تحدثت ل«الجزيرة» مديرة مكتب تعليم جنوبحائل (بنات) الأستاذة هدى سالمه الرفاعي حيث قالت: إن الانتقال السريع إلى العمل بالبدائل التعليمية بالتعليم عن بُعد، بعد قرار تعليق الدراسة في نهاية العام الدراسي 1440 - 1441ه بسبب الجائحة، يعتبر إنجازاً كبيرًا لوزارة التعليم، حيث ساعد الإدارات التعليمية على أداء مهمتها دون توقف عملية التعليم والتعلم، وكذلك توفير المناهج الدراسية على مدار الساعة للطلاب والطالبات في منازلهم، ما ساهم في ضمان استمرار رحلة الطالب التعليمية خلال العام الدراسي، وذلك من خلال بث المحتوى التعليمي وفق خطة زمنية محددة ومنسجمة مع الخطة الدراسية، وجداول معلنة تحدد مواعيد الدروس ومواعيد بثها، ومعها بدأت الرحلة التعليمية عن بُعد عبر المنصات التعليمية، من دون فاقد تعليمي للطالب والطالبات، حيث واصلت الوزارة مهمتها في تأدية رسالتها على أكمل وجه، من حيث توزيع منصاتها التعليمية على البث الفضائي والتعليم الإلكتروني، مستخدمة فيها كل الأدوات التي تتناسب مع إمكانات وقدرات الطالب.. وأضافت الرفاعي لقد شملت البدائل الإلكترونية عدة منصات تعليمية منها: منصة مدرستي، القنوات الفضائية، قناة عين، بوابة عين الإثرائية، الروضة الافتراضية. وعن الصعوبات والتحديات التي واجهها التعليم عن بعد في السعودية، أكدت الرفاعي عدة نقاط تنوعت بين ما يتعلق بالمعلم أو البنية التحتية لشبكات الانترنت منها : ضعف التأهيل التقني لبعض الموظفات في عملية التعليم عن بعد، ووجود بعض المشاكل التقنية التي تحتاج إلى الدعم الفني بصفة مستمرة، وافتقار بعض الدروس في بوابة عين لعامل الجذب والتشويق واعتمادها على أسلوب الإلقاء أكثر من الأسلوب التفاعلي، وعدم توافق الخطة الزمنية للمقرر في بعض المراحل مع المعروض، إضافة إلى ضعف المحتوى وخلو وسائل التقويم من التنوع واعتمادها على الأسئلة بشقيها المقالي والموضوعي كوسيلة للتقويم فقط، وتضيف قائلة : إن التقنية تتيح آفاقاً أوسع كتصميم الأفلام التعليمية وجمع الصور وتقديم البحوث العلمية، والضغط على موقع منظومة التعليم الموحدة مما يسبب صعوبة متابعة الأعمال سواء للمعلمة أو للطالبة. من جانب آخر تحدثت الرفاعي عن التحديات التي تواجه بعض الطلاب والأسر كضعف النت في بعض الأحياء والمدارس، وصعوبة التواصل مع بعض أولياء الأمور، إضافة إلى الظروف الاقتصادية لبعض الأسر وضعف دخلها المالي ما يعيق توافر الأجهزة الالكترونية للطالب، ولا ننسى الفئات الخاصة الغالية على قلوبنا مثل إصابة بعض الطالبات ببعض الأمراض الجسدية أو صعوبات التعلم التي يصعب معها التواصل الجيد مع معلماتها. واقترحت الرفاعي تكوين فريق من الدعم الفني لمتابعة التعليم عن بعد بأسلوب دقيق، مع وضع تصور مستقبلي عن تفعيل التعليم عن بعد ضمن استراتيجيات التعلم الذاتي للطالبات وإعداد رؤية واضحة، وإعطاء توصيف وظيفي لجميع منسوبات المدرسة على منصة مدرستي بصفة المنصة ضمن بدائل التعليم عن بعد، وأضافت الرفاعي أيضاً تكليف فريق للتعليم عن بعد في جميع المدارس والمكاتب والإدارات وتدريبه جيدا ضمن خطة إدارة الأزمات والمخاطر مستقبلا، العمل على استمرار التعليم عن بعد مستقبلا بشكل جزئي ووفق ضوابط معينة وأيام محددة مع تفعيل الاجتماعات الافتراضية والتدريب عن بعد بصورة أكثر مستقبلا، تفعيل الشراكات المجتمعية والرعاة من المجتمع المحلي لحل صعوبة حصول بعض الطالبات على النت أو أجهزة الكترونية، وأضافت ضمن المقترحات اعتماد بعض الأعمال عن بعد بصفة دائمة مع تحديد نسبة معينة من الموظفات في كل مكتب لاعتماد عملهم عن بعد مستقبلا. وتؤيد مدير مكتب جنوبحائل استمرارية التعليم عن بعد للإيجابيات الكثيرة المتحققة والواضحة للجميع، حتى بعد انتهاء الجائحة ترى استمرارية التعليم عن بعد لبعض المواد في بعض التخصصات وفي أيام محددة. واختتمت حديثها قائلة : لقد أثبتت الظروف الحالية أن الوطن -ولله الحمد- بكافة منسوبيه وقطاعاته وأجهزته على أكمل الاستعداد لتأدية الواجب في ظل التوجيهات الحكيمة والدعم المباشر من سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. ووصفت التعلم عن بُعد وفاء سعد مهل النومسي الإدارية في الابتدائية الثامنة والمشرفة على منصة مدرستي بمكتب جنوب بمدينة حائل تخصص بكالوريوس رياضيات بأنه يعتبر فرصة لتحقيق استدامة الموارد التعليمية، وخلق