* «حسن أحمد».. تشكيلي وكاريكاتيري سوداني شاب، خاض غمار الكاركاتير فأبدع، واخترق حجاب التشكيل فاحتل موقعاً متميزاً. بدأ ممارسة هذا الفن وهو مايزال بعد صبياً يافعاً، وشارك في عدة معارض وحظيت لوحاته بقبول منقطع النظير. لمع اسمه بعد تنظيمه معرضاً خاصاً للوحاته في العام 1998م بالمركز الليبي بالخرطوم نال رضاء كل الذين ارتادوه، وشهد إقبالاً كبيراً. تلتقيه «الجزيرة» في هذا الحوار ليتحدث عن تجربته هذه.. وعن لوحاته.. ومعارضه.. ورؤيته لمستقبل هذا اللون من الفنون في السودان: * في البدء كيف كان اختيارك لهذا المجال؟!.. ولماذا انتقيته دون باقي الفنون؟!! أنا في الحقيقة لم أختر الرسم والتشكيل، بل هو الذي اختارني واصطفاني وفرض وجوده في ذاتي. وأعني أن الفن التشكيلي يحتاج في المقام الأول للموهبة التي يهبها المولى جلَّ ثناؤه للشخص منذ صغره، وتلعب البيئة التي يعيش فيها دوراً كبيراً في تطوير هذه الموهبة وتنميتها. * ومتى ترسم الكاريكاتير؟! أعنى متى يأتيك؟! حدثنا عن لحظة المخاض الكاريكتوري؟!! الكاريكاتير هو أصلاً نتاج لقضية محددة تلفت انتباهي وتشدني إليها بأشكالها المتعددة من سياسة واجتماع وغيرها، فأقوم بترجمتها إلى رسم كاركاتيري، أعبر من خلاله عن وجهة نظري فيها.. وهذا غير مرهون بزمان أو مكان محددين، فقد تداهمني حالة الرسم هذه وأنا أسير في الطريق، وأنا أركب المواصلات، أو حين تناول الأكل، أو حين النوم فهي إذن ليس لها ميقات محدد، ولا ترتبط بأوان بعينه. أما الفن التشكيلي باختلاف وجوهه من تجريدي وانطباعي وسريالي وغيرها فهو يختلف تماماً عن فن الكاريكاتير باعتبار أن الكاركاتير يمكن أن يولد بسرعة حسب إيقاع القضية التي يتناولها. أما التشكيل فهو بحر واسع يتطلب الأبحار فيه الروية والتمهل والتأني ليسهل الوصول لمرافئ الروعة. * وكيف ترى الاتهام بأن «الكاركاتير» فن يقوم على قاعدة إضحاك المتلقي دون تقديم معالجات؟!! لا هذا اتهام باطل لا يستند على أي دليل. فالكاركاتير كما أسلفت ينتج أصلاً عن قضية ذات صلة بالمجتمع الذي يعيش فيه الفنان المتخصص في هذا اللون من الفنون فيقوم بترجمة رأيه والذي هو في الغالب رأي الشعب في قالب كاركاتيري، يثير الموضوع في شكل كوميدي ضاحك. وأحسب أن الفن إن لن يكن لسان حال الشعوب فهو لايستحق بأي حال من الأحوال لقب فن. * وفي رأيك هل للرسم علاقة بالسياسة؟!!.. ومتى وكيف يسهم هذا الفن في تشكيلها؟! السياسة جزء لا يتجزأ من حياتنا العامة، نمارسها دوماً في حركاتنا، وفي سكوننا، وللرسم عموماً تشكيلاً أوكاركاتيريا علاقة وطيدة بالسياسة ناتجة عن ارتباطه الوثيق بالمجتمع وعلاقته الراسخة به، يتألم لألمه ويفرح لفرحه، ويقوم بعكس هذا الأحاسيس بأدواته التي يمتلكها سواءً في لوحة تشكيلية أو رسم كاركاتيري. * ما هو حجم إنتاجك تشكيلاً وكاركاتيرياً؟!.. وهل سبق وأن شاركت في أي معرض، أو نظمت معرضاً خاصاً للوحاتك؟!! سبق لي ان قمت بتنظيم معرض خاص للوحاتي في عام 1998م بالمركز الليبي بالخرطوم يحتوي على 18 لوحة، وأحمد الله أن الإقبال عليه كان كبيراً وأرضى كثيراً طموحاتي. وكذلك قمت بتنظيم لمدة معارض بمدينتي نيالا والفاشر بغرب السودان وحظيت بأقبال كبير. وفي خاطري مشاريع عدة لمعارض أخرى بكافة ولايات السودان بإذن الله. * قضية تشغل حيزاً من اهتمامك؟! تعتبر القضية الفلسطينية هي الشغل الشاغل لكافة أعمالي الفنية المختلفة، والمتابع الجيد لأعمالي يجد ان هذه القضية تحتل مساحة كبيرة جداً منها، ربما لأنني أجد نفسي ونتيجة للتعاطف الذي يملأ صدري تجاهها منقاداً إلى تناولها والخوض فيها بإسراف باعتبار أن هذه هي أقل مساهمة أستطيع تقديمها . وكم أتمنى أن تشرق شمس الغد وفلسطين حرة ترفل في رياض الاستقلال والأمان.