جميل جداً أن يقوم عدد من وجهاء وأعيان بعض مدن مملكتنا الحبيبة بالتبرع بإنشاء مبنى ووضعه مركزاً ثقافياً يحمل اسماً لمربٍ فاضل أو لرجل له الفضل بعد الله في تعليمهم أثناء صباهم وله دور في الحركة التعليمية في مدينتهم على مدى عشرات السنين. ولعل أقرب مثل لذلك مبنى مركز إبراهيم بن عثمان القديري الثقافي في بلدة العطار بسدير حيث أن الشيخ إبراهيم القديري رحمه الله يعتبر من المربين الأوائل الذين خدموا التعليم في منطقة سدير عندما كان معلماً قبل وبعد بداية التعليم النظامي في المملكة، وأماماً وخطيباً لجامع بلدته العطار بسدير ومديراً عشرات السنين للمدرسة الابتدائية بالعطار وكاتباً عدلاً عند أهالي بلدته وما جاورها ومأذوناً معتمداً لعقود الأنكحة. وتقديراً لمكانته ودوره قام عدد من رجال الأعمال والمسؤولين الذين تلقوا العلم والمعرفة على يده بتبني فكرة إقامة مركز ثقافي يضم (مسرحاً ومكتبة ومكتبة طفل) باسم مربيهم الفاضل الشيخ إبراهيم القديري، وكان صاحب تلك الفكرة الحسنة والمبادرة الطيبة الشيخ عبدالرحمن العثمان مدير تعليم البنات بمنطقة مكةالمكرمة سابقاً وعضو مجلس الشورى الحالي، وساهم الجميع في ذلك أيام تكريم المربي عند احالته على التقاعد بعد خدمة في التعليم تجاوزت أربعة عقود في خدمة الدين ثم المليك والوطن. وها هو المركز يفتح أبوابه بعد تأسيسه عام 1415ه وبعد أن أصبح تحت مظلة وزارة المعارف منذ عام 1421ه تابعاً لتعليم محافظة المجمعة منذ شهر صفر عام 1422ه. وفي هذا الصدد واحقاقاً للحق واعطاء أهل الحق حقهم فإنني وعبر صفحة (عزيزتي الجزيرة) التي تربط القراء والمسؤولين أناشد اخوتي الأفاضل من رجال الأعمال والميسورين الذين انجبتهم مدينة حوطة سدير تلك المدينة الجميلة الكبيرة أناشدهم بإنشاء مركز ثقافي متكامل يحمل اسم رجل ساهم بعد فضل الله وتوفيقه في تعليم شريحة كبيرة من أبناء الحوطة منذ بداية الأربعينات الهجرية أي قبل ما يقارب الثمانين عاماً ومن طلابه رجال أعمال وأهل علم ومسؤولون في الدولة وقد أوكل إليه تعليم أبناء أهالي الحوطة من قبل الشيخ العنقري رحمهما الله عام 1345ه أنه الشيخ صالح بن نصر الله رحمه الله الذي يمتد من أسرة النصر الله من قبيلة سبيع والتي عرفت بالعلم منذ مئات السنين وأبناؤه رحمهم الله أهل علم وتقى وهم الشيخ إبراهيم معلم في المدرسة السعودية وأمين المكتبة العامة بحوطة سدير المتأسسة عام 1377ه وإمام وخطيب جامع الديرة بحوطة سدير رحمه الله والشيخ عبدالكريم النصر الله مدير المدرسة السعودية وأمام مسجد عتبة بن غزوان (الأوسط) رحمه الله وعبدالرحمن إمام لأحد المساجد في مكةالمكرمة. وفي إنشاء هذا المركز الثقافي تقدير لعلم من أعلام أفاضل انجبتهم الحوطة وهو العلامة الشيخ أحمد المنقور رحمه الله من أسرة المنقور من بني تميم والعلامة المنقور صاحب المجموع في التوحيد المعروف وابنه ابراهيم المنقور تولى القضاء في حوطة سدير رحمه الله قبل مئات السنين. أرجو من رجال الأعمال أبناء الحوطة والذين تعلموا بعون الله على يد الشيخ صالح النصر الله ، والذين يقدّرون ذلك الجهد العلمي للعلامة الجليل أحمد المنقور المسارعة في إقامة ذلك المركز وهو لا شك سيكون مصدر إشعاع ثقافي خاصة وأن الحوطة قد أصبحت ولله الحمد مدينة كبيرة ساعية في النمو السكاني والعمراني وتعتبر ثاني أكبر مدينة في سدير في التعداد السكاني والتوسع العمراني وتعدد الدوائر الحكومية والمدارس التي تخدم العديد من مدن سدير إضافة إلى أنها مركز تجاري كبير على مستوى المنطقة. وفي إيجاد ذلك المركز اضافة إلى أنه تقدير لعالمين وشيخين فاضلين فإنه سيكون ذا خدمات متنوعة منها: 1. يستفاد منه كملتقى لمدارس حوطة سدير وما جاورها من مدن سدير عبر إقامة مسرح في ذلك المركز وسيكون رافداً آخر للباحثين والقراء مع المكتبة العامة الموجودة منذ عام 1377ه. 2 إقامة جناح خاص بالوثائق والمخطوطات التي تخص حوطة سدير وعلمائها بصفة خاصة وسدير بصفة عامة. 3 إقامة المناسبات والأمسيات الثقافية التي ربما تفتقدها الحوطة والعديد من جاراتها وشقيقاتها مدن سدير لعدم وجود المكان المناسب.. أمل أرجو تحقيقه من أهالي حوطة مدير. ناصر بن إبراهيم العريج - حوطة سدير