ذكرت مصادر رسمية أردنية أن الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، سيتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية نهاية الشهر الجاري، في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، للقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش، وكبار المسؤولين في الادارة الأمريكية. وقالت المصادر: إن مباحثات العاهل الأردني مع المسؤولين الأمريكيين، ستتركز على محورين رئيسيين، الأول يتصل بالعلاقات الثنائية الأردنيةالأمريكية، والثاني بآخر التطورات المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، وحالة التصعيد العسكري التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمخاطر التي تتهدد عملية السلام. ووصفت المصادر ذاتها الزيارة بأنها على درجة بالغة من الأهمية، نظراً للتطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة الشرق أوسطية في ضوء تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وباعتبارها، أي الزيارة تأتي قبل شهر واحد من انعقاد القمة العربية المنتظرة في بيروت، حيث يرأس الملك عبد الله الثاني القمة العربية حالياً. وكانت العاصمة الأردنية، شهدت خلال اليومين الماضيين تحركات سياسية مهمة، تمثلت في لقاء العاهل الأردني مع أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الذي اطلعه على الجهود الحالية للتحضير للقمة العربية، ومساعي الأمين العام للجامعة للتقريب بين العراق والكويت، ونتائج مباحثاته في كل من بغداد والكويت، كما التقى الملك عبد الله الثاني المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأممالمتحدة (جون ينغرو بونتي» الذي يقوم بجولة في المنطقة، وتباحث معه وفقاً لمصادر رسمية أردنية، حول دور الأممالمتحدة وجهودها على صعيد حفظ السلام العالمي. وتسلم العاهل الأردني أمس الخميس رسالة من الرئيس اللبناني أميل لحود تتضمن دعوته لحضور القمة العربية، نقلها وزير شؤون المهجرين اللبناني مروان حماده، الذي وصل إلى عمان الليلة قبل الماضية (ليل الأربعاء)، ويتسلم العاهل الأردني كذلك رسالة من الرئيس الباكستاني برويز مشرف نقلها مبعوثان باكستانيان، تتعلق بالأوضاع السائدة حالياً بين الهند وباكستان، حيث يتمحور الموقف الأردني من هذه القضية، حول ضرورة حل الخلاف الناشب بين الدولتين الجارتين، بالطرق السلمية. على صعيد آخر وفي حديث صحفي لم تنقصه الصراحة، شدد رئيس البرلمان الأردني السابق، على خطورة الأوضاع التي تمر بها المنطقة وتفاقم الظروف الدولية وانعكاساتها على دول المنطقة، ودعا مجدداً إلى انضمام الأردن إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربي. وقال عبد الهادي المجالي الذي يرأس ثاني أكبر حزب في الأردن (الحزب الوطني الدستوري) في تصريحات صحفية نشرت في عمان، ان لدى دول الخليج العربي ما تقدمه للأردن، ولدى الأردن ما يقدمه لها، وأنحى باللائمة على من انتقدوا طرحه هذا، والذي كان قد أعلنه بداية في محاضرة سياسية له بعمان العام الماضي. وطالب المجالي بإعادة ما وصف بتعريب القضية الفلسطينية، بحيث يكون حلها مسؤولية جماعية عربية، وتطرق إلى جدية التهديدات الأمريكية للعراق، ودعا العراق ضمنياً الى المناورة السياسية وتغليب منطق التهدئة، لتجنب ضربة أمريكية ستزيد من معاناة الشعب العراقي الذي يعيش حالة حرب منذ العام 1980م، حسبما قال المجالي. الى ذلك ترى اوساط سياسية اردنية عديدة ان القمة العربية القادمة، ستعقد وسط ظروف بالغة الدقة، في وقت تتزايد فيه الانتقادات العلنية الفلسطينية الرسمية والشعبية لما تصفه بالصمت العربي إزاء الحصار المستمر الذي تفرضه اسرائيل على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ولم يعرف بعد ما إذا كان عرفات سيتمكن من حضور القمة أم لا. وقد تسلم وزير الثقافة والإعلام اللبناني ياسر عبد ربه في مقر السفارة الفلسطينية بعمان أمس الخميس دعوة من الرئيس اللبناني الى الرئيس عرفات لحضور القمة.