لقد منّ الله علينا هذه الأيام بالخير الكثير بعد ما كنا بالأمس ندعو ونستسقي راجين من الله العلي القدير أن ينزل علينا الغيث، وها نحن ولله الحمد نعيش هذه الفترة، فترة الاحياء وارتواء الأراضي وامتلاء الآبار بالمياه.. لكن لنتوقف عند الذاكرة قليلاً لنعرف كيف كان تأثير هذه الأجواء على الناس قديما خصوصا عند نزول الأمطار. لقد كان المطر يعني الكثير والكثير وأوله الاستبشار بالخير، فترى الفرحة تعمُّ الجميع وعندما تأخذ جولة في جو ممطر فإن المتعة تدخل إلى قلبك تنظر يميناً ترى الأطفال يلعبون ويمرحون وتنظر يساراً فترى المزارع وقد ارتوت أرضها، فالجميع يخرج لرؤية تلك المشاهد الجميلة وغيرها ولكل واحد منهم طريقته في التعبير عن فرحته وما أجمل المنظر عندما ترجع من تلك الجولة الممتعة إلى ذلك البيت من الطين وقد تبللت جدرانه وإذا دخلت وجدت أهل البيت قد انتهوا من تحضير الأكلات الشعبية لهذه المناسبة التي تعطيك الدفء وسط الأجواء الباردة، فما أجملها من أيام مضت! أما في وقتنا الحاضر صحيح نفرح ونستبشر ولكن قليلاً قياساً بالسابق فقد يسبب تجمع المياه في الشوارع بعض الإزعاج لنا مثل تعطل السيارات وتوقفها، وقد تؤدي المياه أحياناً إلى الحوادث ونلاحظ انتشار المرور بشكل أكبر لتنظيم الحركة والازدحامات.. وغيرها من المشاكل التي تحصل خاصة داخل البيوت مثل الأسلاك المكشوفة التي تسبب التماساً وحصول حرائق لا سمح الله. لذلك تكون التحذيرات كثيرة.. حتى الأطفال نخاف عليهم من اللعب في مثل هذه الأجواء لكيلا يصابوا بنزلة برد وغيرها اشتان من الحاضر والماضي فقدنا الكثير من الأشياء الجميلة التي كنا نمارسها بالأمس! بسبب الحياة المدنية وظروفها ودخولنا عصر التطور والتكنلوجيا.. أصبحت الأشياء الجميلة مجرد قصص نرويها لأبنائنا ونستمتع بها.