كم هو مؤلم الفقد! وهو أشد إيلاماً إذا كان ذلك الفقد هو غياب أخت حبيبة غالية كنت طوال عمري أتطلع إليها كقدوة عظيمة، أختي الجوهرة هي تلك المرأة القوية التي تقف مع الجميع وتساندهم وتنتصر لحقوقهم وفي نفس الوقت هي الأم والأخت الحنون التي شملت عائلتها محبتها وحنانها وعطفها بل تعدت العائلة إلى من هم أبعد مادة يدها السخية وقلبها المحب لكل من حولها، هي سيدة المجتمع التي لها الحضور القوي في مجتمعها وهي في نفس الوقت ربة المنزل المهتمة بشؤون بيتها الصغيرة والكبيرة، هي الناصحة والمستشارة المؤتمنة وهي الملجأ والسند في جميع ملمات الحياة صغيرها وكبيرها. لم يقدر لي العيش مع أختي في مدينة واحدة أبداً ولكنها على الرغم من بعد المسافات إلا أنها دوماً حاضرة في حياتي ومؤثرة في قراراتي بشكل إيجابي، ربت أختي الحبيبة أبناءها وبناتها على المحبة والإيثار وصلة الرحم فكانوا دوماً رسلها إلي يغمرونني بمحبتهم وعطائهم وسؤالهم عني وكذلك وقفاتهم في جميع المواقف السارة والمؤلمة. فقيدتي ستظل حاضرة في دعواتي، سأشتاق لها ولكن وجود أبنائها وبناتها هو خير عزاء وسيظل نعمة من نعم الله التي أحمده عليها وأرجو بقاءها. اللهم ارحم أختي الحبيبة وصبر قلوبنا على رحيلها، اللهم اجعل ذلك الوجه المنير في أعلى مراتب النعيم ضاحكة مستبشرة. ** **