يحرص بعض المذيعين في تلفازنا العزيز على استضافة الأدباء والمفكرين عبر برامج محددة لهذا الغرض. لكن الملاحظ هو تكرار هؤلاء الضيوف، فما إن يفرغ هذا الضيف من لقاء مع رضا نصر الله حتى يستضيفه الدكتور محمد العوين وبعد أسبوع يستضيفه حمد القاضي بنفس الأسئلة والكلام والحوار وهلم جرا. وآخرها لقاء الدكتور العوين مع الدكتور الأديب منصور الحازمي وذلك عن تجربته حيث كان من الجيل الأول. وكلمة الجيل الأول يرددها المذيعون منذ 30 سنة وإلى الآن. لا نشك طبعا في قدرة الحازمي وعلمه وخبرته، فهو بحق من الجيل الأول الذي ابتعث للخارج ومن أهل الأدب ولكن هل الجيل الأول رجل واحد هو الحازمي؟ وهل الجيل الأول الذي تخرج من الجامعة آنذاك شخص واحد اسمه الحازمي؟ وهل المبتعثون للخارج، فرد واحد هو الحازمي؟ ونعم بالحازمي ولكن ليس بهذه الطريقة التي تتعاملون بها معه فقد أهلكتم الرجل عبر مئات اللقاءات التي أجريت معه. وحسب علمي المتواضع يوجد الكثير من الجيل الأول ولكنهم منسيون. مع أن تجربتهم ثرية وغنية ومثيرة بنفس الوقت ومن الظلم أن ننساهم في ظل الجري خلف المشهورين أو الذين لهم صداقة وعلاقة مع الآخرين. ليست مهمة التلفاز أن يقف محله ليأتي إليه الناجحون وأهل الخبرة بل مهمته البحث عنهم، وليست مهمة التلفاز الجري خلف المشهورين فقط وعمل لقاء معهم، عليه أن يبحث ويتعب ليشعر الناس أنه بينهم وحولهم ويشاركهم ويتجول بينهم. ماذا يضير المذيع لو طلب من الذين لديهم خبرة وتجارب مهاتفته على هاتفه أو هاتف التلفاز ثم عمل لقاء معه بدلا من اللقاءات التي منذ سنين وهي مقصورة على المشهورين وأخشى لو قلت المستهلكين أن لا ينشر موضوعي. جددوا الدماء وتلفتوا يمنة ويسرة فالبلد مليء بالناس الطيبين الصالحين وأصحاب الخبرة والتاريخ المجيد والناجحين أيضا واتركوا التكرار في الأسئلة والوجوه والناس فقد ملننا .. أما مللتم؟!