قبل ايام قليلة انهى جميع الطلبة والطالبات اختبارات منتصف الفصل الدراسي الاول وبعد فترة قصيرة جداً بدأ الفصل الدراسي الثاني، وعلى الرغم من ان النتائج مطمئنة الى حد ما لكن بقيت مشكلتنا الدائمة مع الوقت والتوقيت في الاختبارات والاجازات، وهذا العام كما يعرف الجميع استمرت الدراسة عشرين يوماً من رمضان لم يستفد الطلبة منها إلا بما هو اقل مما أُعد لهم، فكثر غياب الطالبات، وبعد التأكيد عليهن وانذار الكثير منهن وعمل كل الاجراءات من مخاطبة اولياء الامور وغير ذلك حضرت الطالبات ولكن دون حضور اذهانهن. ومن ناحية اخرى كان الارهاق قد ترك أثره والاعياء قد اتضح فأصبح الحضور وعدمه سيان اما المعلمة والتي هي محور العملية التعليمية والتي هي الحياة التي تقوم عليها المدرسة وهي محور الارتكاز وعليها ومنها كل الجهد فكان حالها في رمضان يرثى له فهي ام وزوجة وربة منزل لها متطلبات واحتياجات ووقفت امام واجبها التربوي وواجبها الاسري وبدلا من ان تفي بكل التزاماتها اصبحت مقصرة في كلا الاتجاهين. وتعظم المصيبة ويصعب الامر حينما نرى حال المعلمات اللاتي تقع مدارسهن بعيدة عن مقر سكنهن، فتكون المعاناة كبيرة، والامور معقدة، فتخرج الواحدة منهن في الصباح الباكر رغم تأخر وقت الدوام ثم تجبر بأن لا تخرج حتى نهاية الدوام، ولك عزيزي القارىء ان تتصور متى تصل هذه المعلمة فقد يكون الوصول بعد أذان المغرب فأي ربة منزل هذه؟! اننا لا نمانع من الدراسة الرمضانية ولكن وفق مخطط معين يراعي خصوصية المرأة والمصلحة العامة للطلبة كما ان النقطة الثانية والتي كان لها تأثير سلبي هي الاجازة الطويلة قبل الاختبارات وانني اشك ان الطلبة قد استفادوا منها وخصوصا الصفوف العليا في المرحلة الابتدائية باستثناء الاسبوع الاول من الدراسة قبيل الاختبارات والذي نستطيع ان نقول عنه بان الطالبات قد حاولن فيه مسابقة الوقت مع معلماتهن لاستذكار ما يمكن استرجاعه من معلومات كادت الاجازة السعيدة والاحتفالات ان تنسيهن اياها. وبعد هذا الشحن النفسي الكبير والضغوط المؤلمة من كل الاتجاهات وبعد ان انتهت فترة الاختبارات بكل ما فيها من جهد ذهني ونفسي كبير كانت الاجازة التي لم تتعد يومين بالاضافة الى الاجازة الرسمية.. اذاً هي اربعة ايام فقط! فكيف سيعود هؤلاء الطلبة والطالبات؟ هل سيعودون كما هم في العادة عند بداية كل فصل دراسي فرحين مستبشرين متفائلين بفصلهم الدراسي الجديد وقد اعتلى محياهم الحماس والجد وهم ما زالوا يتنفسون الصعداء من اجتياز الفصل الاول وكذلك كيف حال المعلمين والمعلمات وهم بحاجة ماسة لاستعادة نشاطهم الذهني حتى يواصلوا مسيرة العطاء؟ لقد كان الوضع الصحيح ان تكون الاجازة كما هي العادة بين الفصلين الدراسيين ولمدة اسبوعين او حتى اسبوع فقط. فلابد من اعادة النظر في مواعيدنا الدراسية من قبل مسؤولينا الافاضل والذين لا يخفى عليهم مدى الحاجة الماسة لدراسة هذا الوضع فهم لا يألون جهداً في توفير كل ما فيه الصالح العام للعملية التعليمية والرقي دائما بها نحو الافضل والأصلح. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..