سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشرف العام على إدارة التغذية بوزارة الصحة ل « الجزيرة »: سوء تغذية الطلاب يؤدي إلى مرض فقر الدم
النساء أكثر عرضة لمرض السمنة من الرجال
مشكلة أمراض الشرايين التاجية آخذة في التعاظم لدى السعوديين!!
كشف الدكتور محمد بن صالح الجاسر المشرف العام على إدارة التغذية بوزارة الصحة في تصريح خاص ل«الجزيرة» عن انتشار كبير لأمراض سوء التغذية في المجتمع السعودي وخاصة لدى طلاب المدارس. ومثّل بأمراض كفقر الدم وصلت نسبة المصابين به إلى حوالي 16% من أفراد المجتمع، ومرض السمنة وصلت نسبته إلى 5 ،47% لدى الرجال و53% لدى النساء، ونقص اليود يوجد في 25% من طلاب المدارس، بالإضافة إلى أمراض أخرى تدل على تدنٍ خطير في مفهوم التغذية الصحية السليمة لدى أفراد المجتمع. وأشار الدكتور الجاسر إلى أن إدارة التغذية بوزارة الصحة من خلال مراجعتها لنتائج الدراسات العلمية التي أجريت في المملكة أخذت على عاتقها طرح أهم المشكلات الغذائية في اجتماعات ندوات علمية أقيمت في قاعة المحاضرات بإدارة التغذية.. دعت إليها عدداً من الباحثين الذين قاموا بهذه الدراسات كما دعت لفيفاً من أساتذة الجامعات والأطباء وأخصائيي التغذية العاملين في المستشفيات في جميع أنحاء المملكة لمناقشة نتائج هذه البحوث والوصول إلى توصيات عملية ترفع فيما بعد لمسؤولي الوزارة للإطلاع والتوجيه بما يمكن اتخاذه لتنفيذ هذه التوصيات. تأكيد مدير عام الصحة العالمية وأشار إلى ما أكده مدير عام منظمة الصحة العالمية في اجتماع قمة الغذاء العالمي نوفمبر 1996م أن معظم الحالات الخمجية والأمراض المعدية سببه سوء التغذية. وسوء التغذية في الدول النامية هو سبب (إنخفاض معدل الوزن دون الصيف) لما يزيد عن 174 مليون طفل، وقزامة (قصر القامة) ما يزيد عن 230 مليون طفل وهو دليل على انتشار حالات عوز البروتين والطاقة يضاف لها حالات عوز اليود وعوز الفيتامينات (أ) وفقر الدم (الأنيميا) بعوز الحديد. وعدّد الجاسر أكثر أمراض سوء التغذية المنتشرة بالمملكة وهي أمراض فقر الدم والسمنة ونقص اليود والبروتين. فمرض عوز الحديد يعتبر من أكثر أنواع العناصر الدقيقة انتشاراً في العالم على الإطلاق وهو يصيب جميع الفئات في جميع المناطق والطبقات الاجتماعية.. يتم تشخيص فقر الدم باستخدام الحدود الفيصلية التي وضعها خبراء منظمة الصحة العالمية لمستوى الهيموجلوبين في الدم بالنسبة للعمر والجنس.. ولا ننسى أن هناك أسباباً أخرى لفقر الدم غير فقر الدم الغذائي كالإضطرابات الوراثية والأخماجات المزمنة ولتأكيد السبب الغذائي لا بد من إجراء فحوص خاصة.. وقد قدر عدد المصابين بفقر الدم بالعالم عام 1985م بنحو 1300 مليون أي نحو ثلث سكان العالم وفي عام 1996م بنحو 1990م مليون، كما قدر عدد المصابين بعوز الحديد بنحو 3600 مليون (تحدث حالة العوز عندما تنفد مخازن الحديد في الجسم) إذن نقص الحديد هو السبب الرئيسي في فقر الدم الغذائي بالإضافة لعوامل أخرى مثل حمض الفوليت وحمض الأسكوربيك والريبوفلافين وبعض العناصر المعدنية تساهم في الإصابة بفقر الدم. اصابة النساء والأطفال وقال الدكتور الجاسر إن النساء يصبن في مرحلة الإنجاب (15-45 سنة) والأطفال دون الخامسة بشكل رئيسي بعوز الحديد وقد تصل نسبة الإصابة 50% في البلدان النامية يترافق فقر الدم عند الأطفال بإضطراب الذكاء وإضطراب في النمو الجسمي يقلل فقر الدم عند الأطفال الأكبر سناً والكبار البالغين القدرة على العمل وينقص ناتج العمل ويزيد فقر الدم فترات الغياب عن العمل وحوادث العمل، كما يزيد فقر