نعم أنا من المؤيدين والمطالبين بتغيير المناهج الدراسية مع أنني مواطن عربي مسلم، ولكن ليس التغيير الذي ينادي به الغرب الذي يريد منا أن نتنازل عن ديننا وعقيدتنا التي هي أساس عزنا ونصرتنا {* لّن تّرًضّى" عّنكّ پًيّهٍودٍ * لا پنَّصّارّى" حّتَّى" تّتَّبٌعّ مٌلَّتّهٍمً..} [البقرة: 120] إنهم يريدون منا أن ننقاد لهم ونتبعهم ونحن نقول لا للتبعية لا للذل والخمول إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، لقد أدرك الغرب أنه متى ما تخلينا عن ديننا استطاعوا أن يتغلبوا علينا وبدون ذلك فلا، ولا يزالون يقاتلون فكريا وعكسريا واقتصاديا بشتى الطرق والوسائل الممكنة لنترك هذا الكنز الذي هو في قلوبنا حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم أنه الحق، {يٍرٌيدٍونّ أّن يٍطًفٌئٍوا نٍورّ پلَّهٌ بٌأّفًوّاهٌهٌمً * يّأًبّى پلَّهٍ إلاَّ أّن يٍتٌمَّ نٍورّهٍ * لّوً كّرٌهّ پًكّافٌرٍونّ (32)} [التوبة: 32] إن الصراع في الماضي والحاضر إنما هو صراع بين الحق والباطل وإن العاقبة والغلبة في الماضي والحاضر للمتقين المتمسكين بتعاليم دينهم.. أترك الاستطراد والتفصيل وأعود من حيث بدأت أعود إلى عنوان هذا المقال «نؤيد تغيير المناهج بقوة» ما هو هذا التغيير إذن؟! يوم كانت أوروبا تغط في سبات عميق في عصور الجهل المظلمة المطبقة المحرقة كان رجال الكنيسة يحاربون العلوم العلمية باعتبارها علوم دنيوية لا تنفع في الآخرة وتلك رهبانية ابتدعوها ومع مرور الأيام زادت الفجوة بين رجال الكنيسة والمتأثرين بهم وبين المخالفين لهم المتمردين على هذه الدعوة وهذه المفاهيم السائدة الخاطئة فكان للمتمردين السبق في مجال الثورة الصناعية التي فتحت عليهم أبواب كل شيء وقد أدرك هؤلاء أن سبب تخلفهم وتأخرهم هو رجال الكنيسة «رجال الدين» ولأجل هذا نشأت العلمانية في بلادهم ثم صدروها لنا حيث جاءت تسبح مع الاستعمار الفكري والاقتصادي والعسكري، كانوا يظنون أن دين النصارى المحرف هو دين محمد بن عبدالله الخالد فكانت عقولهم قاصرة أن تستوعب الحقيقة بأن دين الإسلام ليس عقبة أمام التطور والحضارة الإنسانية. إن دين الإسلام لا يكبت طاقات العقل البشري وغريزة حب الاستطلاع والمعرفة بل يحث على النظر والتفكير في آيات الله الكونية التي تعد رافدا من روافد تقوية الإيمان وتثبيت العقيدة الصحيحة {* فٌي أّنفٍسٌكٍمً أّفّلا تٍبًصٌرٍونّ (21)} [الذاريات: 21] {* فٌي الأّرًضٌ آيّاتِ لٌَلًمٍوقٌنٌينّ (20)} [الذاريات: 20] {قٍلً سٌيرٍوا فٌي الأّرًضٌ فّانظٍرٍوا..} [النمل: 69] {سّنٍرٌيهٌمً آيّاتٌنّا فٌي الآفّاقٌ * فٌي أّنفٍسٌهٌمً حّتَّى" يّتّبّيَّنّ لّهٍمً أّنَّهٍ پًحّقٍَ..} [فصلت: 53] {* كّأّيٌَن مٌَنً آيّةُ فٌي پسَّمّوّاتٌ * الأّرًضٌ يّمٍرٍَونّ عّلّيًهّا * هٍمً عّنًهّا مٍعًرٌضٍونّ (105)} [يوسف: 105] {أّوّ لّمً يّرّوًا إلّى پطَّيًرٌ فّوًقّهٍمً صّافَّاتُ..} [الملك: 19] {* عّلَّمًنّاهٍ صّنًعّةّ لّبٍوسُ لَّكٍمً لٌتٍحًصٌنّكٍم مٌَنً بّأًسٌكٍم..} [الأنبياء: 80] {* أّعٌدٍَوا لّهٍم مَّا \سًتّطّعًتٍم مٌَن قٍوَّةُ * مٌن رٌَبّاطٌ پًخّيًلٌ..} [الأنفال: 60] ديننا دين علم وعمل وجهاد وتضحية وبحث واكتشاف وليس دين رهبانية واتكالية ممقوتة. ولذا فنحن بحاجة إلى الاهتمام بالعلوم العلمية التي أطلب أن يغير اسمها إلى مسمى جديد وهو «آيات الله الكونية» فبدلاً من قولنا تخصص شرعي وتخصص طبيعي نقول آيات الله الشرعية وآيات الله الكونية حيث لوحظ وجود تنافر وسوء فهم بسبب المسميات فتجد طائفة من الشباب الذين يظهر عليهم آثار التمسك والتدين يحاربون العلوم العلمية وباسم الدين {قٍلً هّاتٍوا بٍرًهّانّكٍمً إن كٍنتٍمً صّادٌقٌينّ (111)} [البقرة: 111] وبسبب هذه المسميات تحدث نفرة بين هذه التخصصات والواجب والمطلوب أن يحدث تجاذب وترابط وتعاون.