من الهوايات الصعبة كما يقول الفنانون وهو قلم الرصاص والفحم، حازت على المراكز الأولى في جميع مشاركاتها المدرسية وحصلت على الكثير من الجوائز وشهادات الشكر والتقدير على مستوى السلك التعليمي.كما لم تقف هواياتها عند هذا الحد فلديها إبداعات في مجال النحت والسيراميك نالت إعجاب الكثير من المهتمين في هذا المجال لكنها لم تستطع أن تواصل عطاءاتها بسبب ظروف الدراسة ثم الكلية خاصة قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية بمحافظة الأحساء الذي أخذ جل وقتها في المذاكرة.الجزيرة طرحت عليها الكثير من الأسئلة فإلى هذا الحوار: الجميل والأصيل، ورغم أنني لم أعش في تلك الأجواء مثل الفنانين الذين أبدعوا في المجال الفني إلا أنني أشعر بها تماما كما لو أعيش به إلى الآن. وهذا صحيح لأننا لا يمكن أن ننفصل عن تراثنا وهو مجال للرسم والإبداع في مجالات كثيرة. * ما هي المواد التي تفضلين استخدامها في الرسم ولماذا؟ هناك لوحات أرسمها بالفحم أو أقلام الرصاص واستخدم فيها لوناً من درجات مختلفة؛ الأفتح والأشد سوادا فكلما كان القلم أكثر سواداً كانت اللوحة أجمل لأنه يعطي ظلاً أكثر لأن الألوان الفاتحة مهمة جداً بالنسبة إلى الأشياء الدقيقة في الرسم كالشعر والحواجب إلى جانب أوراق الكانون الخشنة الملمس فهي تعطي نتيجة أفضل من الأوراق الملساء وبعض اللوحات ألوانها بألوان الباستيل فهي أسهل استخداماً من الألوان المائية أيضاً. * لماذا اخترت قلم الرصاص دون غيره من الفرشاة والألوان؟ في الواقع أنا لم أحمل الألوان والفرشاة لكنني فعلاً أفرط الرسم بالقلم الرصاص وألوان الفحم، وقد يكون السبب لأنه لون واحد يصعب أن تظهر اللوحة بلون واحد وهو الأسود، لكن هذا ماتع جدا فمواقع الظل تكون أشد لونا من مواقع الصخور، وأرسم الشخصيات والطبيعة الصامتة أكثر من الطبيعة لأن سر جمالها الألوان، ومع ذلك لا أتردد في رسمه بالفحم والقلم الرصاص أحيانا كما أن هناك أشياء جميلة في الضوء جميلة في الظل. حيث تظهر لنا دقائق بعض الأشكال بحجم الأشجار أحياناً أو شكل الصخور والحجر وشكل جسم الإنسان من وجهه أو اللمعان الذي يظهر على الأجسام فعندما يرى الإنسان وجهه في الظل في المرآة تبدو له الصورة جميلة جداً بغض النظر عن اللون. * من هم الفنانين الذين تأثرت بهم؟ ولماذا؟ أشاهد لوحات لرسامين عالميين ومشهورين كثيرا من العرب وغيرهم لكنني أميل أكثر إلى الفنانين الذين يعيشون في مجتمعي وبيئتي نفسيهما لسبب ما وهو أن أفكارهم وصورهم بالإضافة إلى خيالهم قريبة من واقعي، وأشعر بها نحن أكثر من غيرها وأعطيك مثالاً على ذلك الفنان الكبير منير الحجي لوحاته من أروع اللوحات التي شاهدتها وأعجبتني إلى أبعد الحدود ومع هذا لدي ثقة كبيرة أنني مع الدراسة والخبرة أستطيع أن أرسم بالمستوى نفسه. * وكيف صقلت موهبتك؟ - صقلتها بالممارسة والتمرين والثقة بالنفس أما الدراسة فلم آخذ نصيبي منها إلى الآن فالمدرسة وبعد الكلية أخذا مني دراسة الفن بشكل كبير حتى الممارسة والتمرين لست راضية عنها تماما فأنا أحتاج إلى وقت أكثر أقضيه في الرسم إلى جانب أنني أشاهد لوحات الكثير من الفنانين السعوديين الكبار وغيرهم من الفنانين وأنا أخطئ وأتعلم من أخطائي بسرعة فالفنانون الكبار دائما يقولون انظر قليلاً وارسم كثيراً.. * هل لديك مواهب أخرى؟ أحب النحت إلى جانب التجسيم بالفخار والسيراميك ولكن الرسم هو أقرب شيء لي لذا هو يحوز على اهتمامي أكثر من غيره لكن مع هذا أنا لا أهمل النحت فعندما كنت صغيرة في الصفوف الأولى كنت أنحت الطباشير على الرغم من أنها سريعة الانكسار إلا أنني أعيدها المرة تلو الأخرى حتى أحصل على الشكل الذي أريده.