قال خبراء صحيون إن عدد الأطفال الذين يعانون مشكلة التقزم بسبب نقص الأغذية في العالم يبلغ 165 مليون طفل وذلك حسب تقديرات 2011، التي صرحت عنها منظمات دولية من بينها منظمة الصحة العالمية. وأكد الباحثون على أنه عندما يتباطؤ النمو يتأخر نماء الدماغ مما يؤدي إلى تدهور قدرات أولئك الأطفال على التعلم. وتبلغ معدلات التقزم ذروتها في أفريقيا وآسيا. وهناك في شرق أفريقيا 42% من الأطفال الذين يعانون من تلك المشكلة حسب تقديرات 2011. ويعد سوء التغذية من العوامل الرئيسة التي تسهم في مجمل عبء المرض العالمي. ذلك أن أكثر من ثلث وفيات الأطفال التي تحدث في جميع أنحاء العالم مردها ظاهرة نقص التغذية، علما بأن الفقر هو السبب الأساسي الكامن وراء تلك الظاهرة. ومن الأمراض التي تصيب الأطفال جراء سوء التغذية الهزال والوذمة الثنائية، وهما يحدثان جراء نقص حاد في الأغذية والإصابة بالأمراض في وقت واحد. ويقضي حوالي 1.5 مليون طفل نحبهم كل عام بسبب الهزال. ويسهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية وشح الأغذية في المناطق التي تشهد نزاعات ووقوع الكوارث الطبيعية في الحد من فرص حصول الأسر على الأغذية المناسبة بشكل كاف، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالهزال. ولا بد من الاضطلاع بتدخلات تغذوية طارئة لإنقاذ أرواح أولئك الذين يعانون من تلك المشكلة. ويتمثل الجوع الخفي في افتقار النظام الغذائي إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، التي تكتسي أهمية كبرى في تعزيز المناعة وضمان النماء الصحي. ومن الشواغل الرئيسية في ميدان الصحة العمومية عوز الفيتامين A والزنك والحديد واليود. وهناك مليارا نسمة ممن يعانون من عوز اليود في جميع أنحاء العالم؛ كما تعزى وفاة أكثر من نصف مليون طفل في شتى ربوع العالم كل عام إلى عوز الفيتامين A. ومن المشكلات الصحية العمومية الكبرى ارتفاع نسبة فرط الوزن والسمنة. ويواجه الناس من جميع الأعمار والخلفيات هذا النوع من سوء التغذية. ونتيجة لذلك تتزايد معدلات الإصابة بالسكري وغير ذلك من الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، حتى في البلدان النامية. والجدير بالذكر أن نحو 20% من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعيشون في البلدان النامية يعانون من السمنة. كما أنه من الملاحظ تشيخ سكان العالم، ذلك أن عدد أولئك البالغين من العمر 60 عاما وأكثر سيرتفع من 700 مليون نسمة، وهو العدد المسجل حاليا، إلى مليار نسمة بحلول 2020. وستكون الصحة التغذوية، في مرحلة الكبر، من العوامل الأساسية التي تؤثر في الحالة الصحية على الصعيد العالمي.