ناولنيَ القِرطاسَ والقَلَما راق المزاج الآنَ وانسجَمَا خطرت بذهني ألفُ خاطرةٍ فدُهِشتُ لمّا جمعُها ازدحما فكأنما هي في مظاهرةٍ غضباً على شارونَ والزُّعما حاولتُ جُهدي أن أفُرِّقها فأَبت وقامتْ ترفعُ العَلما قالت: وربي لن تُفرقَنا إلا إذا حوَّلْتَنا كَلِما فبذا نعبِّر عن مشاعرنا ونُبِينُ ما بقلوبنا كُتِما فسألتها: هل من مناسبةٍ؟ قالت: نعم والأمر قد عُلِما تكريمُ رمزٍ من مدينتنا شهمٍ يسير إلى العلا قُدُما منذُ الصِّبا قد كان منهجُه بالعزم والتصميم متَّسما وتراه منذ صباه ذا ولعٍ بالعلم برَّز حافظاً فَهِما حفِظَ البلوغَ بدونما خطأ وهو الفتى لم يبلُغِ الحُلُما ولحفظه قد نال جائزةً من شيخه السّعدَيِّ فاحتُرِما كم من مناصبَ قد تسنَّمَهَا آتتْ ثماراً قد علت قِيَما قد كان في التدريس ذا أثرٍ فأحبه الأغفالُ والفُهَمَا وتراه بعد العصر يُحضِرهُمْ ليعيدَ درساً بعدُ ما فُهِمَا وكذلكَ الزملاءُ قد َسلَكُوا تلكَ السبيلَ ليبرئُوا الذمما من أُخلِصتْ لِلهِ نيّتُهُ نال الثوابَ فَنِعْمَ ما غَنِما من سنَّ أمراً فيه منفعةٌ للناسِ نال الأجرَ لا جَرَمَا في معهد التعليم أتحفنا بمعلمينَ مَسارُهُم رُسِما وجميعُهم ثبتتْ كفاءتُهُم حذقوا الطريقةَ طبَّقُوا النُّظُمَا وإدارة التعليم كان لها نعم المديرُ فحفَّزا الهِممَا وكذا الأمانَةُ حينَ حُمِّلَهَا بذلَ الجهودَ فحقَّقَ الحُلُما إنَّ الرياضَ بعهده ازدهرتْ وتفوقتْ وبفوزها حُكِمَا والغازُ لما أن تعاهَدها سلكَ الطريقَ القاصدَ الأَمَمَا والمركزُ المعمورُ قام به مع نخبةٍ من اخوةٍ كُرَما فإذا به صرحٌ يُشيدُ بِهِ مَنْ يطلبون العلمَ والعُلما والباحثون يَضُمُّ بُغْيَتَهُمْ فيه الجديدُ وفيهِ ما قَدُما والفنُّ لم يُهمَل فإنَّ لَهُ رُكناً ويُعرَضُ فيه ما رُسما والحاسب الآليُّ صار له قسمٌ يدرِّبُ فيه من حُرِما كم من محاضرةٍ وأمسيةٍ كم حفلةٍ ليكرَّمَ العُظَما قامت هنا بالحب يَحضنُهَا ويشيعُ فيها البشرَ مُحْتَشِمَا وأبو عليٍ إذ نُكرِّمُهُ فلِما يميِّزهُ بما خَدَمَا فَلَهُ جهودٌ ليس يُنكِرُهَا إلا جَحُودٌ نَفْسَهُ ظَلَما من جَاءهُ يرجو مساعدةً في أيِّ أمرٍ هبَّ مُبْتَسِمَا فلكلِّ هذا نَحْنُ نَشْكُرُهُ والحفلُ للتكريمِ قَد لَزِمَا واللهَ نسألُ أنَ يوفِّقَنَا ويعينَنا بدءاً ومُخْتَتَمَا