يعتبر مركز الراشد للتنمية الاجتماعية والنفسية بالكويت من أوائل مراكز العلاج النفسي التي طبقت مبدأ العلاج بالاستشارة، فأصبح له مراجعون من كافة دول الخليج والعالم العربي، وانتشرت فروعه وتوسعت أعماله ونشاطاته، ولمزيد من الايضاح يسرنا إجراء حوار مع صاحب المركز الدكتور صلاح الراشد الذي جاء للرياض في زيارة عمل تجهيزا لفتح فرع للمركز قريباً، فإلى نص الحوار: كل مشكلة لها حل * كيف ترى أهمية الإرشاد أو الطب النفسي؟ وما ردك على من يشكك في قدرة الأطباء أو المرشدين النفسيين في علاج الأمراض النفسية؟ * والقسم الثاني الأمراض العصابية كالقلق والتوتر والوساوس القهرية واضطرابات الشخصية وتعالج بواسطة المعالج النفساني. ؤيجب أن يعلم أن علم النفس علم مهم وهو حقيقة في علاجه لكثير مما يصيب الإنسان من أمراض نفسية فيجب عدم التقليل منه، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه الدواء» إذاً فكل مشكلة لها حل، والسؤال هو أين تبحث عن الحل؟ يجب أن يكون في المكان المناسب فإذا كان ظهري يؤلمني أذهب للطبيب إذا كان عندي سؤال شرعي أسأل الشيخ وهكذا، ولكن للأسف لعب الاعلام السابق دوراً سلبياً في تشويه الطبيب والمعالج النفساني، نأمل أن تتغير إن شاء الله. قريباً في الرياض * متى أنشئ (مركز الراشد) وما نوعية الحالات التي يعالجها؟ - أنشئ مركز الراشد للتنمية الاجتماعية والنفسية في الكويت عام 1996م بعد ذلك توالى فتح فروع في الدوحة ودبي والقاهرة وأورلاندو وجدة والدمام وقريبا إن شاء الله في الرياض، وأصدر المركز أكثر من 30 اصداراً تنوعت ما بين كتاب وشريط فيديو وألبوم وأغلبها يتكلم عن السعادة وكيفية الحصول عليها. 48% نسبة الطلاق * كيف ترى حاجة المجتمع الخليجي لمراكز العلاج النفسي؟ - في البداية لابد أن نعرف أسباب ظهور الأمراض النفسية فمنها ضغوط الحياة الكثيرة والوعي القليل، فمدارسنا لا تعلم كيفية ممارسة فن الحياة. ولا يوجد مجتمع لا يحتاج للعلاج النفسي، والمجتمع الخليجي يحتاج إليه كثيراً لعدة اعتبارات منها أن المجتمع الخليجي لا يوجد فيه مراكز للخدمات الاستشارية النفسية، ويكفي أن تعلم أن هناك مدينة خليجية تصل نسبة الطلاق بين المتزوجين 48% أي أن كل حالتي زواج بينها واحدة محكوم عليها بالفشل، وفي هذا العصر بالذات زادت المشاكل الزوجية بشكل كبير، وكنت أسأل مراجعي المراكز من المتزوجين هل حصلتم على دورات أو برامج في فن الحياة وخاصة الحياة الزوجية، فأواجه دائما بالنفي، فإنني من خلال هذا الحوار أوجه دعوة للالتحاق بدورات وبرامج تعلم فن الحياة وكيفية العيش بسعادة، فالحياة الآن تتغير تبعاً لتغير الزمان والامكانات وغيرها، فحياة والدي تختلف كثيراً عن حياتي في طريقة العيش والتعلم وكسب الرزق. * (إن النفس لأمارة بالسوء) أليست هذه فطرة؟ فكيف نجعلها تدعو وتأمر بالخير؟ (7) فّأّلًهّمّهّا فٍجٍورّهّا وّتّقًوّاهّا} وأنا أعتقد أن أي تغيير لابد ان يكون من الداخل تصديقا لقوله تعالى: {لّهٍ مٍعّقٌَبّاتِ مٌَنً بّيًنٌ يّدّيًهٌ وّمٌنً خّلًفٌهٌ يّحًفّظٍونّهٍ مٌنً أّمًرٌ پلَّهٌ إنَّ پلَّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً وّإذّا أّرّادّ پلَّهٍ بٌقّوًمُ سٍوءْا فّلا مّرّدَّ لّهٍ وّمّا لّهٍم مٌَن دٍونٌهٌ مٌن وّالُ}. * (الطاقة الكامنة في الإنسان) ما هي؟ وكيف تستغل؟ * على سبيل المثال كنت مسافراً بالطائرة فتمكنت خلالها من قراءة كتاب كامل خلال نصف ساعة استطعت من خلاله القاء خمس محاضرات من خلال معلومات الكتاب، وغيرها كثير. * (الاتصال غير المباشر) هل هو حقيقة وهل يستطيع كل إنسان أن يعمله؟ - يسمى هذا التخصص (ما وراء السيكلوجيا) وهو حقيقة موجودة، وله أدلة ومختبرات، والدليل على حقيقته لما تكلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مناديا قائلا: يا ساريةُ الجبل.. يا ساريةُ الجبل، في احدى المعارك وسارية هذا هو قائد المسلمين في تلك المعركة فسمع الصوت فلجأ للجبل فانتصر المسلمون، مع أن عمر كان في المدينة ويبعد عن موقع المعركة أكثر من خمسمائة كيلومتر. لا حياة بلا مشاكل * (الإسلام كأمة ودين) لن يزول وينقرض بل هو دائم بسبب ديمومة الأسس التي يقوم عليها، فكيف نحيي روح التفاؤل ونرفع من معنويات أبناء هذه الأمة لاستطلاع مستقبل مشرق للإسلام وأهله؟ - لا أدري لماذا بعض الناس محبطون، هل يفكر الانسان انه سيعيش حياة دون مشاكل، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، فمهما كانت المشاكل فإنها ستحل إن شاء الله، ويجب علينا ان نتمسك دائما بروح التفاؤل، فالرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة كانوا محاصرين في معركة الخندق ومع ذلك كانوا في قمة التفاؤل والمعنويات مرتفعة، روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (التفاؤل من الرحمن والتشاؤم من الشيطان) فالتفاؤل إذا جزء من ديننا وحياتنا. هذا الدعاء مهم * (الجانب الديني) ركيزة أساسية في العلاج النفسي، ما نصيبه من مجموع الوصفات التي تعطيها لعملائك؟ وكم تصل نسبة المتدينين المراجعين لعيادتكم؟ - كل إنسان يصاب بالأمراض النفسية حتى ولو كان متدينا، فبعض الصحابة رضي الله عنهم أصابهم القلق، مر الرسول عليه الصلاة والسلام على رجل جالس في المسجد في غير وقت الصلاة فسأله ما يجلسك في هذا الوقت فقال له: هم وكدر ودين أصابني فقال صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على دعاء إذا قلته فأذهب الله همك وقضى لك دينك قل: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الخوف والجبن وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فقلت هذا الدعاء فأذهب الله همي وقضى لي ديني. فلذلك أقول انه يجب زيادة الايمان بالله والتوكل عليه وحسن الظن به، والمؤمنون أقل عرضة للمشاكل النفسية مقارنة بغير الملتزمين أو الأقل دينا.