(شرفنا الله بخدمة الحرمين ونبذل الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن، وحينما أصابت العالم جائحة كورونا المستجد حرصنا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام، ودفعنا إلى عمل المزيد من احتياطات السلامة الوقائية، لمنع تفشي الوباء وحماية الحجاج والمواطنين) .النص أعلاه من كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى. هذا الشرف الذي يعتز به قادة هذه البلاد، ولا يمكن أن تسمع لأيٍ من قادة هذه البلاد كلمة، دون أن تشنف آذانك فرحهم واعتزازهم بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، هنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يُسجل هذا الاعتزاز والفخر في كلمته أمام أعضاء مجلس الشورى، مما يؤكد للعالم بأن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تقدم خدمة أوعملا على خدمة الحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن، حتى في وقت الأزمات والكوارث. ويؤكد -حفظه الله- في هذا السياق (أن المملكة سعت لتخفيف آثار وتداعيات جائحة كورونا على الأنشطة الاقتصادية الداخلية والقطاع الخاص، من خلال سرعة تجاوب الدولة ورصد أكثر من 218 مليار ريال لدعم القطاع الخاص؛ وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي). وهذا مما لمسه كل مواطن منذ الوهلة الأولى لهذه الجائحة، مما خفف- بفضل لله- تداعياتها، وآثارها السلبية على الوطن، وهنا تبرز الحكمة وبعد النظر الذي لولا توفيق الله ثم ذلك لكان الأثر مزلزلاً. ولا يمكن أن تغمض عين قائد هذه البلاد ووالد كل سعودي وسعودية عن جنودنا البواسل الذين يذودون عن حياض الوطن في حد الوطن الجنوبي، فتكون كلماته الحانية (أشكر الجنود البواسل من منسوبي القوات المسلحة الساهرين على حماية الحد الجنوبي للمملكة، وأدعو لهم بالثبات، ولشهدائنا الذين اختارهم الله في جواره بالرحمة والغفران). ويحدد الخطر الذي سببته مليشيات الحوثي، بهذا الانتهاك لكافة القوانين الدولية (المملكة تدين مليشيا الحوثي الإرهابية، بانتهاكها القوانين الدولية والقواعد العرفية بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ باليستية باتجاه المناطق المدنية والمدنيين في المملكة، بطريقة متعمدة وممنهجة، ونؤكد دعم اليمن لاستعادة سيادته واستقلاله). ويأتي إلى الداء العضال الذي لا يمكن لأي مجتمع النهوض، ما دام ينهش في جسده، ألا وهو الفساد فيؤكد على ذلك بقوله: (القضاء على الفساد واجتثاث جذوره مهمة وطنية للحفاظ على المال العام وحماية المكتسبات الوطنية، ومنع التكسب غير المشروع الذي ينافي ما جاء به الشرع الحنيف في طلب الرزق، والدولة ماضية في نهجها الواضح بمكافحة الفساد والقضاء عليه). ولرؤية المملكة 2030 حضورها في الكلمة الملكية حيث أكد خادم الحرمين على (إن رؤية المملكة 2030 هي خارطة طريق لمستقبل أفضل وأسهمت خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة، أبرزها تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل). وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرؤية التي يعمل عليها مهندسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، منذ أن وضعت، قد آتت ثمارها في بعض ما خطط له، وظهرت بعض علامات هذا المسار الذي نحن في بداية عقده، وكلنا تفاؤل بحضارة سعودية مختلفة، حضارة بناء الإنسان الذي بهمته كما يقول سمو ولي العهد نبلغ عنان السماء. ولقضايا الأمة العربية حضورها في كلمة الملك حيث أكد على القضية المركزية.. قضية فلسطين بقوله (المملكة تؤكد استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتساند الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط). كما أكد على أهمية حقن الدماء في كل من سوريا وليبيا بقوله (نتابع باهتمام تطورات الأوضاع في ليبيا الشقيقة، وتجدد المملكة ترحيبها بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة، وندعو إلى وقف التدخل الخارجي بكافة أشكاله في الشأن الليبي). وبقوله عن الشأن السوري: (المملكة تؤيد الحل السلمي في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2245 و(مسار جنيف 1) وتؤكد دعمها لكل الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة، كما بذلت المملكة خلال العقود الماضية جهوداً كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار في لبنان الشقيق وتنميته). والعراق الذي هو في الحقيقة حاضر دوماً في ذاكرة ساسة هذه البلاد، وبذلت المملكة الغالي والنفيس من أجل استقراره، له حضوره في كلمة الملك بقوله -حفظه الله- (المملكة تقف مع العراق وشعبه الشقيق، وتعمل جاهدة على تجنيبه مآسي الاقتتال وكافة أشكال الحروب والإرهاب، في سبيل استقراره وحفاظه على مكانته في محيطه العربي). ويؤكد خادم الحرمين الشريفين في هذا السياق على أهمية نزع فتيل كل ما من شأنه خلق الاضطرابات والفتن في المنطقة، مشيراً إلى ما يمثله النظام الإيراني من شر وفتنة (تواجه دول منطقتنا محاولات عديدة من قوى إقليمية، تسعى لفرض نفوذها السياسي، وأيديولوجيتها المتطرفة، خدمة لمصالحها، والمملكة تؤكد خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي، وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب، وتنادي بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه). كلمة ضافية شاملة للشأن الداخلي والخارجي، جاءت في نقاط غاية في الأهمية، هي في الحقيقة خارطة طريق واضحة. كل عام ووطننا في عز وشموخ.