ربما تتعجب من موافقة الظروف بيني وبينك، فأردت ان أوصل لك بضع كلمات ربما تحتاجها كما احتجتها من قبلك، فقد مررت بالإحساس الذي تحسه الآن إحساس الألم والحزن وربما اليأس.. فكل إنسان مهما بلغت قوته يحتاج في مثل هذه الظروف لصوت يعطيه الأمل في الحياة، فالدنيا تسير ونحن نسير معها شئنا ام أبينا، والإنسان الذي يريد ان يعيش يجب ان يتكيف مع الحياة حتى تتكيف هي معه. فما أصعب الظلم إذا أتى من أقرب الناس إليك تحس به يهزك بكل جوانحك ويحطم فيك كل شيء جميل ويفقدك طعم الحياة وحلاوتها، ويجعلك لاتعترف بالمعاني الصادقة التي كنت تؤمن بها يوما ما (الحب العطاء الود العشرة حتى الروح الصادقة وغيرها كثير فتعيش مصدوماً في إنسان أعطيته كل ماتملك، وربما تفوق من صدمة كنت تعيشها. فالإنسان معرض لهزات نفسية قد تأتي في أوقات مفاجئة نكون غير مهيأين لمواجهتها، ومعرض أيضا للنصيب الذي يمكن ان يقلب حياته رأساً على عقب. ثم تعيش ويعيش فيك شعور غريب، هذا الشعور قد يكون بقايا ود في قلب ذبل، وحنين لذكريات الماضي مازلت تتنفسها. {فالحر من راعى وداد لحظة}. تمر على الإنسان آلام كثيرة ولكن الزمن كفيل بأن ينسي الإنسان كل ألم وكل حزن وإن طال الوقت. الحياة تحتاج إلى صبر وتحتاج إلى جهاد نفس حتى الوصول إلى الحب يحتاج إلى صبر. ربما تنهار كثيراً وربما تبكي كثيراً ولكن ربما تقف عن البكاء عندما تقرأ ماقرأت يوماً في عمود الكاتبة العزيزة (فوزية الجارالله تقول: {ليس ثمة إنسان يستحق ذرف الدموع من أجله.. والذي يستحق لن يدفعك أبدا للبكاء} فما رأيك؟ عندها بدأت أفكر، كم يعيش الإنسان 60 70 80 أكثر أقل.. قسها بالأيام الجميلة التي تعيشها ستجدها قليلة فلماذا نحزن ولماذا نغتم؟ فالحياة فقاعة فصورها قبل ان تنفجر (حكمة).. قرأت مرة: الحياة خطى سريعة.. والدنيا طريق طويل.. نلهث ونركض ونحن ننظر إلى الوراء نود ان ننسى الأمس نحاول الهرب منه هذا الأمس قد يكون صديق غدر أو حبيب هجر أو بعض الذكرى الجارحة..... فهل تستطيع؟ وأقول أنا نعم تستطيع إذا وجدت من يحبك بصدق ومن يصادقك بحب.. وتستطيع ان وجدت شخصاً يمسح آلامك وذكراك الجارحة.. أعلن مواجعك، وتقبل الواقع المرهون بإيمان تام. بكل الآهات الجريحة.. وأضواء الحزن الذي يسكن في حنايا الصدر، أدعوك إلى لحظة صفاء مع نفسك، ربما تصل فيها إلى بر الأمان لقلبك المجروح. أتمنى لهذه الكلمات أن تخفف شيئاً ما في قلبك المكلوم، وفي قلب كل إنسان أحسَّ في يوم الغدر والظلم ممن أحبهم يوماً ما ولم يصونوا هذا الحب.. نوال أحمد (أم فيصل) - الرياض