سبق ان ذكرت في مقال سابق أهمية الحفاظ على نظافة البيئة وضرورة السعي لحمايتها من مخاطر التلوث البيئي باعتبار ذلك مسؤولية وطنية. ونوهت إلى تجربة المملكة الفريدة في هذا المجال. وهنا أريد أن أؤكد على أهمية تفعيل دور مؤسساتنا الوطنية للقيام بهذا الواجب وتنفيذ هذه المسؤولية الإنسانية. ومن هذه المؤسسات الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة، وكذلك الجمعية السعودية لعلوم الحياة والتي تهدف إلى تنمية الفكر العلمي في مجال التخصص البيئي وتحقيق التواصل بين المختصين والباحثين في علوم الحياة والبيئة أيضاً، بالإضافة إلى الشركات والمصانع، كالهيئة الملكية للجبيل وينبع والتي بدأت مشكورة في تطبيق لائحة المعايير البيئية على المصانع في مدينة الجبيل الصناعية لتأمين أسس أكثر كفاءة للمراجعة والحماية البيئية. وبموجب ذلك على جميع المصانع الحصول على رخصة بيئية مدتها خمس سنوات بعد استيفاء المواصفات البيئية الخاصة بذلك وفق المعايير المحلية والدولية. ولم يكن ذلك غريباً عن الهيئة، فهي سباقة في هذا المجال ونالت لقاء ذلك جوائز دولية عديدة كجائزة ساساكو الدولية لحماية البيئة من منظمة هيئة الأممالمتحدة عام 1408ه وجائزة المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية أيضا في نفس العام وجائزة منظمة المدن العربية للسلامة البيئية في عام 1415ه كما ان لشركة أرامكو سجلا حافلا وغنيا في الحفاظ على نظافة وسلامة البيئة ويذكر ان الشركة قد استطاعت تخفيض النفايات بنسبة (40%) من خلال برنامجها الأول للحد من النفايات والتخلص منها بطرق سليمة كما أنشأت عشر محطات لرصد وتحليل نوعية الهواء للتأكد من مطابقتها لمتطلبات مصلحة الأرصاد وحماية البيئة. والجدير بالذكر ان شركة أرامكو كانت قد أصدرت في عام 1963م. أول خطة بيئية بهدف مراجعة أي تلوث محتمل للهواء والمياه الجوفية والبيئة البحرية والأرض أيضاً. كما كانت أول جهة تقوم بمراجعة جودة وسلامة الهواء. ويقوم علماؤها اليوم بجمع البيانات الأساسية بانتظام عن ظروف البيئة المحلية المتعلقة بأعمال الشركة. ولايخفى على الجميع الدور الفعال الذي تقوم به شركة الصافي دانون ممثلة في «نادي الصافي لأصدقاء البيئة» فيما يخدم التوعية بأهمية نظافة البيئة. وذلك عن طريق الحملات التي يقيمها النادي في شتى مناطق المملكة والنشاطات التوعوية الأخرى التي ترقى بمفهوم الوعي البيئي بأهمية نظافة البيئة لدى شتى فئات المجتمع، وحصل النادي من خلال هذه النشاطات على جائزة مجلس التعاون الخليجي للتوعية البيئية لعامي 2000 و2001م الأمر الذي دعم النادي وزاد من مسؤوليته لتأدية هذه الرسالة النبيلة بكل معانيها القيمة. كما ان الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها قامتا بدراسة استراتيجية للسياحة البيئية لعرضها في مارس العام القادم على تجمع للمهتمين بشؤون السياحة البيئية. وقبل ذلك ستعقد ندوة في شهر شعبان القادم للبحث في التعليم والإرشاد البيئي واقتصاديات السياحة البيئية. كما قامت وزارة الشؤون البلدية والقروية بدراسات لإنشاء مراكز للفحص الطبي وتأهيل العمالة المرتبطة بصحة البيئة في (13) مدينة. فالحفاظ على البيئة ضمان للموارد الطبيعية وطريق نحو تنميتها وبالتالي تشكل البيئة النظيفة قاعدة للتنمية الوطنية لارتباطها بالإنسان والاقتصاد وحياة النبات والبحار واليابسة.