زمان كنت إليه تُقْدمين.. زمان كان الشوق يدفعه إليك خَطْوه إليك يُسابقه الحنين غير أنك يا رحيل في النهاية ترحلين.. بكل الفجاءات تغادرين.. وهو هناك يرْقب الإطلالة.. يترقَّب اللحظة.. يناديك.. فهل كنت حينها لندائه يا رحيل تسمعين..؟! لم يدر أنك إلى المجهول لحظتها كنت تغادرين.. ليسافر نحوك.. يبحث عنك.. في مآقي الحيارى.. في آهات الراحلين.. في خطوات العاشقين.. التائهين.. يقطف لك في طريقه نحوك كل ورود الدنا.. كل شجيرات الرياحين.. لتجف في النهاية الورود في يديه.. وتموت حزناً من حزنه عليك شجيرات الرياحين.. ويُتعِب سفره إليك الأسفار.. وتفيض من دموعه عليك البحار.. وتغرق الأقطار.. وتنفد من أسئلته عنك كل ما حوته قواميس لغات الكون.. ومفردات الضياع.. وعبارات اللهفة واللوعة.. وأسئلة الممكن والمحال.. وأحزان البشر.. وعلامات الاستفهام.. وعلائم التعجب.. وكل مكتوب مقروء.. وما تحته خط.. وما بين السطور.. وما هو بين قوسين.. مما كتبته وتكتبه وستكتبه يراعات العاشقين المكلومين.. السابقين واللاحقين والقادمين.. والآن فها هو الآن.. متوقفا في عرض الطريق متعبا.. تتناهبه الجهات.. تنهشه الأجواء.. يناديك يا رحيل فيجاوبه بدلاً منك الصمت الحزين الدفين.. فإلى متى يا رحيل فيه تسافرين..؟! وإلى متى يا رحيل عنه إلى المجهول تغادرين..؟!