للذات اناتها وللقلوب جروحها.. وللحياة أيضاً جمالها، كيف تضيع منا الأيام تليها أيام وليال يطوي بعضها بعضاً فتمضي ومن بعدها شهور فسنوات جزافاً إلى غير هدف معين؟ كيف نهدر سويعات العمر نستمع إلى أنين ذاتنا ونحاول علاج جروحنا الغائرة، فيرهقنا الألم وتنسينا الجراح الغاية العظمى التي من أجلها خلقنا؟ وبدلاً من أن تكون جراحنا دافعاً قوياً لتحقيق طموحنا والانتصار على ذاتنا نجد العكس هو ما يحدث، فلنتوقف قليلاً وننظر حولنا فسنجد العلاج أقرب إلينا من حبل الوريد ولكن بغفلتنا ابتعدنا عنه بل كدنا ننساه! إنه الإيمان الذي متى ما استقر في الوجدان هان ما عداه، الإيمان الذي يولد الطمأنينة في القلوب فيداوي جراحها ويضفي على الحياة جمالها، والإيمان الحقيقي يحول أنات الذات إلى تسبيح وتهليل يولد فيها القوة على مواجهة مصاعب الحياة وتستشعر القرب من خالقها ذلك القرب الذي افتقده الكثير منا فأصبح مقصراً في حق ربه مهملاً في عبادته مضيعاً لفرائضه التي هي أساس وجوده، ومتى ما عدنا لاستشعار إيماننا فسوف نعرف كيف نعالج انات ذواتنا وجراحات قلوبنا حتى نعيش جمال حياتنا في ظل خالقنا، ففي هذه سعادة الدارين..