تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس للإنسان وتفوق في أهميتها حاسة البصر. لذلك قدمها الله سبحانه وتعالى في جميع الآيات التي ذكر فيها السمع والبصر في «18» موضعا من آيات الذكر الحكيم قال تعالى: {وّاللَّهٍ أّّخًرّجّكٍم مٌَنً بٍطٍونٌ أٍمَّهّاتٌكٍمً لا تّعًلّمٍونّ شّيًئْا وّجّعّلّ لّكٍمٍ پسَّمًعّ وّالأّّبًصّارّ وّالأّّفًئٌدّةّ لّعّلَّكٍٍمً تّشًكٍرٍونّ} [النحل: 78] . فلو نظرنا إلى ترتيب الحواس في الآية من حيث الأهمية في الحصول على العلم نجد أن السمع يأتي أولاً..، تفسير ذلك أنه من خلال هذه الحاسة يستطيع الفرد التواصل مع الآخرين حتى من وراء حجاب والسمع هو الوسيلة الطبيعية ا لوحيدة لاكتساب لغة الأهل دون أي مجهود يبذل، وبدونه يبقى اكتساب اللغة ونطقها والتفاهم من خلالها عملية شديدة الصعوبة إلا إذا تم العمل على تعويض الفاقد، والتدريب المستمر والعناية الكافية على أعلى مستوى. من أجل هذا فإننا نود أن نوجه انتباه أولياء الأمور إلى أن تشخيص ضعف السمع عند بدء الشك في سلامته هو خطوة أساسية يجب أن تبدأ مبكرا كلما أمكن ذلك. يأتي بعد ذلك استعمال السماعة الطبية للأذن الذي يعتبر الخطوة التالية والمهمة في سبيل تعويض النقص في قدرة السمع وقد لاحظنا أن هناك كثيراً من التساؤلات حول الاستعمال الصحيح للسماعة الطبية. لذلك فقد وضعنا هذه الإرشادات لمساعدة الأهالي في هذا المجال: أولاً: تعتبر السماعة الطبية حين وصفها جهازا يعوض الطفل عن بعض أو كل الفاقد في حاسة السمع وذلك حسب درجة الفاقد. ثانياً: السماعة الطبية، أو المعين السمعي هو جهاز تعويض الغرض منه تحسين فرصة الطفل في سماع الأصوات من حوله وهذا الجهاز لا يحسن حاسة السمع ذاتها مهما طال وقت استعماله ولكنه فقط يؤدي عمل النظارة الطبية بالنسبة لحاسة البصر أي أنه يعوض ويصلح طريقة السمع بالنسبة للطفل. ثالثاً: للحصول على أفضل النتائج من المعين السمعي يلزم استعماله طول الوقت بحيث يصبح جزءا لا يتجزأ من الطفل ولا يتوقف الطفل عن استعماله إلا عند النوم أو الاستحمام فقط. رابعاً: لتحقيق هذه النتائج يلزم استخدام السماعة بشكل تدريجي في البداية بحيث يستخدم لفترات قليلة في البداية ثم تزداد فترة الاستخدام بالتدريج حتى تصل الاستخدام الأمثل «طول الوقت» في خلال ستة إلى عشرة أسابيع ويجب هنا ملاحظة أن بعض الأطفال يستجيب لذلك بطريقة أسرع لذلك فإن الاختلاف يجب أن يبقى لصالح الطفل في استخدام السماعة. خامساً: السماعة عبارة عن جهاز إلكتروني دقيق يلزم أن يتم التعرف جيداً على خصائصها وطريقة تشغيلها ووضعها على أذن الطفل، وكذلك على أهمية تغيير البطارية التي هي مصدر الطاقة لعمل السماعة في المواعيد المناسبة حتى تظل السماعة تعمل في أفضل حالاتها لمصلحة الطفل. سادساً: يجب دائما العناية الفائقة بقوالب الأذن وهي الجزء المتصل مباشرة بجسم الطفل ومن خلالها يصل الصوت المطلوب للأذن، وذلك بتنظيفها المستمر، وتغييرها عندما يلزم ذلك كما يستعدي نمو الطفل الجسماني. سابعاً: إن قبول الأسرة السماعة والعناية بها هو العامل الحاسم لقبول الطفل نفسه لهذا الجهاز المهم لذلك نأمل أن تكون نظرة الأسرة دائما نظرة إيجابية حتى ينعكس ذلك على الطفل ذاته. ثامناً: يجب التأكد دائما أن السماعة تعمل بالطريقة المثلى قبل وضعها بأذن الطفل، وفي حالة ملاحظة أي خلل فيها يجب العمل على إصلاحه على وجه السرعة، حتى لا يحرم الطفل ولو لأقل وقت ممكن من التعرض الدائم للأصوات من حوله. تاسعاً: يجب أن نتيقن أن اتباع هذه الإرشادات جزء لا يتجزأ من الجهد المبذول نحو نجاح استعمال السماعة الطبية. لذا نأمل أن يتم استيعابها جيدا وتنفيذ ما جاء بها على الوجه الصحيح. عاشراً: نرجو دائما أن نتعاون لما فيه خير الطفل الذي يستخدم السماعة الطبية، ومن ناحيتنا فنحن دائما على استعداد لتقديم المشورة والمساعدة الشخصية كلما أمكن ذلك حتى نحقق الهدف الذي نصبو إليه.