* أي أنتم خير الناس، ما هو سبب هذه الخيرية؟ قال تبارك وتعالى: {تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ} *آل عمران: (110) هذا هو السبب، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لم نكن خير الناس من أجل كثرة أموالنا، ولا من أجل كرمنا، ولا من أجل جاهنا وسلطاننا، إنما هو من أجل هذا الواجب العظيم. * ما هي صفاتهم؟ قال سبحانه: {يّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّيّنًهّوًنّ عّنٌ پًمٍنكّرٌ وّيٍقٌيمٍونّ پصَّلاةّ وّيٍؤًتٍونّ پزَّكّاةّ وّيٍطٌيعٍونّ پلَّهّ وّرّسٍولّهٍ } *التوبة: 71* . فأول صفة لهم، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. فماذا لهم؟ قال سبحانه:{أٍوًلّئٌكّ سّيّرًحّمٍهٍمٍ پلَّهٍ إنَّ پلَّهّ عّزٌيزِ حّكٌيمِ } *التوبة: 71* . إن في ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، خطرا عظيما، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو .....» يعني إذا لم تفعلوا ذلك «... أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»، فالعقاب وعدم استجابة الدعاء، يكون بسبب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بل إذا تركت الأمة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فإنها تتسبب بهلاكها، تهلك الأمة، ويهلك أفرادها، حتى الصالح منهم، هذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي رواه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها، إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا». فنجاة الأمة بقيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إن ما يقوم به إخواننا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، لأمر عظيم، ينبغي لنا أن نقدره لهم، وأن نكون عونا لهم، حتى ولو بالدعاء، ولا ننسى ولاة أمرنا من دعوة صادقة بظهر الغيب، على اهتمامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنظيمه، وإنشاء الجهات الخاصة به، لتقوم بتأدية هذا الواجب الشرعي العظيم.