تلقيت منذ أيام خبراً حزيناً ومؤلماً برسالة عن طريق الجوال بوفاة زميلي ورفيق دربي الإعلامي (حسين بن محمد الصيخان) بعد معاناته مع المرض والذي لازمه في السنوات الأخيرة، وهو أحد منسوبي مكتب جريدة الجزيرة في محافظة الرس لأكثر من ثلاثين عاماً متواصلة مليئة بالنشاط والحيوية وعضو هيئة الصحفيين السعوديين ويعتبر من أبرز المحررين المؤثّرين خلال مسيرته الإعلامية والتي بذل فيها جهوداً لخدمة جريدة الجزيرة ونقل أخبار المحافظة ومساهمته في عدد من المواضيع والتحقيقات. وأكثر ما يتميز به الفقيد حرصه في نقل أخبار الجهات الأمنية والتي تخصص فيها و تغطيته كثيراً من المناسبات في عدد من الفعاليات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية داخل المحافظة وخارجها. وكان -رحمه الله- قد عمل بالمكتب وكأنه متفرّغ رغم أنه متعاون لإخلاصه وحبه وعشقه لهذه المهنة، وقد تلقى العديد من الفرص في العمل في الدوائر الحكومية بوظيفة رسمية في مجال العلاقات العامة والإعلام إلا أنه لم يتقبل هذه المهن ومع ذلك واصل عمله بالمكتب بكل اطمئنان وأريحية حتى داهمه المرض مما أكسبه علاقات جيدة وقوية مع الزملاء ومسؤولي الدوائر الحكومية واللجان العاملة والأهالي بالمحافظة، كما حظي بمحبة الوسط الإعلامي بمنطقة القصيم عامة والرس خاصة ومحبة منسوبي مؤسسة الجزيرة الصحفية بالرياض. وخلال عمله بالمكتب نال الفقيد العديد من الشهادات التقديرية والدروع التذكارية والهدايا نظير ما تميز به من نشاط وإخلاص في عمله. كان أبو محمد صاحب ابتسامة لا تفارق محيَّاه، ولا تمل مجلسه والحديث معه، كما كان يتصف بأخلاق وعلاقات جيدة مع كل محبيه، وكان لديه خصلة مميزة؛ وهي محبته للخير والأعمال الإنسانية والتواصل والألفة مع الجميع. أسال الله العلي العظيم أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يجعل ما أصابه من المرض أجراً وثواباً وتكفيراً من الذنوب والخطايا، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** **