انطلاقاً من نهجها الثابت ظلت المملكة العربية السعودية ومازالت منذ تأسيسها على يد الملك المظفّر عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وفية لمرتكزات سياستها الخارجية النابعة من انتمائها العربي والإسلامي، فقد دأبت منذ تأسيسها على دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واسترداد حقوقه المشروعة، ولم يتوقف دعم المملكة للقضية الفلسطينية عند حدود معينة، حيث كانت على الدوام في طليعة الدول التي دعمت صمود الشعب الفلسطيني ووقفت في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية الى توسيع الاستيطان وتهويد القدس الاسلامية، ومواصلة احتلال واغتصاب الأراضي العربية في فلسطينالمحتلة. ولم يكن موقف المملكة من قضية فلسطين عارضاً او جديداً، بل كان منذ البداية التزاماً مبدئياً ثابتاً من مرتكزات السياسة العامة للدولة التي حدد ملامحه الملك عبدالعزيز رحمه الله لكون المملكة مهبطاً للوحي ومهداً للرسالة الخاتمة، ومنبعاً للإسلام والدولة التي خصها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين جنباً الى جنب مع توطيد سياسته الحكيمة في المحافظة على استقلال وحرية الدول العربية والإسلامية وسلامة أراضيها من دنس المستعمر الغاشم الذي جثم على صدرها حيناً من الدهر. لقد تعامل الموقف السعودي مع قضية فلسطين باعتبارها قضية المسلمين الأولى وهي محور الصراع العربي الإسرائيلي، وكانت رؤيتها للقضية الفلسطينية بعيدة المدى وتنطوي على فهم سياسي عميق وواع، أعطى الجهد السعودي طابعاً خاصاً ومكّن المملكة من القيام بدور بارز مؤثر في هذا الخصوص. اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس (التأسيس والأهداف) ومنذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية المباركة عملت المملكة قيادة وحكومة وشعباً على الوقوف مع هذه الانتفاضة، وصدر الأمر السامي الكريم رقم (8636) وتاريخ 18/7/1421ه القاضي بتشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله لوضع الضوابط والنظم لجمع التبرعات وصرفها ومتابعة وصولها الى مستحقيها في فلسطين لدعم انتفاضة القدس الشريف. وتتلخص بعض اهداف اللجنة فيما يلي: التعريف بأبعاد القضية الفلسطينية وأهمية المسجد الأقصى للمسلمين، والعمل على دعم انتفاضة القدس بالطرق المناسبة والمشروعة. إيضاح حجم المعاناة التي يقاسيها إخواننا المسلمون في فلسطين من قبل اليهود. تعويد الناس على استشعار واجبهم في الدفاع عن المقدسات الإسلامية. إيصال التبرعات مباشرة الى مستحقيها من أبطال الانتفاضة دون وسيط. التعريف بالجهود الكبيرة التي تقدمها المملكة للدفاع عن الأقصى ونصرة قضية القدس ومساعدة المسلمين في فلسطين. كما سعت اللجنة السعودية لدعم الانتفاضة بإشراف مباشر من سمو وزير الداخلية بتنشيط التبرعات ووضع الضوابط لها من خلال مكاتب اللجان المحلية والفرعية بمناطق المملكة ومحافظاتها. وشكّلت لجنة تنفيذية عليا برئاسة معالي مستشار سمو وزير الداخلية، د. ساعد العرابي الحارثي وعضوية عدد من المسؤولين في بعض القطاعات الحكومية. كما تم تشكيل فريق عمل لدراسة الطرق المناسبة لإيصال التبرعات الى مستحقيها داخل فلسطين وفق اساليب مدروسة وآليات عمل محددة تضمن وصول المساعدات الى مستحقيها مباشرة. تفاعل المجتمع السعودي مع القضية الفلسطينية: استجابة لنداء خادم الحرمين الشريفين، انهالت التبرعات لدعم الانتفاضة حيث احتشد المتبرعون بمراكز جمع التبرعات، ومانشره التلفزيون السعودي شاهد على مدى إقدام المواطن السعودي على بذل المزيد من الدعم لنصرة الشعب الفلسطيني خاصة وعلى مدى التلاحم والاستجابة بين القيادة والشعب في دعم القضايا الاسلامية عامة، حيث بلغ مجموع التبرعات التي تم جمعها خلال الحملة التلفزيونية أكثر من (162) مليون ريال، واستمرت فعالياتها حتى نهاية شهر ذي الحجة 1421ه ليصل مجموع ماتم تحصيله من الحملة أكثر من (227) مليون ريال، كما كانت هناك تبرعات عينية تمثلت في أكثر من (55) كيلو ذهب و(16) صك اراض وعدد من السيارات، وهذا يؤكد على مدى تفاعل المجتمع السعودي لنصرة هذه القضية العادلة. قدّم رجال الأعمال تبرعات كبيرة لدعم الانتفاضة تمثلت في رعاية بعض برامج اللجنة وخاصة كفالة الأسر استجابة لدعوة سمو ولي العهد في مؤتمر القاهرة بكفالة الشعب السعودي لألف أسرة فلسطينية، حيث تجاوز المبلغ الى كفالة أكثر من (1750) أسرة تقريباً. الجهات الحكومية والأهلية ساهمت العديد من الجهات الحكومية في التعريف بالقضية ودعمها من خلال حسم مبلغ من مرتبات موظفيها بشكل اختياري وإقامة معارض وخاصة في المدارس، والدعوة بشكل دائم لدعم انتفاضة القدس من خلال الندوات والمحاضرات وخطباء المساجد، وكان