ولدت وقبل مولدي وتدرجَّتْ تطوراً نسبيَّاً قبل خربشاتي التي يحلو للدكتور إبراهيم أن يتوِّجَ بها بعض تدفُّقه الإبداعي المتميز تلك الخربشات التي تحسَّنتْ ثم رسخت في حافظة فكري حروفاً بها استطعت أن أدخل المعرفة من أبواب محدودة لا تعدو ما تحتويه مكتبة أخي الصغيرة المركونة في زاوية من [عشةٍ] كانت مجلس أخي حسين دماس رحمه الله حينذاك ولم يكن لمعشوقتي الحسناء [الصحافة] -التي ولدتْ قبل مولدي تشريفاً للتَّعرف على عاشقها الصغير- ولم يكن له الشرف بالتعرف عليها والنهل من معينها سوى من ما اقتناه أخي من مجلة العربي التي لا يحصل على أعدادها شهرياً بل بعد أشهر. أما ما يختص بصحيفة أم القرى [الصحيفة الأم] فاطلعت في طفولتي على أعداد يسيرة منها لا تعدو عدد أصابع اليدِ الواحدة ويرجع ذلك إما لعدم متابعة أخي لها المستمرة لها أو لعدم وصولها لمدينة صامطة أو منطقة جازان بشكل يوميٍّ منتظم. أما بعد تخرجي من المعهد العلمي وسفري للرياض للالتحاق بجامعة الإمام محمد بن سعود المسماة ب [كليتي اللغة والشريعة] حينذاك أصبحت متابعاً لصاحبة الجلالة من خلال ما تنشره جريدتي الجزيرة والرياض ومجلة اليمامة أحياناً فسعدت خلالها بالاطلاع على المناوشات الأدبية التي كانت بين الأستاذين الأستاذ علوي طه الصافي نرجو له الشفاء والأستاذ تركي السديري نرجو له المغفرة والرحمة كما سعدت بما كان ينشره الأستاذ عبد الله بن خميس رحمه الله والأستاذ عبد الله بن إدريس حفظه الله والأستاذ حمد الجاسر رحمه الله والدكتور غازي القصيبي رحمه وكذلك رؤية الشيخ ابن مفلح نقداً لبعض قصائد الدكتور القصيبي ثم استمرت صحبتي لبعض الصحف المحلية والمجلات والنشر فيها حيث نشرت في الرياض والجزيرة وعكاظ ومجلة الفيصل والعربية والمنهل وكنت أنشر في المدينة مقالاً أسبوعياً تحت عنوان [جرح وبلسم] بالإضافة لبعض القصائد الشعرية ويستمر نشري في جريدة الجزيرة الغراء بما سنحت به ظروف النشر. أما ما أريد الإشارة إليه هنا فهو أن صدور أول عدد من صحيفة [أم القرى] في 1343/5/15ه - يعني بعد أسبوع من دخول الملك المؤسس مكةالمكرمة- كان فاتحة مبشرة بخير وذلك لأن الأمم تقاس بثقافة شعوبها وفعلا رأينا ولا زلنا نرى قفزات ثقافية هائلة وحضارة متقنة متزنة - إن شاء الله- شملت كل مناطق المملكة العربية السعودية. أما ما أرجوه فليت جرائدنا ومجلاتنا وكل وسائل إعلامنا جميعا أدوات بناء باختيار ذوي الإخلاص والوفاء من أبناء الوطن للإسهام في بناء الإنسان والمكان وليكونوا سهاماً رادعة بالردِّ على من تسوِّل له نفسه النيل من قامة الوطن الشامخة ومحاولة تدنيس كيانه الطاهر. وليت أولئك الذين أصبحوا أقلاماً مأجورة لأعداء ديننا ووطننا أن يعوا أن للوطن حقوقاً بها يجب تسخير أقلامهم معه ليحموا كيانه وناسه لا ضده .. ليتهم. ** **