قرأت ما كتبه الاخ ناصر عبدالعزيز الرابح لجريدة الجزيرة بتاريخ 13 شوال الجاري تحت عنوان: في ضيافة مسؤولي تعليم البنات حيث اثنى بشكل خاص على ما اتسم به لقاؤه بسماحة الرئيس العام من الشفافية والمصارحة وما وجده من سعادة الوكيل المساعد للتخطيط والتطوير من تفهم واهتمام بأي فكرة او نقد هادف يحترم المصلحة العامة.. الخ. والواقع ان الأخ الكاتب ليس وحده من وجد من بعض كبار ومسؤولي الرئاسة مثل هذا التعامل الراقي الذي اثار اعجابه فهناك الكثير من المواطنين ممن يذكرون ويتحدثون كثيرا عما يتمتع به بعض مسؤولي الرئاسة من اللباقة وحسن التعامل معهم ابتداء من سماحة الرئيس العام د. المرشد الذي يغمر المراجع عند دخوله عليه بتواضعه الجم وخلقه الرفيع وسعة صدره مع جمهور المراجعين الذين لا يحجبهم عنه الا مسؤول واحد مهمته تنظيم الدخول عليه. وأنا لا ادعي أنني شاهدت بنفسي شيئا من هذا القبيل لأنني لم ادخل باب الرئاسة منذ ان خرجت منه آخر مرة منقولا الى وزارة الزراعة في مثل هذا الشهر من عام 1387ه. لكنني سمعت ما يكفي من غيري من المراجعين وعرفته عن طريق الاستفاضة كفكرة او انطباع عام يحظى به كثير من مسؤولي الرئاسة من قبل مراجعيهم وفي مقدمتهم وعلى رأسهم معالي الرئيس العام لكن هذا الانطباع الباعث على الاعجاب قد لا ينسحب بالضرورة على بعض مسؤولي ادارات التعليم. وبخاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالملاحظات والمآخذ التي تثار حول مستوى الاداء في اداراتهم من خلال الصحافة حيث يتسرعون في الرد بطريقة تأخذ منحى التفنيد احيانا أو النفي لصحة ما ذكر احيانا اخرى. هذا التعامل السلبي مع آراء المواطنين وأفكارهم يشعر الكاتب بالحرج وربما الاحباط عندما يجد نفسه متهما بعدم تحري الدقة او انه يستقي معلوماته من مجالس الناس ومن وكالة يقولون بل إن بعض الادارات تتعمد خلط الاوراق للإيحاء بأن الكاتب يتجاهل جهود الدولة. مع ان التقصير في نظر من يكتبون وأنا منهم لا يأتي ابدا من قبل الدولة المباركة التي توفر سنويا في موازنتها العامة لكل قطاع ما يلزمه من الاعتمادات في حدود الموارد المتاحة للدولة ولو ان الجهات التنفيذية المسؤولة عن انجاز الاعمال وتقديم الخدمات استغلت الامكانيات التي وفرتها الدولة بالشكل الصحيح ولو قام كل موظف وكل مسؤول بالدور المطلوب منه بكل أمانة واخلاص لتغيرت الصورة الى ما يقارب الكمال. ولانتفت الحاجة الى الكثير والكثير جدا من الكتابات التي لا يمكن التقليل من اهميتها كأداة للتقويم والاصلاح بالرغم مما تثيره ضدها من حساسية بعض المسؤولين واخص مسؤولي الفروع. وبالمناسبة اقول شتان بين ما حظيت به ملاحظات الاخ الكاتب من قبل المسؤولين في مقام الرئاسة من رعاية واهتمام وبين ما قوبلت به ملاحظات احد المواطنين التي بعث بها بطريق الفاكس الى الاخ مدير تعليم البنات بالرس في بداية الفصل الدراسي الحالي وتأكد له وصول رسالته وانه تم احالتها الى قسم المتابعة ولدى اتصاله بالمتابعة افادوا بعدم وصولها وكرر الاتصال ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع قام بالاتصال بسعادة المدير العام ليبلغه شخصيا عدم وصول رسالته الى المتابعة، فما زاد ان قال له: تصل ان شاء الله وأنهى المكالمة. وقد انتهت رغبة هذا المواطن وحماسه لمتابعة هذا الموضوع عند هذا الحد باعتبار ان «اللبيب بالاشارة يفهم» ويؤكد هذا التصور ان الملاحظات التي أجهد هذا المواطن نفسه في رصدها والكتابة عنها الى المسؤول لاتزال على حالها. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: متى تمتد جذور التعامل الراقي من أصول الرئاسة الى فروعها؟!. محمد الحزاب الغفيلي - الرس