* غزة عماد الدريملي شهدي الكاشف د ب أ أ ش أ : شبح التصعيد إلى حافة الهاوية يسيطر على الوضع في الأراضي الفلسطينية بسبب عدم انصياع حكومة ارئيل شارون اليمينية المتطرفة لقرارات الشرعية الدولية والجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام، وإصرارها على العدوان غير المبرر على الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته فيما تتصاعد الحملة الشعبية في إسرائيل ضد شارون بصورة متسارعة حيث ترى قوى يسارية تعمل من أجل السلام أن حكومة شارون تشكل خطرا على الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وحذر الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية رئيس الهيئة الإسلامية العليا من السماح لليهود بدخول ساحات الأقصى وقال إن الإقدام على هذه الخطوة سيؤدي إلى تصعيد خطير، وان مجرد الحديث عن هذا يعتبر استفزازا، وحمَّل إسرائيل مسؤولية أية خطوة من شأنها المساس بالحرم القدسي الشريف أو فرض أي إملاءات وأكد على قرار الهيئة الإسلامية القاضي بإغلاق بوابات الحرم القدسي الشريف أمام الزائرين من غير المسلمين وأن العمل بالقرار سيستمر حتى إشعار آخر، وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية كشفت عن أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي شين بيت سيوصي قريبا وزير الأمن الداخلي عوزي لانداو بالسماح لليهود المتطرفين بدخول ساحات الحرم القدسي الشريف خلال الأيام القريبة القادمة، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية قبل عام ونصف العام، يذكر أن الحرم القدسي الشريف أغلق أمام اليهود عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون رئيس المعارضة آنذاك في الثامن والعشرين من سبتمبر من عام 2000 والتي تسببت في اندلاع انتفاضة الأقصى المستمرة منذ قرابة 15 شهرا، ومن جهته نبه وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون سيمضي قدما في جرائم حربه وعبثيته ما لم يكن هناك تدخل دولي يرتقي إلى المستوى المطلوب لوقفه عند حده قبل فوات الأوان، وقال صائب عريقات إن الأسوأ لم يأت بعد خاصة في ظل مخططات شارون لتدمير السلطة الفلسطينية بشكل تام لافتا إلى أن كل الاتجاهات تشير إلى إعادة احتلال مناطق السلطة في الضفة الغربية، وأعرب عريقات عن أمله في أن تصل الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة إلى مستوى الأحداث والوقوف معا لمنع شارون من المضي قدما في تنفيذ مخططاته التدميرية، وشدد على صمود السلطة الفلسطينية مؤكدا أن الرئيس ياسر عرفات لن يغادر أرض فلسطين ولن يستقيل وسيستمر في نضاله من أجل الوصول إلى حرية واستقلال الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولفت عريقات إلى أن كل ما يثار عن استقالة السلطة يأتي في إطار حملات التضليل والتشويه الإسرائيلية التي تستهدف الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الرئيس عرفات بعث مساء أمس رسالة خطية إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش شرح فيها كل الأوضاع وطلب منه تحمل مسؤوليته تجاه حملة الدمار والعنف والفوضى وإراقة الدماء ومخاطر دفع المنطقة ككل وشعوبها إلى دوامات الظلام والفوضى نتيجة سياسات شارون، وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني في تعقيب على هذه المزاعم الإسرائيلية ان ما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن استقالة عرفات يندرج تحت الحرب الشارونية ضد السلطة والشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الحرب النفسية التي تمارسها وسائل الإعلام الإسرائيلية لن تهز الشعب الفلسطيني، واستطرد عليهم أن يعلموا أن الشعب الفلسطيني لديه قيادة منتخبة من قبل الشعب وأن ما يتم ترويجه هو محض كذب وافتراء مؤكدا أن الأمن والسلام لن يتحقق في المنطقة إلا بالاعتراف بالسلطة الفلسطينية، وحمل أبو ردينة إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة موضحا أنها تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالإملاءات الإسرائيلية، وقال نبيل أبو ردينة لا أحد في العالم يستطيع القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية مؤكدا أن خيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة ومتعددة وأن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا اذا استمرت في عدوانها على الشعب الفلسطيني، واستطرد أبو ردينة في تصريحات للصحفيين يوم أمس الأول أن السلطة الوطنية جزء من منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لا تستطيع إسرائيل أو أي من كان في العالم القضاء عليها فهي منظمة ضاربة الجذور في الشعب الفلسطيني، ولفت إلى أن المشكلة تتلخص في أن الحكومة الإسرائيلية تعيش في أوهام يومية وتحاول أن تنقل هواها وهلوستها إلى الشعب الفلسطيني لكن الشعب الفلسطيني لن تهزه هذه الحرب النفسية أو العسكرية، ولم تحل الأمطار التي هطلت على المدن الفلسطينية دون احتشاد آلاف المواطنين أمام مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة تلبية لنداء القوى الوطنية والإسلامية التي دعت للمشاركة في مسيرات تأييد ومبايعة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورفع المشاركون في المسيرة صوراً لعرفات والأعلام الفلسطينية ولافتات كتب على إحداها عرفات الرقم الصعب وتزامنت المسيرة مع تقارير نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مصادر فلسطينية بأن عرفات قرر الاستقالة من منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية نتيجة تأزم الوضع السياسي غير أن مسؤولين فلسطينيين نفوا هذه التقارير واعتبروها أوهاماً تحاول إسرائيل بثها للشعب الفلسطيني في إطار حربها النفسية والعسكرية، وقال مشاركون في المسيرة إننا سندافع عن عرفات رمز النضال الفلسطيني بدمائنا وأطفالنا، وأطلق المئات من قوات الأمن الوطني الفلسطيني الذين شاركوا في المسيرة النار في الهواء عندما كان الخطباء والمتحدثون عبر مكبرات الصوت يذكرون اسم أبو عمار وهو الاسم الذي يكنى به عرفات، وجابت المسيرات مدينة غزة متوجهة إلى مقر المنسق العام للأمم المتحدة وسط صيحات غضب عارمة، وطالب المتظاهرون الأممالمتحدة بالتدخل الفوري والسريع لرفع الحصار عن القائد الرمز ياسر عرفات وعن الشعب الفلسطيني، وشارك في المسيرة شخصيات عديدة رسمية وشعبية وممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية ورفعت خلال المسيرات اللافتات التي تدعو المجتمع الدولي للتدخل الفوري لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعوة الشعوب العربية والإسلامية للوقوف مع الشعب الفلسطيني المحاصر، وقال زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في كلمة له خلال التظاهرة إن الشعب الفلسطيني كله خلف قائده ورمز نضاله الوطني الرئيس أبو عمار، وتابع: نقول للرئيس «أبو عمار» بصوت واحد لست وحدك فشعبك وكل شعبك خلفك يعاضدك ويدعمك، وأضاف هذا العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقيادته عدوان على كل المبادئ والقيم وأكد أن كافة محاولات الحكومة الإسرائيلية ورئيسها ارئيل شارون للنيل من أبو عمار والسلطة الفلسطينية لن تنال من عزيمة قائدنا ولن تنال من عزيمة شعبنا الفلسطيني وإصراره على مواصلة النضال والانتفاضة حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وارتدى عشرات من الأطفال قمصاناً تحمل صورة عرفات وهو يلوِّح بشارة النصر وكتب عليها لن يكتمل حلمي إلا بك يا قدس، وقال أحد المتظاهرين إن شعبنا الفلسطيني بكل فصائله يرفض حصار الرئيس عرفات ويطالبون بفكه فورا، واستهجن المتظاهرون خلال هتافاتهم ما أسموه بالصمت والخذلان العربي إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وقال مسؤول فلسطيني فضَّل عدم ذكر اسمه إننا لم نر يوما ولن نرى مثل هذا الصمت المعيب من الزعماء والملوك العرب تجاه الرئيس عرفات، وهدد محمد زهدي النشاشيبي وزير المالية الفلسطيني أنه إذا استمر