في مبادرة د. إبراهيم التركي الكتابة عن والده، واستكتاب إخوانه، وأصهاره، وأصدقائه، وطلابه، وجلاسه، ومن عرفه، قدوة عملية جديرة بأن يتخذها الأوفياء مثلًا وطريقة متبعة؛ فما أكثر ما يتراخى أبناء الراحلين الكبار وطلابهم وأصحابهم، حتى يموت جلّ من عاصرهم وتعامل معهم، أو يدركهم النسيان تحت وطأة المرض وتفلّت الذاكرة، أو يصعب الوصول إليهم، فيضيع شيء كثير من أخبار أكابر المرويات عنهم، وكم فقدنا من مآثر ومفاخر طواها النسيان، أو علاها التراب حتى أخفاها بسبب التأجيل والتلبث في غير موضعه، والله يعيذنا من التسويف والجحود والكسل. أ. أحمد العساف, مقال «عبدالرحمن بن علي التركي: ألفية نحو وثقافة وتربية» الألفية لا الأبجدية، عمل الابن المثقف الأديب د. إبراهيم التركي - حفظه الله- عن سيرة والده عبدالرحمن التركي -غفر الله له - كُتب بلغة الوفاء والبر قسم على خمسة فصول عدد أورقها 282 . - خطوات المسير. - مواقف وحكايات. - قراءة في سيرته. - الأصدقاء. - توقيع تلاميذه ومحبيه. «استعاد الابن بعض ما عرفه وصحح شيئًا مما ألفه, واستعان بذواكر والدته وإخوانه وأصدقاء فقيدهم: فبدا له كتاب القلب بمداد العقل, لم يزد فيه أسطرًا ولم يقرظه أشطرًا» ص 7 ، المقدمة. غرّب غاضباً من أسلوب التعليم ونهج المعلم القاسي إلى جدة التي بدأ فيها «سائقاً في خفر السواحل» ثم اشترى منزله في «حي الرويس» خلال ستة أعوام. عاد بعد سنوات إلى عنيزة، تزوج في سن 18 من أسرة الوهيبي وقدر الله وفاة زوجته (رحمها الله) بعد أشهر. تزوج المرة الثانية عام 1374ه من أسرة الرعوجي. تنظّمت حياته واستقرت، من أوجه ذلك، الدراسة المعهدية إلى أن تخرج من العشرة الأوائل في كلية اللغة العربية الدفعة الثامنة 1384-1385ه بتقدير جيد جداً، ثم وجهته للتدريس في معهد حائل مدرساً للنحو في المرحلة الثانوية «شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك». صفو الأحداث تعكّر في وفاة والده عام 1966م التي ظلت جرحاً وذكرى سيئة ملازمه له طول عمره. عاد إلى عنيزة مدرسًا في النحو والبلاغة والأدب مدة 27 سنة وتقاعد 1414ه. عرض عليه تدريس النحو والبلاغة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية واعتذر عن ذلك. تطوع في مسجد حي الهدا وبيته في عنيزة لتعليم الألفية استجابة لطلب طلاب الدراسات العليا. القراءات: (الشعر, الرواية, الدراسات في شعراء المهجر, النقد, أمهات الكتب في مجالات متنوّعة,وغيرها) من طبيعة برنامجه اليومي: يصحو قبل صلاة الفجر. قراءة القرآن الكريم. جلسات عائلية الأبناء, الأحفاد, الأقارب, حيث تجاوز عدد أحفاده الثمانين في حياته. اجتماعات دورية مع الأصدقاء. لم يسافر إلى الخارج ولا يملك جواز سفر. صفاته واهتمامته منها: - بعيد عن الجدل. - إدارة الحوار بتمكن. تعليقاته قليلة ومفيدة عن النقاشات (الثقافية, الاجتماعية، الرياضية) التربية بالحزم واللين. يقرأ مقالات ومؤلفات الابن يتفاعل معها بالصمت. الزوجة نعم العون والمربية المتصرّفة في الإدارة المالية للمنزل، أنجبت 13 ولداً وبنتاً, توفي منهم 3 - رحمهم الله. الانضباط في الوقت والوجبات تمتع بصحة جيدة معظم حياته. توفي أسكنه الله الفردوس في 4 محرم 1441ه. الرأي: - الزخم التفاعلي من الجميع في وفاته -غفر الله له- (قراءات - قصائد - مقالات) من أثره الطيب. - التصاعدية في سيرته من النقطة الصغرى إلى النهاية العظمى. الزوجة الصالحة جنة الدنيا - حفظها الله. - ربى الأبناء وظهرت نجاحاتهم العلمية والثقافية وبرهم. - أنشأ أجيالاً من الطلبة. - سلامة القلب وطهر المعشر. مرونة التعامل والانفتاح على الآراء. - محتوى مصور شاف وكاف (صور - وثائق) - جهد المؤلف ميمون (جمع المادة - الكتابة - الاستكتاب) العلم يكسب المحبة, السيادة, المكانة الرفيعة. ** **