سأكتب نيابة عن أمي، زوجة الأديب والكاتب والمؤرخ الأستاذ حجاب الحازمي الذي استنشقنا جميعاً عبير الأدب ورياحين الشعر في منزلنا من خلال كتاباته ورحلاته واهتماماته، ومن خلال متابعتنا لقصاصاته قبل أن تصبح كتباً ومجلدات ودواوين. أمي السيدة فاطمة بنت محمد العقيلي الحازمي، نشأت في أسرة متعلمة وتعلمت كغيرها من بنات جيلها القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، وزادتها علاقتها بوالدي ثقافة وعلماً، وارتوت من الشعر والأدب، حيث كان والدي يُشركها معه في كتاباته، ويقرأ عليها، وكانت تنصت له بقلبها قبل مسامعها بكل سعادة. فكم شجعت وأعانت وسهرت وتحملت المسؤولية معه في حضوره وغيابه بكل سرور، حتى وإن كانت كغيرها من النساء تنتابها الغيرة أحياناً من عكوفه على كتاباته وسهره الليالي الطوال بعيداً عنها، إلا أنها رغم ذلك فهي كما قلتم كل زوجة بأديبها معجبة، بل مغرمة، فتكاد لا ترى من الأدباء مثله، ولا من الرجال من يضاهيه، تحفه بدعواتها ووقفاتها، بل إن دعوتها الشهيرة التي نحفظها عنها «الله يجعل يومي قبل يومه». فقد كان الوالد حانياً عليها ومكرماً لها ومقدراً لجهودها معه وتضحياتها، ومن ذلك أنه خلال سفره للمناسبات الثقافية كان يتصل على الوالدة لحظة وصوله إلى محطة السفر ليطمئن عليها ويخبرها بوصوله، ويتصل عليها في نهاية كل يوم خلال فترة سفره ليخبرها بما فعله خلال يومه وما حضره من نشاطات وفعاليات، ويشركها معه في رحلته وكأنها حاضرة. وهي كانت تفرح كثيراً باتصالاته وتنتظرها على أحر من الجمر، وكم أعطت وضحت بكل حب، وكم نرى سعادتها على محياها عندما ترى كتاباً يصدر له أو تسمع مقالاً يتحدث عنه أو تشاهد لقاء هو أحد ضيوفه وكم تشعر بالفخر والزهو نقرأه في عينيها حتى وإن منعها الحياء من ذلك. ... ... ... نوال حجاب الحازمي - (ابنة الأديب حجاب الحازمي) نيابة عن والدتها (فاطمة العقيلي) السعودية * * * سيرة الأديب: حجاب يحيى الحازمي - ولد عام 1364- جازان. - عضو لجنة المشورة «مهرجان الجنادرية». - رئيس نادي جازان الأدبي سابقاً. - عضو مجلس الأمناء في مؤسسة الشيخ حمد الجاسر. - عضو مجلس أمناء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية. - عضو مجلس إدارة جائزة الأمير محمد بن ناصر للتفوق. - مثّل السعودية في مهرجان جرش. - كُرم في مؤتمر الأدباء السعوديين. - كُرم في معرض القاهرة الدولي. * من إصداراته. - وجوه من الريف. - أبجديات في النقض والأدب.