أخبار مفرحة وشعور لا يوصف ونحن نتابع انطلاق قطار أكبر حملة تطعيم تشهدها المملكة لمواجهة كورونا، فرحة كبار السن وتفاعلهم بدَّدت كل الإشاعات والأخبار المفبركة التي تناقلها الناس حول مخاوف أضرار اللقاح، وكانت صورة ذكية للترويج لحملة التطعيم، السعودية في مواجهة الجائحة قدمت للعالم نموذجاً فريداً وحقيقياً للعناية والاهتمام ورعاية الإنسان (كل الإنسان) دون تفرقة لون أو جنس أو دين أو عرق، بل إنَّ فتح باب حصول مخالفي نظام الإقامة للقاح جنباً إلى جنب مع المواطنين والمقيمين بالمجان، من الخطوات التي ينتظر أن تشكل فارقاً جديداً عقب مرحلة تقديم العلاج لهم مجاناً كذلك، ودون تطبيق أي عقوبة بحقهم، في لفتة تعكس مدى أهمية الإنسان في بلادنا، وهو ما يدحض تقارير الضلال التي تحاول -مثل كل مرَّة- كيل الاتهامات وسوق الأخبار المفبركة بهدف التضليل لتشويه صورة المملكة والنيل منها. بالأمس بدأ التطعيم، لحظة محورية ومنعطف تاريخي يسرِّع الاقتراب أكثر من لحظة إعلان التغلب النهائي على الفايروس في المملكة، المهم هو التواصي على الاستمرار في تطبيق الاحتياطات والاحترازات حتى يطلب غير ذلك من جهات الاختصاص، فرحة بدء تلقي اللقاح لا تعني الخلاص، بل هي الخطوة التالية للوصول إلى ذلك، كما أنَّ ترشيح كبار السن وتسجيلهم ودعمهم وطمأنتهم ومساعدتهم للحصول على اللقاح هو مسؤولية الأبناء والأقارب الذين يجب أن يساهموا في زيادة الوعي لدى هذه الشريحة - بمتابعة صور ومقاطع أقرانهم الشجعان الذين بدأوا أولاً- خصوصاً من لا يتابع الأخبار ولا يستطيع القيام بالخطوة بنفسه، وأخال ذلك من وجوه البر والصلة والتواصي بالمعروف والأخلاق النبيلة من الصغير للكبير. من الخطأ نقل الأخبار المضللة والترجمات غير الدقيقة لمواد تلفزيونية أجنبية تتحدث عن اللقاح وآثاره الجانبية، تلقي المعلومة الطبية الصحيحة يتم عبر «قنوات رسمية» ومن أشخاص مختصِّين وقريبين من نتائج الأبحاث، شهادة حق أنَّ من عاصروا (الجدري والحصبة) يتحدثون عن ظهور موجات ممانعة وفبركة مماثلة عن أضرار اللقاحات في ذلك الوقت، فما أشبه الليلة بالبارحة. وعلى دروب الخير نلتقي.