الدم عند الحامل من آثار النزيف والخمج عند الولادة ووفيات الوالدات من جهة وحالات نقص الوزن عند المواليد وفي المملكة تبين إمكانية إصابة المواليد بنسبة 10% بفقر الدم نظراً لانخفاض مستوى الهموجلوبين عن المتوسطات العالمية بنفس النسبة. أما عند الأطفال الرضع (0-2 سنتين) فقد تراوحت نسبة المصابين في بعض الدراسات 32- 6 ،39% وفي الدرسات التي أجريت على الأطفال دون الخامسة من عمرهم تراوحت نسبة المصابين بفقر الدم بين 2 ،11 -1 ،29% وكانت نسبة المصابين من طالبات المدارس بين 4 ،26-50%، كما تراوحت نسبة المصابات بين الحوامل بين 5 ،6 - 9 ،31% وفي دراسة المسح الوطني للحالة الغذائية في المملكة كان متوسط نسبة المصابين بفقر الدم بين جميع الفئات 8 ،15%.. والأطفال من 6 أشهر - 6 سنوات 8 ،14%.. والأطفال بين 6-14 سنة 2 ،17%.. البالغين الرجال 1 ،12%.. النساء البالغات غير الحوامل 3 ،18%.. وبين الحوامل 9 ،15%. ندوة عن فقر الدم الغذائي هذا وقد قامت إدارة التغذية بوزارة الصحة بتنظيم ندوة عن «فقر الدم الغذائي» كان من أولى توصياتها تدعيم الأغذية واسعة الانتشار والاستهلاك بمركبات الحديد وقد لبت المؤسسة العامة للصوامع والغلال ومطاحن الدقيق طلب إدارة التغذية بتدعيم جميع منتجات القمح السعودي بعناصر الفيتامينات ب 1 والربوفلافين والنياسين، والحديد منذ أربع سنوات وأضافت حمض الفوليك منعاً لإمكانية حدوث التشوهات الخلقية العصبية عند المواليد، كما ساهمت الإدارة بإعطاء المشورة للمصانع الوطنية الراغبة بتدعيم الحليب وبعض العصائر والمشروبات هذا وتقوم الإدارة العامة للمراكز الصحية بتوفير حبوب الحديد والفوليت الداعمة في جميع المراكز الصحية لتوزيعها على الحوامل وخاصة في أشهر الحمل الثلاثة الأولى لتأمين نمو جنين طبيعي. الأسباب والمسببات وعن أمراض السمنة أوضح الجاسر أنه بعد أن طرأ التغيير السريع على أنماط سلوكيات الحياة اليومية وارتفاع مدخول الطاقة بين عامي 1972م و1996م من 1807 سعر إلى 3128 سعراً ومتوسط مدخول الدهون من 6 ،33 جم إلى 2 ،78جم.. وطرأ تغيير بعد ارتفاع دخل الفرد صاحبه تناول نسبة عالية من الدهون والبروتينات والسكريات وارتفاع نسبة التدخين وعدم ممارسة الرياضة التي أدت إلى ارتفاع نسبة السمنة وظهور الأمراض المزمنة غير المعدية التي أصبحت من أوائل أسباب المرض والوفاة.. وبعد أن تمت مراجعة معظم الدراسات من زيادة الوزن والسمنة، دعت إدارة التغذية لندوة عن السمنة مرض العصر.. كافة المهتمين في ميدان التغذية وتخلصت نتائج تلك الدراسات بأن زيادة الوزن والسمنة التي تشخص بزيادة الوزن/ الطول بالنسبة للأطفال والأولاد وارتفاع منسب كتلة الجسم الوزن بالكجم مقسوماً على مربع الطول بالمتر) بالنسبة للبالغين فإذا كان أكثر من 25 يعتبر زيادة وزن أو فوق 30 (سمنة) أو أعلى 40 (للسمنة المرضية) حيث تراوحت نسبة السمنة في بعض الدراسات بين 7 ،53% لدى الرجال و2 ،53% لدى النساء مقارنة بدراسات أخرى كانت بين 5 ،47% الرجال و6 ،53% لدى النساء.. تبعتها أمراض ذات العلاقة بفرط التغذية كالداء السكري من النوع الثاني الذي كانت نسبته 8 ،11% لدى الرجال و8 ،12% لدى النساء.. وكانت نسبة المدخنين في الدراسة 5 ،16% ونسب حالات ارتفاع ضغط الدم الشرياني الانقباضي 19% وارتفاع ضغط الدم الانبساطي 23%. ونسبة من لديهم ارتفاع سكر الدم 7 ،14% ونسبة من لدهيم ارتفاع ملحوظ بكوليسترول الدم 9 ،24% وارتفاع الجليسيريدات الثلاثية 28%.. وكان منسبة كتلة الجسم 29 أي فوق المعدل (25) مما يعنى أن مشكلة أمراض الشرايين التاجية آخذة بالتعاظم لدى