اقتربت ساعة الصفر.. اقترب موسم الحصاد.. أعلنت الأندية الكبار حالة الاستنفار.. كل فريق يطمح لتحقيق طموحات جماهيره.. الكل يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة.. رؤساء الأندية يستنجدون بأعضاء الشرف لتقديم الدعم المادي.. ويستنجدون بجماهيرهم ويعدونهم بتحقيق البطولة الكبرى.. الكأس غالية.. وتحمل مسمى غالياً.. الأربعة الكبار على موعد مع تحد جديد.. تتقارب المستويات.. ويحمي وطيس المنافسة.. الصحافة تبحث عن كل جديد.. وتشعل المنافسة.. وتشحن الجماهير.. هكذا تعودنا في نهاية كل موسم.. إذاً الجماهير السعودية على موعد مع الإبداع والتسخين قبل خوض غمار نهائيات كأس العالم.. إنها بالفعل منافسة قوية تستحق المتابعة.. وتستحق الإشادة..لأنها بالتأكيد سوف ترفع من أسهم الكرة السعودية.. وسوف تجعل من الرياضي السعودي جاهزاً لمقارعة كبار الكرة العالمية.. ولكن كما ذكرنا الإيجابيات والفوائد التي سوف نجنيها من هذا التنافس علينا من الآن الاستعداد لمواجهة سلبيات نتوقع حدوثها وهي بالتأكيد تعودنا عليها.. سوف تخرج بعض المباريات عن إطار التنافس الشريف.. سوف يتعرض الحكام إلى إهانات متعمدة وغير متعمدة.. ولكن الأهم من هذا كله هو المواطن العادي الذي لا ناقة له ولا جمل والذي سوف يكون ضحية. بالتأكيد الفرق الأربعة صاحبة شعبية كبيرة في كافة المناطق ولن تخلو منطقة من التشجيع الغوغائي الذي تعودنا عليه.. ربما يتعرض المواطن إلى أضرار مادية.. ولكن الأسوأ من هذا كله أن يتعرض إلى أضرار جسدية وربما تزهق أرواح بعض الشباب المتعصب.. ربما تكون نتائج هذا التنافس غير محمودة العواقب فيا ترى من المسؤول عن كل ما حدث في الأعوام الماضية وما سوف يحدث في هذا العام وأكرر القول بأنني واثق من حدوث هذا التعصب ويجب أن نبحث عن الاحتياطات قبل وقوع (الكارثة) وأود أن أخص بعض الجهات التي بإمكانها أن تقلل من نسبة الخسائر: * وسائل الإعلام: المقروءة والمرئية والمسموعة عليها أن تتفاعل مع الحدث وأن تبث الوعي السليم لكافة المشجعين وأن تحذرهم من عواقب ذلك وان تعرض ابرز الأضرار التي نجمت عما حدث في الأعوام الماضية. * رؤساء الأندية: مطالبون قبل غيرهم بحث جماهيرهم على الالتزام بالروح الرياضية عند الفوز أو الخسارة وكذا اللاعبون الذين لهم مكانة في قلوب الجماهير وعلى الأندية الفائزة أن تفتح مقارها للجماهير بعد نهاية المباراة مباشرة ليعبروا عن مشاعرهم. * المدارس والجامعات وغيرها: عليها بث الوعي لدى المنتسبين إليها وتحذيرهم من عواقب ذلك. * الآباء مطالبون بمراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم بالخروج في الشوارع بعد المباريات الحاسمة حفاظاً على سلامتهم قبل أن تأتي لحظة لا تنفع فيها الندامة. أخيراً وليس آخراً: أقول بأننا شعب يسعى إلى تطوير أمته وإذا كنا نحتفل بانتصاراتنا وتطورنا بهذه الطريقة فلن نتطور أبداً وأتمنى من كافة الإخوة الإعلاميين التعامل مع الحدث كما ينبغي والتحذير من التصرفات الهوجاء والله الموفق.