ارسم لكم صورة بكلمات حية لا يتحدث عنها الاعلام حيث حاولت جهدي ان تكون عاكسة للواقع الفلسطيني الحالي الذي يتعرض للهجمة الإسرائيلية، دون إضافة أي رتوش بل تسودها البساطة والبداهة وهذا ما يعكسه الحوار المحكي باللهجة الفلسطينية.فإن ضمت الصورة بعض الابتسامات فإنها ابتسامات حارقة، لعلها تخدم وتساعد في رسم الصورة، لان شر البلية ما يضحك. أتصلت هاتفيا بجنين للاستعلام عن اوضاع الاهل ولم اتمكن من الاتصال ببيت الوالد أو بيت اخي، لكن تمكنت من التحدث إلى حماتي. أرأيتم هذه من فوائد الحموات احتياجها في وقت الأزمات. الله يطول بعمر حماتي، فانا متفق معها أكثر من زوجتي، وأهم شيء متفقان عليه، ان كلينا يدرك انها ضحكت علي وزوجتني ابنتها. وقد جرى الحوار التالي مع حماتي عبر مكالمة دولية: أنا: كيف تردين على الهاتف؟ حماتي: الهاتف جنبي وقنينة الميه. أنا: كيف الوضع عندكم؟ حماتي:، 3 دبابات حول البيت تقصف مخيم جنين. انا: اسمع اصواتاً في البيت؟ حماتي: هاي رجاء وجوزها واولادها الستة وجمال ومرته واولاده جايين يحتموا بالبيت لان البيت على جبل ابوظهير وبيوتهم بالسهل واعتقدوا ان الدبابات لن تصل إلى الجبل. أنا: يعني البيت ضيق والحمار رفاص؟ حماتي: الله يهده شارون، ييجي يشوف هالنكد اللي جابلي اياه. آنا: شو في اخبار لا تظهر على الفضائيات؟ حماتي: طخوا ابن حسن الطرزي براسه لما طل من الشباك وهو هسه بنزف. كمان ابن الدكتور هشام عبدالهادي طخوا ابنه براسه وابوه طبيب ومش عارف يعمل إشي وابوه يتفرج عليه حتى مات. جارتنا ام عادل ولدت قيصري وقبل اوانها واخرجوها من المستشفى وابنتها ماتت من قلة العناية. وجارتنا ام محمد جوزها خلاها تولد في البيت على التلفون وهو يتصل بالدكتور ويقله الدكتور شو يعمل. وباص قاسم عجنته الدبابة. أنا: في منع تجول عندكم؟ حماتي: ما في منع تجول، لكن مين بدو يخرج والجيش في كل مكان. أنا: شو عاملين الآن؟ حماتي: منبطحين على الارض وبسمعوا الراديو. أنا: ليش عندكم كهرباء؟ حماتي: لا كهربا ولا ميه، الراديو بيشتغل على البطاريات. أنا: شو اخبار ايهاب؟ حماتي: قائد الشرطة في جنين جمع الشرطة كلهم وقال لهم : «انا بريء من دمكم، اللي بدو يحارب اليهود يحارب، واللي بدو يستقيل فليستقيل، واللي بدو يشلح بدلة الشرطة ويكون مدني يشلحها». أنا: كيف اخبار خواتي؟ حماتي: جالسات في الدور الاول من البيت عند الجيران. وسيارة اختك مثل المنخل من الرصاص. والبيت هَرّ قزازه، مهو بيتكم حد مستشفى الرازي. أنا: واخي؟ حماتي: طلعت الدبابة على سيارته وهو في البيت والخط مقطوع عليه. أنا: وبيتي؟ بيتك سليم لان الجيش ما طلع على جبل المراح. بس الدبابات في منطقة الجابريات اللي فوق بيتك وتقصف المخيم من هناك. أنا: واقاربنا في المخيم؟ حماتي: بقولو ابن خال امك قتلوه اليهود. انا: شو بتوكلوا؟ حماتي: عدس ومجدره وبيض. انا: شو بتوصي؟ حماتي: الله يحفظكم ودير بالك على الولد الصغير وسلم على وفاء.