الجميع -تقريباً- في أزمة مالية، والكل -تقريباً- في تدهور تحت ضربات الوباء، السوق أو الميركاتو له موعدان كل عام «موسم»، لكنه الخاص باللاعبين، أما الرعاة والشركاء، المصدر الأول لمداخيل الأندية، فمستمر طوال العام، لا يخضع سوى إلى جهود إدارات التسويق الرياضي بكل ناد، وأفكارهم المبدعة، وقدرتهم على التفاوض. إذا نظرنا الآن حولنا، سنجد حركة غير طبيعية، ليس دافعها «تنمية خزائن الأندية وتقويتها».. بل «إعادة إنعاشها ومحاولة وضع أي شيء فيها بعد خلوها»!، هذه المرة خذ قهوتك «سفري» عزيزي القارئ ولنتحرك قليلاً، سنجد محاولات الترويج والتسويق بشكل جديد، ربما كانت هذه الأزمة المالية دافعاً لولاه لم نجد الدوري المغربي يقوم بتغيير هويته وإطلاق الجديدة قبل أيام بعلامة تجارية جديدة، وفي نفس التوقيت تقريباً فعل القائمون على الدوري المصري. مانشستر يونايتد يقوم بعمل تخفيضات كبيرة على منتجات متجره، بالإنجليزية والعربية، انتر ميلان، يوفنتوس، بايرن، باريس يخفض المنتجات للثلث، مارسيليا قاد حملة باستخدام قميصه لدعم مطاعم المدينة التي تهاوت أعمالها بقيمة مليون يورو، أجويرو يعلن لشركة بوماً بواسطة حذاء جديد، برشلونة انطلق خارج إسبانيا لأمريكا ليفعل أول رعاية إقليمية، وقادش الإسباني أيضاً مع راعيه الخاص بالدهانات يعلن عن الشراكة بعد أن أسس نادياً للأعمال!، وأودينيزي فعل الرعاية مع شركة المياه، ليفربول يخصص دخل مزاد بقميص خصيصاً في مباراة ليسترسيتي قبل أيام، ومنتخب البرازيل استجاب للصفقة - بشروط مغايرة بالطبع - مع راعيه الذي استغل الفرصة وأصبح العقد ل4 سنوات، منتخب إنجلترا يوقع مع شريك خصيصاً للإفطار.. إفطار المنتخب! البنوك انطلقت كالعادة في مثل هذه الظروف -ماستركارد كان صاحب الواقعة السابقة مع البرازيل-، كريدي سويس أيضاً فعل عقد تسمية لكامل الدوري السويسري ليحمل اسم البنك وأيضاً ل4 سنوات!، بجانب رعاية أخرى من باريس مع شركة لتداول العملات والقيمة مليون يورو فقط! المعنى: أن الأندية والاتحادات في حال مالي ليس صعباً بل استثنائي، وهو بهذا الوضع يترك الكرة في ملعب الشركات التجارية مهما كان نشاطها، حتى لو كان في «طب الأقدام والميكانيكا الحيوية»!.. فعلها فالنسيا الإسباني بتوقيع شراكة من هذا النوع قبل أيام.. في ملعب الكيانات التجارية لعمل شراكات، قد لا تؤتي بثمار حالياً، ولكن يكفي تثبيت العقود لفترات طويلة نسبياً بشكل مربح لهذه الشركات التي تحولت إلى رعاة.. مستقبلاً! من ناحية أخرى، بعض الأندية تستجيب، الغالبية كما لاحظت، نظراً للظروف، ولكن يجب في نفس الوقت، مراعاة هذا الجانب أي التفكير كما يفكر الرعاة، بحيث لا تميل الكفة بشكل يسيء للنادي.. من حيث «مكانة الراعي أولاً بما يتناسب مع مكانة النادي»، القيمة المالية لهذا العقد الذي يكون طويل المدة في هذه الظروف، بفعل الضغط في المفاوضات، هل تتناسب مع مكانة النادي وما يريده هو لا الراعي فقط، الموازنة، هي الأفضل.. خاصة أن الأندية السعودية الآن مثلها مثل العالمية، في سوق الرعاة الدائرة الآن أحداثه بشكل قوي ومتسارع، توثر فيه ضربات الوباء.. وأخبار اللقاحات! بارك أم ساحة! الخط الذي التزِم به من البداية معك عزيزي هو عدم المشاركة في الجدال والفتن الرياضية قبل العامة، والاثنين يؤديان لنفس النتيجة بين الناس بالمناسبة، لن أتكلم عن «بارك أم ساحة»، الرعاية تليق أم لا، لا أحب نظام «الطقطقات» لأني أعلم جيداً بحكم متابعة كرة القدم فقط على مدى سنوات أن الأمور كالكرة..دائرة.. تدور.. فلا داعي لهذه الأمور من أي طرف، فقط ما أود تسجيله هنا ما كنا نوصي به وكثيرون، وهو الاستعانة بالخبرات الأجنبية السنوات القادمة لا من أجل أي شيء سوى النهوض ب«صناعة الرياضة السعودية»، لذلك أكثر ما لفت نظري هو المنسق العام الأجنبي في الشراكة السابقة وخبراته في ميكروسوفت ومانشسترسيتي وأتليتكو مدريد، شكراً.. بالتوفيق للجميع!