حصار عرفات فإن الجماهير الفلسطينية ستتقدم لتحدي الحصار وفكه بكل الوسائل، وتوجه النشاشيبي بنداء إلى الجماهير العربية بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندته، وقال أحد ممثلي المعارضة الفلسطينية في المسيرة ان هناك إجماعا ضمنيا على الالتفاف حول الأخ ياسر عرفات، وفي رام الله اشتبك متظاهرون فلسطينيون مع الجيش الإسرائيلي الذي يحاصر مقر عرفات، ورشق المتظاهرون الدبابات والآليات العسكرية بالحجارة والزجاجات الفارغة، وكانت القوات الإسرائيلية قد أعادت احتلال الجزء الشمالي لمدينة رام الله والبيرة بالكامل بعد أن قام فلسطيني من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بقتل ستة إسرائيليين في مدينة الخضيرة الأسبوع الماضي، ويأتي هذا التطور في الوقت الذي وقعت فيه معارك بالرشاشات الثقيلة والخفيفة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي بالقرب من منطقة الطيرة في رام الله، وقالت تقارير فلسطينية إن ثمانية فلسطينيين على الأقل أصيبوا بجراح في هذه الاشتباكات، وعلى الصعيد الإسرائيلي اعتبر المحلل السياسي روني شكيد تفجير مبنى هيئة الراديو والتليفزيون الفلسطيني وقصف مراكز السلطة الفلسطينية بطائرات اف 16 الحربية وسياسة هدم البيوت، والعمليات الانتقامية لا يساهم في القضاء على ما وصفه بالإرهاب بل يزيد من حالة الكراهية، وفند شكيد في تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت ادعاءات الجيش الإسرائيلي التي قالت ان هدف عمليات الإهانة للفلسطينيين هي إظهار مدى الخسارة التي سيلقاها الرئيس عرفات وكيف ستنهار سلطته إذا لم يكافح ما يسمى بالإرهاب، معتبرا أن العبارات مجافية للمنطق السليم لأنه بعد 15 شهرا من العمليات العسكرية لم تعد أصوات الانفجارات تخيف الفلسطينيين، وأشار شكيد إلى أنه لا يمكن أن يطلب من الرئيس عرفات حماية أمن العمق الإسرائيلي مؤكدا أن الخضيرة تقع داخل إسرائيل وحمايتها تقع على إسرائيل ويجب توجيه الاتهامات للحكومة الإسرائيلية التي تعمل على إغلاق الممرات من الضفة إلى داخل الخط الأخضر، وختم شكيد تحليله بالقول ان توسيع دوائر الانتقام دون إدخال بصيص أمل هو عقاب للإسرائيليين وليس للفلسطينيين فقط، وترى قوى يسارية في إسرائيل أن رئيس الحكومة شارون يشكل خطرا على كلا الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني فيما تتصاعد الحملة الشعبية ضد سياسات شارون بصورة متسارعة حيث تشهد مدن كبيرة منذ فترة تظاهرات دورية ضده وقامت أمس حركة نساء بالسواد بتنظيم تظاهرة في تل أبيب ضد شارون وسياسته للأسبوع السادس على التوالي، كما نظمت حركة السلام الإسرائيلية أمس الأول في القدس تظاهرة أخرى مماثلة شاركت فيها العديد من الحركات العاملة من أجل السلام في إسرائيل في طليعتها كتلة السلام الإسرائيلية ورفع فيها المتظاهرون شعارات أبرزها شارون يغتال وقف إطلاق النار، وتعتقد قوى يسارية تعمل من أجل السلام في إسرائيل أن رئيس حكومتها يشكل خطرا على الجميع حاليا، وأكد جندي إسرائيلي سرح من الجيش قبل أسبوع أن ما اقترفته عناصر الوحدة الخاصة وبقية أفرع أجهزة الأمن الإسرائيلية لا يمكن تصوره حيث كان يتنافس الجنود فيما بينهم على قتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وأن الجنود بعد الانتهاء من العمليات الميدانية كانوا يتباهون بمن قتل فلسطينيين أكثر، وقال الجندي الذي أدلى بشهادته على جرائم الاحتلال خلال مقابلة أجراها معه التليفزيون الإسرائيلي أمس الأول إنه كان شاهد عيان على قتل الفلسطينيين مشيرا إلى أنه شاهد زميلاً يقتل صبيافلسطينيا لم يتجاوز العاشرة من عمره بإطلاق النار على رأسه في رام الله دون وجود مبرر لذلك وشاهد جنودا يقومون بضرب رؤوس شبان فلسطينيين بجدار اسمنتي دون سبب، وأشار إلى أنه رأى جنوداً إسرائيليين يسرقون متعلقات للفلسطينيين في حادث طريق وقع بين سيارتين بدلا من أن يقدموا المساعدة للمصابين في الحادث حيث سرقوا أجهزة التسجيل من السيارتين،