** منظمة التجارة العالمية شهدت مستويات متفاوتة من الإنجازات منذ تأسيسها قبل 25 عاماً - مع الإشارة إلى أن نشأة منظمة التجارة العالمية في الاتفاق العام بشأن التعريفة والتجارة في 1947 (اتفاقية الجات 1947) - إلا أن العقد الأخير شهد هدوءاً كبيراً في عمل وأنشطة المنظمة ويمكن اعتبار ذلك نتيجة لضعف إدارتها للمهام الموكلة لها، ورغم دورها المحور الهام إلا أن تعطيله أدى إلى تراكم العديد من الإشكالات التي كان يمكن للمنظمة معالجتها خصوصاً في مجال تسوية النزاعات. ** واليوم المملكة حينما تدفع بمرشحها لمنصب مدير منظمة التجارة العالمية معالي المستشار محمد التويجري، فهي تنطلق من اهتمامها بتطوير ودعم هذه المنظمة ليكون لها دور فاعل في التجارة العالمية التي باتت تتعرض لكثير من المتغيرات والمعوقات المؤثرة على مسارات وانسياب التجارة العالمية، ولم يكن هذا الترشيح صورياً أو لمجرد الوصول للمنصب بل ارتكز على رؤية واضحة لإعادة الثقة وللنهوض بالمنظمة تحدث عنها التويجري بتوسع سواء على مستوى إصلاح المنظمة وهيكلتها ووضع الأهداف أو على مستوى تفعيل دور المنظمة كحلقة وصل فاعلة بين الأعضاء للتوصل إلى تفاهمات حول الملفات الخلافية ودراسة الوضع الحالي للمنظمة لإيجاد الحلول. ** أعتقد أن مرشح المملكة سيكون له الحظ الأوفر باقتناص المنصب إذا ما أرادت الدول الأعضاء النظر بحيادية وبما يحقق صالح المنظمة، فالمملكة أحد أكبر 20 اقتصاداً بالعالم، ومصدر الطاقة، وتعيش عملية تنموية هائلة على المستويات كافة مما أوجد لديها قيادات وخبرات متميزة مثل التويجري الذي عايش رؤية 2030 وكان أحد جنودها، كما يتملك رصيداً كبيراً من الخبرة في مجال التجارة والاقتصاد. وهو قادر بإذن الله على قيادة هذه المنظمة وتفعيل دورها من جديد وتحقيق أهدافها التي تتضمن توفير الحماية المناسبة للسوق الدولي ليلائم مختلف مستويات المعيشة والتنمية، إيجاد وضع تنافسي دولي للتجارة يعتمد على الكفاءة الاقتصادية في تخصص الموارد، تحقيق التوظيف الكامل لموارد العالم.