هناك تجاوب كبير من مختلف فئات المجتمع سواءً طلاباً او موظفين في دعم هذه القضية. آلية إيصال المساعدات لدعم انتفاضة القدس قامت اللجنة السعودية على حصر معظم الجمعيات العاملة داخل الاراضي الفلسطينية، وتم دراسة اعمال هذه الجمعيات والاطلاع على التزكيات لهذه المؤسسات من قبل الجهات التي عملت معها في المملكة. تم دراسة الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية ومعرفة الفئات التي تستحق المساندة وتساهم في دعم الانتفاضة. تم حصر اسماء وعناوين الجرحى وأسر الشهداء وعوائل الأسرى والمعاقين والأسر المتضررة من الحصار في كل مناطق قطاع غزةوالضفة الغربية من خلال الجمعيات الخيرية والمصادر الرسمية داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ودراسة القوائم ومقارنتها بعضها مع بعض. أجريت دراسة شاملة لبيانات وأسماء المستفيدين، وأرقام هوياتهم وحالاتهم الاجتماعية، وعناوينهم وتاريخ الإصابة ونوعها. عملت اللجنة السعودية على فتح حساب لكل مستفيد في البنوك المحلية داخل الاراضي الفلسطينية. التنسيق مع البنك العربي الوطني الذي يغطي معظم مناطق فلسطين وفق القوائم المعتمدة والمسلمة لهم من قبل اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس، ويقوم البنك بتقديم بيانات توضح استلام المستفيدين للحوالات المخصصة لهم، وتزويد اللجنة بما يثبت استلامهم ومتابعة ذلك من خلال مندوبي اللجنة في الداخل. تكليف فريق متابعة داخل الاراضي المحتلة للاشراف على سير ايصال المساعدات مباشرة الى مستحقيها، ورفع تقارير للجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس بصفة دورية. تحديد جمعيتين من أكبر الجمعيات في فلسطين ومن الجمعيات التي لها خبرة طويلة في هذا العمل ومزكاة من عدد من الجهات ولديها امكانات ادارية لمتابعة سير العمل لتقديم المساعدات عبر مجلس تنسيقي يضم اكثر من 30 جمعية تقدم اعمال اللجنة في الوقت الراهن وفق ضوابط محددة وآلية عمل متفق عليها، وهي على النحو التالي: أسماء الجمعيات الخيرية لتي تم التعامل معها: قطاع غزة: جمعية الصلاح الاسلامية، لجنة زكاة خان يونس، لجنة زكاة الرحمة، الكتاب والسنة، المجمع الاسلامي، جمعية الاسرى والمحررين، الجمعية الاسلامية، المركز الفلسطيني للتواصل الانساني «فتا»، لجنة زكاة غزة. الضفة الغربية: الجمعية الخيرية الاسلامية، جمعية الشبان المسلمين، جمعية الاحسان الخيرية، لجنة زكاة وصدقات الخليل، لجنة اصدقاء المريض، لجنة زكاة العزيزية، لجنة القدس المركزية، لجنة التراث الاسلامي، جمعية الاصلاح الخيرية الاسلامية، جمعية الرعاية للمرأة العربية، جمعية رعاية اليتيم، جمعية الاصلاح الخيرية، لجنة زكاة نابلس، جمعية التضامن الخيرية الاسلامية نابلس، لجنة زكاة جنين، لجنة زكاة طولكرم، لجنة زكاة قلقيلية، لجنة زكاة رام الله، جمعية الاصلاح «أريحا»، جمعية رعاية الأيتام والمحتاجين «أريحا». وقد تم الاستعانة بأكثر من 25 مندوباً للجنة داخل فلسطين لتزويدها بتقارير مفصلّة عن الاعمال التي تُقّدم في الداخل ومتابعة تنفيذ آليات تقديم المساعدات في الداخل حيث تم اختيارهم وفق ضوابط محددة وهم من المتعاونين مع اللجنة. ضوابط عمل الجمعيات الخيرية مع اللجنة ان يكون تنفيذ هذه الاعمال من قبل المؤسسات باسم المملكة العربية السعودية ويوضح ذلك للشعب الفلسطيني عبر وسائل الاعلام الفلسطينية او من خلال شعار اللجنة الموضوع على مساعداتها، وذلك من اجل ابراز دور المملكة وتوثيق الصلة بين الشعبين. ان تكون هذه الاعمال عبر مؤسسات ذات سيرة حسنة ولها الصفة الرسمية وليس لها اي توجهات سلبية وان يكون لها القبول لدى الشعب الفلسطيني ولديها حسابات في البنوك معترف بها رسمياً داخل الاراضي الفلسطينية. ان يكون عمل المؤسسات الفلسطينية تنفيذياً لما تقرره اللجنة وألا تجتهد اي مؤسسة في اي عمل مرتبط باللجنة دون الرجوع الى اللجنة السعودية. ان تكون اصدارات البيانات الاعلامية عبر وسائل الاعلام باسم اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس والتنسيق مع سكرتارية اللجنة في بث التقارير الاعلامية ان تكون جميع المصروفات وفق فواتير رسمية وسندات استلام وتسليم رسمية ايضاً، وان تكون العقود موثقة من قبل جهات رسمية. تلتزم المؤسسات الفلسطينية بترتيب برنامج متكامل للوفود السعودية في حالة توفر وسيلة للوصول الى داخل فلسطين بحيث ينظم برنامج متكامل للاطلاع على مجريات العمل على ارض الواقع. تزويد اللجنة بتقارير دورية أولاً بأول عن سير العمل وعن حدوث اي ايجابيات او سلبيات او معوقات للعمل. ليس لأي جمعية او مؤسسة العمل تحت شعار اللجنة او التصريح باسمها إلاّ بإذن رسي من قبل إدارة اللجنة السعودية.