ينطلق يوم السبت القادم 21 صفر 1423ه الموافق 4 مايو 2002م اسبوع المرور العربي الذي يعقد كل عام في الفترة ذاتها وتحت شعار هذا العام (سلامتك رهن اشارتك.. تمهل فالحياة غالية) كما يتزامن هذا الاسبوع مع عقد الاجتماع التاسع لرؤساء اجهزة المرور بالدول العربية في الفترة من 1 3 مايو لمناقشة الطرق المناسبة التي تتضمن تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الدول العربية من اجل تأمين أكبر قدر ممكن من السلامة المرورية للمواطن العربي. أوضح ذلك معالي الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد على كومان في رسالة وجهها بالمناسبة واشار فيها الى ان اهمية هذاالاسبوع تبرز من خلال ما نشاهده سنويا من تزايد مثير للقلق في حوادث المرور وبالتالي سقوط المزيد من القتلى والجرحى والمعاقين هذا فضلا عن الخسائر المادية المختلفة . وتؤكد الاحصائيات العديدة التي تجرى في هذا المجال على انه باستثناء الحروب المدمرة وكذلك الكوارث الطبيعية الكبرى كالزلازل والفيضانات. فان عدد الضحايا الذين يسقطون نتيجة حوادث المرور في أي بلد من البلدان العربية يفوق بكثير عدد أولئك الذين يقعون ضحية أي نوع من الحوادث والكوارث الاخرى وهو يبرز الخطورة التي تنطوي عليها الحوادث المرورية والآثار السيئة البالغة التي تتسبب فيها. واضاف الدكتور كومان انه مما يدعو الى الاسف فعلاً ان الرأي العام في العديد من البلدان العربية لايزال برغم ذلك ينظر باستخفاف الى موضوع حوادث المرور ولا يعيره ما يستحقه من الاهتمام ويعود السبب الرئيسي في ذلك الى ان الضحايا الذين يسقطون سنويا جراء حوادث المرور. والذين يصل عددهم الى عشرات الألوف بين قتيل وجريح لا يقعون دفعة واحدة وإنما على مدار العام بحيث لا يثير ذلك أي قلق أو اهتمام كما ان اجهزة الاعلام المختلفة وبخاصة المسموعة منها والمرئية لا تسجل هذه الحوادث او تذكرها الا في حالات استثنائية وهو ما يساهم بدوره في النظر الى تلك الحوادث باعتبارها امرا عاديا رغم ما يتكبده أي بلد من جرائها سواء على صعيد الخسائر في الارواح أو في الاموال ولايعد امرا عاديا او بسيطا على الاطلاق وهذا الامر يدعونا الى مناشدة وسائل الاعلام لكي تعير هذا الموضوع ما يستحق من اهتمام وان تساهم بدور فعال في مجال توعية المواطن من الاخطار الفادحة من هذه الحوادث وانقاذ الارواح والممتلكات من الهلاك والتلف واستطرد اذا كنا نركز هنا على التوعية فلانها تشكل في نظرنا العامل الاهم والحاسم في مجال الوقاية من الحوادث المرورية فمن خلال ما يعد من احصائيات ويتضح ان التهور في القيادة وعدم احترام قواعد واشارات المرور فضلا عن الاخطاء التي ترتكب اثناء القيادة تشكل العامل الاكبر في وقوع الحوادث التي غالبا ما يكون ضحاياها من الابرياء الذين يدفعون غاليا ثمن اخطاء غيرهم وهنا تبرز التوعية من خلال ابراز المخاطر التي تنجم عن السرعة والتهور وتجاهل قوانين وقواعد المرور وكذلك التأكيد على اهمية عدم جلوس السائق خلف المقود الا وهو في وضع صحي ونفسي جيد ومتوازن حتى يصل الى المكان المقصود بسلام واضاف انه نظراً لخطورة الحوادث على المجتمع فانه يصبح من الضروري اتخاذ اجراءات عقابية رادعة في حق من يخرجون على قانون المرور ويتسببون في تعريض ابناء وثروات المجتمع للاخطار والاضرار ومن هذا المنطلق يصبح من الاهمية بمكان ان تلجأ الاجهزة الأمنية والقضائية المختصة الى تشديد العقوبات على المخالفين لقوانين المرور والانظمة دون تهاون لان التهاون في ذلك يساعد المخالفين والمستهترين على التسيب في الحوادث والكوارث .. ،وأكد انه انطلاقا من الحرص على سلامة المواطنين وأمنهم فقد اولى مجلس وزراء الداخلية العرب موضوع المرور اهمية خاصة وقد تضمنت الخطط الامنية الثلاث التي انبثقت عن الاستراتيجية الأمنية العربية العديد من التدابير منها عقد المؤتمر الدوري لرؤساء اجهزة المرور الذي يلتقي خلاله كبار المسؤولين الامنيين المعنيين بجهاز المرور في الدول العربية حيث يتم بحث السبل والوسائل الكفيلة بالحد من الحوادث المرورية وجعل المركبة نعمة للانسان لا نقمة عليه.