السعوديين مقارنة بالمجتمعات الغربية. وأقرت توصيات ندوة السمنة بضرورة متابعة هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة وقد وافق معالي وزير الصحة على القيام بدراسة منهجية على المستوى الوطني لبحث مشكلة السمنة ودراسة عواملها بصورة أكثر تفصيلاً ودقة لوضع الأسس السليمة لمكافحتها ومكافحة الأمراض المزمنة غير المعدنية الناجمة أو المشاركة لها: كارتفاع الضغط وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب التاجية أو الدماغية الوعائية وداء السكري وغيرها من الأمراض، كما قامت الوزارة منذ عامين بتنفيذ برنامج خاص في المراكز الصحية يتناول طرق مكافحة الأمراض المزمنة العلاجية والوقائية.. يتضمن برامج توعية شاملة على مستوى وسائل الاعلام والمناهج الدراسية لطلاب وطالبات المدارس. مرض عوز اليود وأشار إلى أن مرض عوز اليود اضطرابات عوز اليود تغطي مجموعة مختلفة من الحالات السريرية التي تؤثر على صحة الإنسان قبل ولادته وبعد ذلك وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية بوجود حوالي ألف مليون شخص يعاني من اضطرابات عوز اليود الخفيفة والمتوسطة والشديدة التي يصاحبها تضخم كبير بالغدة الدرقية أو أغراض نقص وظائفها أو إعاقات عقلية وبدنية خاصة بالمواليد والأطفال.. وقد أمكن القضاء على مشكلة عوز اليود بإضافة مادة اليود في ملح الطعام.. أجري في المملكة عام 1995م مسح وطني على طلاب وطالبات المدارس في كافة المناطق وتم قياس تركيز اليود في بول العينة التي تراوحت أعمارها بين 8-10 سنوات. حيث أظهر المسح أن 25% من الطلبة كان تركيز اليود بالبول لديهم أقل من 10 ميكروجرام/100 ميلليتر وهو مستوى يدل على عوز اليود وكانت نسبة 45% في منطقة عسير وجيزان والباحة والطائف وبعدها تأتي المنطقة الشرقية 15% وتجاوبت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس مع توصيات البحث وجعلت دعم ملح الطعام باليود الزامياً لكل أنواع الملح المحلي والمستورد وزدات نسبة الدعم من 70 ملجم إلى 100 ملج/كيلوجرام. حالات عوز البروتين والطاقة (نقص الوزن والقزامة والهزال) على الرغم من ارتفاع نسبة حالات زيادة الوزن والسمنة إلا أن المملكة لم تتخلص نهائياً من حالات سوء التغذية بعزو البروتين والطاقة.. التي تقاس عادة بنقص الوزن بالنسبة للعمر أو نسبة الوزن/الطول عند الأطفال أو منسب كتلة الجسم (الوزن كجم/مربع الطول بالوزن) عن المعدلات العالمية للباغلين.. فمن نتائج المسح الوطني للحالة الغذائية تبين عند الأطفال دون الخامسة أن سبة المصابين بانخفاض الوزن المتوسط الشدة كانت 1 ،6% والانخفاض الشديد كان 1% أما نسبة قصر القامة المتوسط فكان 8 ،8% والشديد 4 ،2% مقارنة مع 3% عند الأطفال الأمريكيين وبالنسبة للبالغين (18-60 سنة) تراوحت نسبة المصابين بانخفاض الوزن (منسب كتلة الجسم دون 5 ،18) فقد تراوح بين الخفيف (7 ،1-10 ،2%) والمتوسط (3 ،0 -9 ،2%) والشديد (51 ،0 - 4 ،4%). أما باقي أمراض سوء التغذية كعوز الفيتامين (أ) وباقي الفيتامينات والأملاح فإنه لم تجر عليها دراسات شاملة لبيان نسبة انتشارها وتوزيعها. ولا يخفى عليكم المضاعفات الصحية التي ذكرت سابقاً والمتمثلة في تكلفة تشخيص وعلاج هذه الأمراض والغياب عن العمل بسبب مرض أحد أفراد الأسرة بأحد أمراض سوء التغذية مثل فقر الدم الغذائي. نظام حماية المستهلك هذا وقد أشاد الدكتور الجاسر في ختام حديثه للصفحة بقرار مجلس الشورى القاضي بإنشاء الهيئة الوطنية العليا لحماية المستهلك متمنياً بدء أعمالها في أقرب وقت وتكون لها نظام واضح وصريح لحماية المستهلك.