سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك حفظه الله رئيس تحرير صحيفة الجزيرة أبعث لكم بتحياتي وصادق تمنياتي لكم بدوام التوفيق.. وبعد: أهنئكم وجميع العاملين في مؤسسة الجزيرة، والقراء الأعزاء، على نجاح النقلة التطويرية العملاقة لصحيفة الجزيرة.. لقد كان عملا رائعا وضروريا لمسايرة التغير السريع الذي يشهده العالم في جميع المجالات. وما أعظم أن يحس ويعترف الإنسان أن مجتمعه جزء من هذا العالم له الحق في مسايرة المجتمعات في تحركها إلى الأمام، فيسهم من موقعه، وبخاصة مَن هو في مثل موقعكم، في دفع مجتمعه إلى الأفضل، ومساعدته بكل وسيلة ممكنة على الاستمرار في مسيرته نحو التقدم والرقي.. والفكر الخلاق خير وسيلة ومعين في هذا الجانب، وقد عهدنا صحيفة الجزيرة روضة غناء من رياض الفكر الخلاق والعطاء البناء. إن التجديد والابتكار والتنوع من أهم العوامل الطاردة للملل الناتج عن الرتابة والنمطية، وهذا ما عودتنا عليه الجزيرة في أعدادها اليومية وخطواتها التطويرية.. التجديد والابتكار في الشكل والمضمون. ولقد وفقتم كثيرا يا أيا بشار في توظيف التقنية والتكونولجيا لتحقيق هذا التجديد والابتكار .. حقا: إنني عندما أشاهد نوافذ الصفحة الأولى وألوانها وأشكالها الهندسية أتذكر الكمبيوتر، والإنترنت، والفضاء، والمصانع، والعلم بكافة فروعه وصوره. ولقد أضاف اللون البرتقالي داخل الصحيفة عنصراً هاماً لتسهيل التصفح، كما أنه يعطي انطباعا حقيقيا بالراحة والهدوء، أما المضمون فجوهرة تلتحف بهذا الرداء الحريري البديع، يلمس جمالها وفائدتها كل قارئ شغف قلبه الجمال واستوطن عقله التطور والإبداع. ومما هو في غاية الروعة، أيضا، ذلك التنوع والتغيير في مواقع بعض الصفحات والأبواب .. إنه يحفز القارئ على الاطلاع والبحث عما هو جديد، ويوحي له بوجود شيء جديد، فالقارئ يريد أن يجد شيئاً لم يكن يتوقعه، وكل ذلك من عناصر التشويق الذكية. ولهذا فأنا ضد دعاة الرتابة والنمطية ممن يقترحون تثبيت الصفحات والأبواب، فنحن لا نريد أن يأتي عدد الجزيرة اليوم وكأنه نسخة من عدد الأمس .. فإلى مزيد من التطور والتجديد والابتكار والتنوع والمفاجآت ، وهي أسس العمل الصحفي والإعلامي الناجح. ولا شك أن كل ذلك لن يتحقق دون تعب.. والتعب قدر الأجسام التي تحمل نفوساً كبيرة .. أبا بشار. أخوكم