مواد تعليمية متطورة تعطي الفائدة للطلاب في جرعة مفيدة وممتعة وسريعة وسهلة الاستيعاب، إضافة إلى أنه يساعد على اكتشاف البراعة الرقمية للطلاب في مرحلة الطفولة المبكرة، وينمي الطلاقة الرقمية لديهم، ويخلق جيلاً جديداً يتعامل مع التكنولوجيا بإيجابية، وفرصة لتنشئة جيل يتعامل مع التكنولوجيا الرقمية بطرق ومسارات مفيدة وإيجابية. وعن الصعوبات والتحديات التي يواجهها التعليم عن بعد في السعودية، أكدت النومسي أن ذلك قد يكون مرجعه عدم اللقاء والتفاعل المباشر بين المعلم والطالب، ما يتيح فرصة للطالب المتهاون الانشغال بأشياء أخرى، قد لا يراها المعلم، وذلك في غياب متابعة الأسرة وعدم سهولة توفير شبكات انترنت قوية، مما يحكم عدم الاتصال بشكل فعال، والضغط على الموقع الذي يعيق الدخول المباشر والتأخير للطالب بالدخول أو عدمه. وتقترح النومسي بأنه يجب أن تعتمد المؤسسات التعليمية أنظمة الكترونية وتجهيزات تكنولوجية تضم تدابير أمنية الكترونية مناسبة وقابلة للتعديل وسهلة الاستخدام ومتوافرة للجميع، مع توفير شبكات نت للفئات التي لا تستطيع توفيره، وشددت على أهمية العمل على تدريب وتطوير كافة الأطراف لجودة استخدام التعليم عن بعد والتعامل معه بشكل جيد، واختتمت حديثها بتأييدها استمرار التعليم عن بعد طالما الجائحة موجودة. وتؤكد المعلمة بثانوية قفار بمدينة حائل أمل خالد الفايز معلمة لغة انجليزية أن التعليم عن بعد (Distance Learning) هو حل طارئ ُوضع في الظروف الحالية لاستمرار العملية التعليمية كاملة لطالبات المدارس، وتقليص الفاقد التعليمي (Learning Loss) باستخدام وسائل تكنولوجية وتقنية جاذبة، مما يتيح الفرصة للجميع لممارسة التقنيات الحاسوبية باستمرار والتوسع بها بل والوصول إلى مرحلة الإبداع، كما أنه يعزز صفة تحمل المسؤولية لدى طالبات في كافة المراحل الدراسية، ولكن مازال المجتمع بحاجة إلى وعي أكبر. وتشدد الفايز على أهمية تبادل الخبرات بين المعلمات من خلال عقد اجتماعات ولقاءات تربوية عن بعد خلال الفصل الدراسي، مع ضرورة عقد المزيد من الدورات التدريبية للمعلمات حول كيفية استثمار البرامج التقنية الجاذبة لخلق فصل افتراضي ممتع وجاذب للطالبة، للحصول على مخرجات تعليمية أفضل. من جانب آخر نوهت بضرورة توعية الطالبات و أولياء الأمور بأهمية التعليم عن بعد، إضافة إلى توفير دعم أسري لذوي الدخل المحدود، مع التأكيد على ضرورة استمرارية التعليم عن بعد في الوقت الحالي بسبب الجائحة. من جانبها شاركت المعلمة والمرشدة الطلابية (غير مفرغة) دلال عائد البلوي من مجمع مدارس حالة عمار الأولى بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك، تربوية حاصلة على دبلوم عالي دراسات عليا في الإرشاد الأسري، حيث تؤكد أن التعليم عن بعد يعتبر نقلة نوعية حديثة تساهم في مواجهة الكثير من التحديات كمقاومة الأوبئة والأمطار والسيول التي نتعرض لها أحياناً، ويمثل فرصة كبيرة لتطوير مهارات المعلمين والطلاب التقنية والذاتية والتعامل مع الأجهزة الذكية، ومهارة تعزيز المسئولية والانضباط ورفع القيم الوطنية واستشعار الدور الكبير الذي قدمها الوطن رغم الأوبئة إلا أن التعليم تيسر للطلاب في قعر منازلهم، إضافة إلى تطوير مهارة الشخصية من حيث التواصل وإدارة الوقت لدى الطالبات. واقترحت البلوي تخصيص منصة مدرسية مستقلة لكل مرحلة تعليمية، وتمكين الطالبة من الكفايات الالكترونية عن بعد عن طريق الدورات التدريبية، ولفتت إلى أهمية تشجيع البحوث التعليمية مع الجامعات والباحثين المهتمين والمتخصصين لرصد ابرز الصعوبات والتحديات والمعيقات والمخرجات التعليمية للتعليم عن بعد.كما أكدت البلوي عدم تأييدها للتعليم عن بعد على الإطلاق وإنما بتقييد للمراحل الصفوف المبكرة، خصوصا في تدريس بعض المواد مثل مادتي لغتي والرياضيات أما المراحل المتوسطة والثانوية فيمكن ذلك. أما عن مخرجات التعليم عن بعد فتؤكد ضرورة التعليم المباشر على ارض الواقع متى ما توافرت نفس الوسائل والتقنيات المناسبة لكل منهج وكل درس مقرر مع التغذية الراجعة والبيئة التفاعلية بين المعلمة والطالبة.وتختتم البلوي حديثها برفع أسمى آيات الشكر للقائمين بوزارة التعليم على الجهود الكبيرة لإنجاح العملية التعليمية عن بعد وتقديم منصة مدرستي التي تحاكي بيئات التعليم الواقعي بإمكانات عالية.