سعادة المشرف على صفحات الأدب الشعبي في جريدة الجزيرة المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: يسرني في البداية أن أبدي إعجابي مجدداً بما يطرح على صفحات (مدارات شعبية) وكذلك (تراث الجزيرة) من موضوعات جميلة وقصائد رائعة تنم عن وعي وقدرة القائمين عليها وهذا سبب رئيسي لمتابعتنا لما ينشر فيها؛ وتعقيباً على ما نشر في صفحة مدارات شعبية يوم الأحد 12 من ذي الحجة 1422ه بعنوان (القصيدة للحمادي وهذه قصتها!!) وذلك في إجابة الأستاذ مشعل الجبوري على سؤال طامي بن موقد عن القصيدة التي منها هذا البيت: والله ليذكرني إذا جاه ضده لا عودوا عقب اللغا للسلاحي مفيداً أن القصيدة لابن جبر الحمادي اعتماداً على الجزء السادس من كتاب منديل الفهيد «من آدابنا الشعبية» ص 226 فنشكر الأستاذ مشعل على بحثه وتقصيه ولا يلام المرء بعد اجتهاده ولكننا نعقب على هذا الكلام بما يلي: 1 إن هذا البيت ورد في قصيدة فارس من الروسان قوم بن جامع من برقا عتيبة وهو فارس الدويخ ونشرت في الجزء السابع من كتاب منديل الفهيد أيضاً «من آدابنا الشعبية ص 219 (الطبعة الثانية) بهذه الصورة: يا راكب حر زما الكور بده اسبق من اللي رفرفت بالجناحي تلفي ربوع كلبوهم بعده سلم على مدوخ وعندك مناحي قله ترى اخوكم نصا المستجده يم الجبل كان أنكم به شحاحي والله أن يذكرني إلى جاه ضده لا رددوا عقب اللغاء المسلاحي لا من كل وصل بالضيق حده والمر من كبدي تدريق وفاحي ويلاحظ التوافق بين القصيدتين في الأبيات الثلاثة الأخيرة، ومن المعلوم أن الجزء السابع من آدابنا الشعبية صدر بعد الجزء السادس، وكان نشر منديل الفهيد لها رغم التوافق بدون إشارة منه لذلك أو تأكيد نسبتها لأي منها من أسباب التباس القصيدتين أيضاً. 2 إنه مما اتفق عليه رواة قبيلة الروسان من كبار السن أن لفارس الدويخ قصيدة تتوافق في الروي والقافية مع قصيدة ابن جبر الحمادي مما سبب التداخل بين القصيدتين ولا خلاف في نسبة البيتين الأولين لكل منهما ولكن الخلاف فيما بعدهما وهذا أمر كثيراً ما يحدث في العديد من القصائد المتوافقة في الروي والقافية. 3 أما فارس الدويخ فهو رجل شجاع وشاعر له قصة مشهورة أوردها الشيخ ابن بليهد في كتابه (صحيح الأخبار الجزء الثاني ص 111) في حماية الجوار حيث أعاد فرس جاره الشيخ محمد بن حشيفان القحطاني وهي فرس أصيلة معروفة اسمها «الطرقاء» أعادها من قبيلته (عتيبة) بعد موقف أبرز فيه وتمثل بالأبيات التالية: ما روح والطرقا تدور الدواوير والله ما أجنب عن قصيرة عيالي والله ما أجنب عن رسنها ولا أسير إلا أن أحدنا للمقابر يشالي كما نشر هذه القصة والقصيدة إبراهيم اليوسف في الجزء الأول من كتابه «قصة وأبيات ص 142» ونشرها غيره أيضاً وله قصائد أخرى منها القصيدة محور النقاش. وحسب علمي أنه لم يرد خاصة في المصادر المكتوبة لابن جبر الحمادي سوى هذه القصيدة. 4 كتبت هذه القصيدة عن كبار السن منذ سنوات وبعد نشر الموضوع يوم الأحد الماضي رجعت إلى بعض من نقلتها عنهم من كبار السن من الرواة ممن هم على قيد الحياة كما سألت عددا من المهتمين بهذه الأمور فتأكد لي وفي روايات عديدة أن قصيدة فارس الدويخ التي حفظوها وتناقلوها طوال السنوات الماضية كالتالي: يا راكب اللي زاه الكور بده وقريبته مروية من قراحي سلم على الروسان مني بعده وسلم على مدوخ وعندك مناحي وقله تراني ناص المستجدة ومن لا شحنته ما نشد عن مراحي والله أن يذكرني لياجاه ضده لا رددوا عقب اللغا للسلاحي لا من كل وصل العلم حده والمر من كبده تدريق وفاحي وقد تكون للقصيدة بقية ولكننا استبعدنا ما لم يتفق عليه الرواة واكتفينا بهذه الأبيات الخمسة منعا للمغالطات. 5 نكتب هذا التعقيب ونحن نبحث عن الحقيقة ولا ندعي أننا معصومون من الخطأ والباب مفتوح فمن تصح لديه معلومة ويستطيع أن يذكر القصيدتين كاملتين ويفرق بينهما فكلنا صدر رحب لكل رأي جاد. 6 آمل نشر هذا التعقيب في أقرب وقت شاكراً لكم اهتمامكم بتراثنا وإتاحة الفرصة لمناقشة هذه الأمور وتوضيحها. قاسم بن خلف الرويس ** المحرر: نشكر الأخ قاسم على تنويهه ونحن هنا ننشر رده كاملاً بدون أي تحريف به إيماناً منا بحفظ الحق الأدبي للشعراء وكذلك إثباتاً لنسب القصائد وعدم حصول اللبس فيها.