ينغص الحياة وتكدر اليوم العاشر من هذا العام الهجري يكمل الفقيد الأستاذ والمربي الفاضل عبد الله بن عبد العزيز الرشيد عامه الأول. كثيرون من أحبابنا تحت الثرى بعدما استجابوا لنداء ربهم ورحلوا عن هذه الدار الفانية إلى دار البرزخ، والحال كما هو عند الآخرين، فليس ثمت بيت إلا وقد فقد عزيزاً أو غالياً عنه ارتحل، فسبحان الله هناك رجال رغم رحيلهم بقيت ذكراهم عالقة، بل تجد كلنا مرت أسماؤهم على مسامعنا أو وردت للأذهان مواقفهم وأفعالهم الطيبة الحاضرة في الوجدان والمتربعة في الأذهان ففي المناسبات السعيدة نتذكر أفعالهم ونسترجع مواقفهم وليس بالضرورة أن يكونوا ذوي قرابة منا، فهناك قامات شامخة وأسماء لامعة كانت ولا تزال محل تقدير واحترام وعرفان بمواقفهم النبيلة التي يستحيل نسيانها بأي حال وعهد على النفس أن تبقى وفية لهم ما دام فيه النفس والدم في العروق باق يتحرك فمن أولئك الأفذاذ الأستاذ الفاضل والمربي المفوه أحد أقطاب التربية والتعليم بمحافظة حريملاء الأستاذ عبد الله الرشيد (أبو عبد العزيز) رفع الله منزلته في عليين، رجل جمع الله له بين الكرم والعلم وحسن الخلق ورجاحة العقل والحكمة في القول والفعل خلق كثير حزنوا لفقده ورحيله ولعل القارئ الكريم لا يخفى عليه شريف علمه، وقلة من الرجال الذين حظوا بتلك الصفات النادرة فتلك المكانة والمنزلة لم تأت مجاملة أو مراعاة لمشاعر أحد، بل هي نتاج عمل وجهد وتضحيات ومواقف رجولية فليس من السهولة بمكان أن تتفق الناس على وصف رجل بالكرم وحب الخير ونفع الغير (المحتاجين على وجه الخصوص) وقد صدق الشاعر حينما قال: فصاحب الذكرى الأولى لرحيله ممن يشار له بالبنان في حسن السيرة وجمال السريرة، بل إن أبا عبد العزيز ذو حس وحضور ومحل ثناء وتقدير من قبل من يعرفون للرجال مكانتهم ومنازلهم. وانطلاقاً من قول الباري عزَّ وجلَّ {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} حبَّرت أسطري هذه التي تظل قاصرة عن الوفاء بحق ذلك الجبل الأشم والرجل الشهم والمربي الفاضل ولكني أجد الدعاء مفزعاً لرد ما قدَّمه من مواقف وأياد بيضاء على كثيرين، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يغفر له ويرحمه ويجعل منزله في الفردوس الأعلى، وأن يبارك في عقبه وأن يجعلهم موفقين أينما كانوا. والله من وراء القصد. ** ** عبدالعزيز بن سليمان الحسين - محافظة حريملاء