يأتي كتاب زبجينو بريجنسكي رقعة الشطرنج الكبيرة كواحد من أهم الكتب التي صدرت عن العولمة وقد ظهرت طبعته الأولى في نهاية عام 1977، وتكررت بعد ذلك. ويعتبر بريجنسكي من ألمع منظري السياسة الأمريكية منذ الستينيات وقد تخصص في الشؤون السوفيتية منذ بدأ التدريس في جامعة كولومبيا عام 1960 وأصدر كتابه الشهير أزمة الاتحاد السوفيتي . وقد ولد زبجينو بريجنسكي عام 1928 في بولندا ، وهاجر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن سبقته شهرته كأستاذ في الشؤون السوفيتية, وظل يدرس بها العلوم السياسية والجيوبولتيكية الجغرافيا السياسية حتى اختاره الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر مستشاراً للأمن القومي من عام 1977 الى عام 1981، فاتسعت رؤيته للعالم، وأصدر كتاباً بعنوان القوة والمبادئ ، مذكرات مستشار عن فترة عمله مع كارتر . وقد عرف عن بريجنسكي تشدده تجاه الاتحاد السوفيتي ، وقد كان من مهندسي الحرب الباردة بين القطبين واصدر أكثر من كتاب عن هذه الحرب تنبأ فيها جميعاً بقرب انهيار الاتحاد السوفيتي ومنها كتاب خطة اللعب ويدور حول الاطار الذي يجب ان تتحرك فيه أمريكا لهزيمة الاتحاد السوفيتي في الحرب الباردة، ومنها السقوط الكبير ، مولد وموت الاتحاد السوفيتي وغيرها من الكتب التي بنى عليها شهرته كمفكر استراتيجي. ويأتي كتاب رقعة الشطرنج كرؤية تاريخية مستقبلية عن دور أمريكا وأثرها في حياة العالم منذ نشأتها وحتى انفرادها بحكم العالم,, وسوف نستعرض أهم ما جاء في كتاب بريجنسكي في خمسة مقالات متتالية نستكمل بها ما بدأناه في مقالات سابقة عن العولمة ونتبعه بمقالات أخرى بإذن الله حتى نستوفي الحديث عن العولمة من جوانبها المختلفة باعتبارها أهم نظرية سياسية واقتصادية تفسر حركة التاريخ المعاصر بعد سقوط الاتحاد السوفيتي . إن الحديث عن العولمة ودورها المتنامي في السياسة الدولية أصبح ضرورة قومية حتى لا نعيش بعيداً عن حركة التاريخ وحتى نفهم ماذا يحدث في العالم، وكيف نشترك فيه، ونستفيد منه؟ وأرجو ان تتاح الفرصة لاصدار هذه المقالات في كتاب يكون في متناول القارئ الذي يهمه ان يفهم ماذا يدور حولنا، وحتى لا تكون كما كنا في الماضي خارج تيار الأحداث العالمية نتأثر بها ولا نؤثر فيها,, والله المستعان.