حرصاً من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على البحوث الخاصة بالتطبيقات التقنية للغة العربية فقد أنشأت في عام 1416ه «مركز الأصوات» بمعهد بحوث الحاسب والإلكترونيات ليتولى تنفيذ المشروعات البحثية التي تخدم أصوات اللغة العربية، وقام معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات ببناء «قاعدة بيانات الصوتيات العربية» التي يوجد بها أكثر من ستة وأربعين ألف ملف تحتوي على تفاصيل دقيقة عن أصوات اللغة العربية يمكن الاستفادة منها في مجالات الصوتيات التطبيقية المختلفة التي منها توليد الكلام والتعرف عليه آلياً والبصمة الصوتية وعلاج عيوب التخاطب. ودعماً لهذا التوجه البحثي فقد رأت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة «آي بي أم» الدخول في برنامج تعاوني لإنتاج «مشروع التخاطب مع الحاسوب باللغة العربية عبر الهاتف». وقد ظهرت الحاجة إلى تنفيذ هذا المشروع نتيجة تنامي الخدمات التي يمكن ان تقدمها المؤسسات العامة والخاصة عبر شبكات الهاتف، حيث ظلت الخدمات محدودة بسبب الحاجة إلى استخدام مفاتيح الهاتف في توضيح ما يحتاج إليه المستفيد، أما في حالة توفر نظام للتخاطب مع الحاسوب عبر الهاتف فإن هذا يعني انه يمكن للمستفيد الاتصال بمقدم الخدمة والتحاور والتحدث عبر الحاسوب مباشرة لتنفيذ ما يريده المستفيد دون الحاجة إلى اللجوء إلى مفاتيح الهاتف أو التحدث مع الموظف المختص، فعلى سبيل المثال يمكن الاتصال بمكاتب الخطوط الجوية أو مكاتب السفر لعمل حجوزات السفر أو تعديلها والحصول على المعلومات اللازمة كلامياً، أو الاتصال بشركة الاتصالات للحصول على رقم هاتف أو معلومات عن الفاتورة، أو الاتصال بالبنك لإجراء عمليات مصرفية مختلفة أو للاستعلام عن الرصيد، وهناك العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة التي يمكنها أن توظف نظاماً كهذا لخدمة عملائها، مما سيحد من بعض السلبيات التي قد تصاحب التعامل مع الموظفين مباشرة لما يتمتع به الحاسوب من الدقة في الأداء والسرعة في العمل دون تعب أو كلل حيث سيكون عمله على مدار الساعة، كما يمكن توجيه الموظفين لتقديم خدمات إضافية أخرى. وضمن هذا البرنامج ستتولى شركة «آي بي أم» دمج هذه المنتجات في محرك التخاطب الذي طورته لخدمة لغات أخرى كالعربية والإنجليزية، مما يجعل النظام قادراً على التعرف والتخاطب مع المتحدث العربي، وبهذا يصبح المنتج النهائي هو نظام حاسوبي قادر على التخاطب باللغة العربية مع المتصل عبر الهاتف، وقد تم تطوير المكونات المستخدمة في هذه التقنية في مركز القاهرة لتطوير التكنولوجيا في جمهورية مصر العربية، بينما تقوم الشركة السعودية للحاسبات الإلكترونية «اس.بي.أم» وكيل عام شركة «آي.بي.أم» ورلد تريد كوربويشن للتسويق والخدمات في المملكة العربية السعودية بدورها في تنفيذ مشروعات رائدة في مجال الخدمات والحلول الالكترونية في المملكة. وتعد الخدمات الصوتية الالكترونية إحدى السبل المميزة المتوفرة حالياً والتي يمكن تعميمها لتدخل بسهولة إلى كل منزل ومؤسسة في المملكة. ويتلخص دور مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في إنجاز عدة متطلبات علمية منها: * إنشاء متون لسانية «نصوص لغوية corpora» تتكون مما يقرب من عشرين ألف عبارة لسانية تتسم بالثراء والتنوع الصوتيين لتغطية جميع احتمالات الكلام الممكنة في حالة التخاطب مع الحاسوب عبر الهاتف. * تحديد أعداد المتحدثين مع المحافظة على ثبات نسب المتغيرات للتأكد من ان جميع المواطنين بمن فيهم الرجال والنساء ومن ذوي الأعمار المختلفة في جميع مناطق المملكة يمكنهم الاستفادة من خدمة نظام التخاطب مع الحاسوب عبر الهاتف. * إعداد التجهيزات والبرمجيات التي تمكن المدينة من استقبال عدة مكالمات هاتفية في وقت واحد وتبوبيها وحفظها للرجوع إليها أو استخلاص مجموعة منها. ويبدأ عمل المدينة بتكوين ملفات صوتية يتوقع ان تزيد على الخمسين ألف ملف، ثم تأتي بعد ذلك الكتابة الصوتية للمتون المنطوقة وهي من الأعمال التي تتطلب دقة ودراية بالصوتيات النطقية والرموز الصوتية، وسيكون المنتج النهائي قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من خمسين ألف ملف صوتي وخمسين ألف ملف للرموز الصوتية، هذه الملفات هي العنصر الأساسي في تدريب برامج التعرف الآلي على الكلام. هذا وقد أكد الدكتور محمد بن إبراهيم السويل نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث ان هذه الاتفاقية تختلف عن كثير من الاتفاقيات بحيث انها لم تشمل مبلغاً مادياً وإنما هي تعاون بين المدينة وشركة آي بي ام بحيث تقوم المدينة ببناء قاعدة بيانات ضخمة باللهجات المحلية وتعطى لشركة آي بي ام على شكل برامج تقوم الشركة بدمجها ببرامجها التي تخاطب المصالح والدوائر الحكومية والبنوك وخطوط الطيران وغيرها والتي تستخدم الهاتف في الرد على المتصلين بلهجاتهم المحلية بدلاً من الاختيارات الرقمية، فمثلاً عندما يتصل المستفيد بالبنك لمعرفة رقم حسابه لا بد من اختيار رقم للحصول على خدمة معينة وهذه البرامج التي تم الاتفاق فيها مع شركة (آي بي أم) سوف تمكن المتصل من الوصول إلى رقم حسابه ومعرفة رصيده شفهياً وهذه الاتفاقية لم يتم الاتفاق فيها على مبلغ مادي، وإنما لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية نسبة وعائد من بيع تلك البرامج والبرنامج يعمل باللغة العربية لأول مرة باللهجات المحلية وقد قامت دراسات على هذا المشروع وبإذن الله نتوقع له النجاح بحيث انها سوف تخاطب جميع اللهجات المحلية ومختلف الأعمار ولا يوجد لدينا مانع عند الاتفاق مع الشركة ان نبيع منتجنا لجميع الدول العربية.