لقد بنت الكثير من الدول المتقدمة سياسات التشجيع على زيادة النشاط البدني لأفراد مجتمعاتها، وأصبحت المدرسة قناة ومنفذا لتحقيق ذلك. فهذه الدول المتقدمة تسعى إلى تخفيض النفقات المصروفة على العلاج من خلال التركيز على ممارسة الأنشطة البدنية بأنواعها ولاسيما في المدارس، حيث تجد مادة التربية البدنية كل الدعم والاهتمام. وتشير الدراسات المتخصصة إلى أن الانتظام على ممارسة النشاط البدني سوف يؤدي بإذن الله إلى فوائد عظيمة منها: انخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية وانخفاض نسبة الإصابة بسرطان القولون وأمراض السكري والمحافظة على القوة العضلية المساهمة في نمو وتطور أبدان الأطفال والمراهقين بصورة طبيعية إضافة إلى ذلك وسيلة للتخلص من القلق والضغوط النفسية ووسيلة لتحسين المزاجية، أما الفوائد على مستوى المجتمع والدولة فتشير العديد من المنظمات والهيئات المهتمة بصحة المجتمع مثل الصحة العالمية والكلية الأمريكية للطب الرياضي إلى أن تبني المجتمعات لحياة أكثر نشاطاً وحيوية سوف يجلب الكثير من الفوائد في انخفاض تكلفة الإنفاق على العلاج وزيادة الإنتاجية والبيئة الاجتماعية وصحة الجسم. ولذلك لا بد من الاهتمام مثلاً بنشر بعض الألعاب التي تستمر مع الإنسان حتى في عمر متقدم مثل كرة الطاولة والريشة والطائرة والسباحة ورياضة الجري والمشي. إلا أن الكثير من أفراد المجتمع ليس لديه مفهوم واضح عن أهمية التربية البدنية يدفعه إلى ذلك، ولذا هناك صعوبات في تحقيق أهدافها وأغراضها، ومن ثم يصعب على هؤلاء الافراد إدارك الأهمية التربوية للتربية البدنية في التنمية الشاملة والمتزنة للجوانب الشخصية والإنسانية، فلذا يجب علينا كمعلمي تربية بدنية في الساحة التعليمية توعية وتثقيف أفراد المجتمع بأهمية مزاولة النشاط البدني وذلك لأن المدرسة قناة اتصال مهمة لتحسين صحة المجتمع، ولا ننسى أيضاً دور الأندية الرياضية في التوعية والتثقيف ودور وسائل الإعلام المختلفة في إسهاماتها الفعَّالة في هذا المجال. خالد العثمان/ مدرسة مبايض سدير