عندما يقدم محلل تحكيمي رأيين فنيين متناقضين لحالتين طبق الأصل، فثق تماماً أن هذا المحلل يعطي من كيسه وليس من كتاب قوانين كرة القدم، وعندما ينفعل المحلل وهو يقيم الحالة، ويحتد برأيه عندما يخالفه أحد، فثق تماماً أنه يحلل بعاطفته، وأنه يريد فقط أن ينتصر لرأيه في تلك اللحظة، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، وعندما يخطئ المحلل في الحكم على حالة معينة، رغم أنها شاهدها عدة مرات ومن جميع الزوايا وأثناء الإعداد والبث، ويتفق الجميع بما فيهم زملاء مهنته أنه مخطئ، فهنا تتساءل كيف كان هذا المحلل حكماً في يوم ما، وماذا كان يفعل بالقانون والأندية المتنافسة وهو يقرر في جزء من الثانية، وكيف كان يتعامل مع اللاعبين ونقاشاتهم وانفعالاتهم، وهو الذي يعجز عن ضبط أعصابه أمام رأي مخالف، أو رأي يطالب بمزيد إيضاح. لقد جاء التحليل التحكيمي في بداياته من أجل إيضاح بعض الحالات التي طال عليها الجدل وامتد بها بساط الخلاف، لكنه في الحقيقة لم يقدم إضافة ولم يساعد في زيادة ثقافة منذ تبرير هدف النية الشهير إلا في حال محدودة ومن قبل محللين محدودين أيضاً، والمتابع اليوم يجد كم التناقضات، والعجز التام عن تقديم تبرير مقنع، أو رأي حاسم، ويكفي هنا أن تتحدث عن لمس الكرة داخل منطقة ال18 ومتى تكون ضربة جزاء ومتى يتم اعتبارها لعبة عادية، فقد احتار المتابع مع آراء المحللين وعجزهم عن الاتفاق على اليد الممدودة واليد التي تعتبر جزءا من الجسم والكرة القادمة من المنافس والأخرى القادمة من الزميل، ومتى يكون احتضان الكرة بين يدي المدافع خطأ ومتى يكون لعبة عادية، ومتى يكون المهاجم ممثلاً ومتى يكون غير ذلك، والغريب هنا أن الاختلاف يحدث أحياناً بين حكم المباراة ومساعده لتقنية الVAR وهنا تكمن الخطورة، فإن كان رأي المحلل لا يضر بالمنافسة بقدر دوره في نشر التعصب والمزيد من الخلاف، فإن قرار الحكم له تأثيره على المنافسة وحقوق الأندية المتنافسة، ومن المؤكد أن اختلاف المحللين لن يكون لقصور في القانون والقدرة على تفسيره، بل في قراءة المحلل له وطريقته في فهمه. جاءت برامج التحليل لتزيل الخلاف وتثقف الجمهور في القانون وتذيب التعصب، لكن بعضها في الحقيقة زاد من رقعة الخلاف وزيادة مستوى الأمية ورفع التعصب إلى أعلى درجاته، لذا فقد اعتزل الكثيرون مشاهدة مثل هذه الفقرات وإن شاهدوها لم يؤمنوا بما فيها ولم يأخذوها مأخذ الجد، كيف تأخذ برأي شخص له كل في كل ساعة رأي؟ * * * - الهلال يعاني كثيراً وزيادة على الإصابات التي تلاحق لاعبي الفريق، هناك هبوط واضح في مستوى البعض، وعجز تام من مدرب الفريق عن اتخاذ تدابير مناسبة لإصلاح الحال. - رازفان حقق نجاحات واسعة مع الهلال، والهلال أضاف له ولتاريخه الكثير أيضاً، لكن هذا لا يعني أنه محصن من النقد، أو ممنوع من المناقشة أو المساءلة. - ينتقدون التحكيم... ويقيلون المدرب ويسعون لاستبدال عدد من اللاعبين!! - الانبراش.. التكتيك رقم (1) لمواجهة نجوم الفريق الآخر... هذه ثقافة فريقهم على مر الزمان وتغير الأجيال. - لم يكف اختلاف آراء محللي الحكام، حيث اتجه بعض المعلقين للفتيا في الحالات التحكيمية أيضاً وبطريقة مكشوفة.