تتحقق الإنجازات، وتسمو الهمم، وترتقي الشعوب، وتتجاوز العقبات، وتتفادى الصدمات، وتتعامل مع الأزمات، وتتنوع المجالات، وتُخلق الفرص.. كل ذلك يأتي بقيادة حكيمة، وشعب عظيم بمختلف أطيافه، وذلك لتاريخه المجيد في تسطير أسمى معاني الولاء لقادة هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مرورًا بملوكها العظماء (الملك فيصل، والملك سعود، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله) -رحمهم الله جميعًا-، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله-.. إنها الذكرى التسعين تهل علينا، ونحن نرفل في نعم عظيمة، وقيادة للعالم في أهم المجالات، وأحلكها.. كون المملكة في هذا العام تقود قمة العشرين التي تضم أقوى عشرين دولة في العالم، حيث جاءت استضافتها مع انتشار جائحة كورونا في بقاع الأرض، ولعل ما قدمته المملكة للعالم من خطط اقتصادية ساهمت في تقليل أضرارها، وكيفية التعامل الأمثل معها، وهذا ليس على مستوى المملكة فقط وإنما على مستوى العالم أجمع. جميع الملوك السابقين لديهم من البصمات والإنجازات التي تماشت، وفقًا لتلك العقود التي عاشوا فيها. حينما ننظر للتعليم، أو للحرمين الشريفين، أو لتمكين المرأة، أو بمجال القضاء وتطويره، أو بالاهتمام في البنى التحتية، والصحية، والاجتماعية وغيرها من المجالات.. شهدت تطوراً ملحوظًا على مدى السنوات الماضية، إلا أن ما يميز هذا العهد بقيادة خادم الحرمين الشريفين واهتمام أمير الرؤية وصاحب الفكر المجدد سمو ولي العهد، نجد أنها اهتمت في استثمار ثروات المملكة المختلفة في كل المناطق، والانفتاح نحو العالم.. نحن نشاهد اليوم مدينة الحُلم نيوم أقصى الشمال، ومشروع البحر الأحمر في أقصى الغرب، وفي الوسطى القدية وما أدراك ما القدية مدينة السياحة والسيّاح، إضافة للصناعات بمجالاتها المختلفة الاقتصادية والعسكرية، وخصخصة القطاعات الحكومية التي بدأنا نجي ثمار نتاجها، وهذا من شأنه أن تحقق ما تطلع له سمو ولي العهد بهذا المجال، من خلق الوظائف، وتنوع مصادر الدخل، ومواكبة تطور العالم المتسارع، إضافة إلى الاهتمام بالشباب الذين يمثلون النسبة الكبرى من المواطنين من خلال تأهيلهم، وتطويرهم، وتعليمهم، وصقل مواهبهم وتمكينهم في أهم المناصب القيادية في الدولة، فروح الشباب تفوح من معظم القطاعين الخاص والعام. الأمر المميز الذي يثلج الصدر، ويريح النفس، ويرسل بشائر الخير بأننا نسير على الطريق الصحيح في رؤيتنا منذ انطلاقتها، بأنها اهتمت في المجالات كافة دون استثناء، حيث أنها أولت القطاع غير الربحي اهتمامًا كبيرًا، فاهتمت في حوكمة القطاع، وخلق فرص الاستدامة حتى أصبح قطاعًا خلاقاً يعتمد على نفسه في موارده المالية، إضافة إلى صلب عمله في تمكين المستفيد، وتهيئته للاعتماد على نفسه من خلال النظر في أدق تفاصيل حياته المعيشية للفئة المحتاجة التي تقدم لها الخدمة، كون هذا القطاع يهتم في المرأة، والطفل، والمريض، وتمكين الشباب، وعمارة المساجد، والتنمية المتنوعة التي تشمل صلب المجتمع وهم الأسر.. ولا زلت الرؤية تمضي في هذا القطاع من خلال تأسيس المنظمات الخيرية والتعاونية الأهلية في العديد من المجالات وتحرص في أغلبها على التخصص في مجال محدد، وهذا ما يكسبها النجاح وثقة المستفيد منها. موطني قد عشت فخرًا للمسلمين، عاش الملك للعلم والوطن.. تحية صادقة لهذه الدولة العظيمة بقيادتها، وشعبها في ذكراها ال90 دمت شامخة راسخة راسية. ** **