عادة لا يمكن أن تجد سرباً من الصقور بينه غراب أو مجموعة من الحمام ومعها بوم، فهذا العنوان أعلاه هو محور الحديث هنا لأنه حقيقة ما يدور في ذهن كل مواطن سعودي عاقل عندما يسمع أحد أبناء جلدته وهو يصر دون حياء أن يضع بصمة سوء ليرسم صورة مشوهة لأبناء هذا البلد الكريم عندما يمارس السفه تلفونياً وعلى الهواء مباشرة عبر أحد البرامج الفضائية «الهايفة»!! فنحن ككل الشعوب نحوي أشباهاً لمختلف الطيور ففينا مثلاً شبيه الصقر «طير شلوى» وفينا أيضا «غراب البين» ولكن هذا الأخير عنده من الفراغ ما يجعله يتابع تلك البرامج الهابطة التي وضعت لمن هم في مستواه فلا منطق ولا أسلوب يؤهله للمشاركة في غيرها!. ولكن ما يفرح ويشرح الصدر أنه عندما يكون البرنامج المباشر جدياً ويحمل مضموناً هادفاً ويناقش قضية هامة هنا تجد غياباً تاماً لهؤلاء الغربان الذين تخصصوا في برامج «هز يا وز» فيأتي دور «طيور شلوى» للمشاركة فتسمع ما يثلج صدرك ويجعلك تفتخر «لو كان المتصل سعودياً» من جودة الطرح وحسن أسلوب المناقشة وفصاحة المنطق لديه فيجعلك تحس بالاعتزاز والفخر ولكن للأسف لا يمكن أن تأتي بواحد من تلك النوعية المشرفة ليشارك مع الغربان في برامجهم المهزوزة «فكل طير يغرد في سربه». فمثلاً من تجول في منتديات الحوار في الإنترنت سيجد بعض المنتديات الجادة تضم نخبة من الشباب المثقف الواعي بدليل حسن الأسلوب والمناقشة وحضارية الحوار التي ستقرأها وفي المقابل سيجد منتديات أخرى هابطة تضم حثالة من الغربان تدندن على مستواها!. أما من استمع يوما إلى برنامج «أهلاً بالمستمعين» هذا البرنامج الناجح من إذاعة البرنامج العام الذي يطرح احدى قضايانا الاجتماعية ويناقشها مع المستمعين على الهواء مباشرة هنا سيسمع مشاركات قيمة تصدر من عقول واعية من شباب وشابات هذا البلد بصراحة تشرح صدر المستمع وتطمئنه على مستوى الرقي الثقافي والوعي الاجتماعي بيننا وتجعله يتمنى لو أن عدوى تلك الحصافة والتعقل انتشرت في مجتمعنا «كجمرة حميدة»..